قبل عام ونصف فقط تزوجت هيام ذات الـ38 عاما والتي اضطرت إلى النزوح من بلدتها القورية في دير الزور إلى دمشق، ولكنها وكما تذكر صفحات محلية أرادت استخراج بطاقة زيارة تتيح لأخيها الذي لم يؤدِ تجنيده الإجباري في ميليشيا أسد زيارة سوريا دون التعرض للمساءلة.
وصلت باب الفرع وبعد قليل طلب العناصر من زوجها المدعو رمضان العماش المغادرة، ذاكرين له أنهم سيحتفظون بها لبعض الوقت كإجراءات احترازية، ليستمر غيابها شهرين متواصلين دون معرفة زوجها أي معلومة عنها وعن مكانها أوتهمتها، رغم أنه لم يترك فرعا أمنيا إلا وسأل فيه.
ولكن المفاجأة كانت قبل أيام قليلة عندما اتصلوا بزوجها من مشفى تشرين العسكري، بأن عليه الذهاب إليهم لتسلم جثمان زوجته، التي لقيت حتفها تحت التعذيب.
وهيام واحدة من آلاف السوريات اللواتي قضين في سجون نظام أسد تحت التعذيب دون محاكمات أو تهم واضحة، وفي شهر نيسان المنصرم لوحده وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل سبع سيدات سوريات في سجون أسد تحت التعذيب.
وأتى ذلك رغم إصدار بشار الأسد مرسوم عفو مزعوم عامل وشامل في 23 آذار المنصرم.
بشار نفسه الذي أنكر في مقابلة صحفية متلفزة حدوث أي عمليات تعذيب في سجونه، بحجة أنهم غير مضطرين لذلك، فلديهم كل المعلومات اللازمة عما أسماها المؤامرة وأطرافها التي يتعرض لها نظامه، فهل ماتت هيام وحوالي 30 ألف امرأة وثقتهن شبكات حقوقية بالاسم في سجون أسد من السعادة مثلا!
التعليقات (3)