كيف تعمل ميليشيا لواء القدس للاستيلاء على مخيم حندرات بحلب بدعم روسي؟

كيف تعمل ميليشيا لواء القدس للاستيلاء على مخيم حندرات بحلب بدعم روسي؟
ذكرت مجموعة "العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن ميليشيا "لواء القدس" اشترت منازل وممتلكات من مدنيين بأسعار زهيدة لمُسلحي الميليشيا "الفلسطينيين" في مخيم "عين التل" الواقع في منطقة مخيم "حندرات" شمال حلب حيث جاء بالبيان إن متعاقدين وسماسرة مقربين من قائد ميليشيا لواء القدس "محمد السعيد" يروّجون بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين، بأن مصير مخيم "حندرات" الجرف والإزالة وتخييرهم بالبيع بأسعار زهيدة غير الأسعار الحقيقية.

وأكد ناشطون في المخيم أن عدة سماسرة اشتروا أكثر من 50 منزلاً من أصحابها في المخيم، مستغلين حالة الفقر التي يمر بها أهالي المخيم، وحالة الإحباط الموجودة لديهم لعدم وجود برنامج إعادة إعمار للمخيم وأشاروا إلى أن القوات الروسية هي من تقف خلف عملية حملة شراء المنازل لميليشيا "لواء القدس"، وبتمويل كامل منها، مرجحين بناء قاعدة عسكرية روسية في محيط المخيم.

أسباب عديدة 

ويقول مدير تحرير موقع مصير الفلسطيني أيمن فهمي لأورينت نت إنه: " ثمة أسباب عديدة لقيام الروس مؤخراً بتكليف المدعو محمد السعيد قائد لواء القدس للعمل على بيع أملاك أهالي مخيم حندرات، من خلال صفقات سمسرة يتولاها أشخاص تابعين لمحمد السعيد وتحت إمرته. ثمة أسباب ثلاثة كما أرى تكمن وراء هذه العملية التي تهدف إلى تجريد الأهالي من أملاكهم، ودفعهم إلى بيعها بأثمان رمزية لا تعادل الحد الأدنى من قيمتها العقارية الحقيقية".

ويعدد الفهمي الأسباب التي دفعت الروس لهذه الخطوة وهي" السبب الأول هو ازدياد مطالبات الأهالي المهجرين من مخيمهم منذ العام 2013، بعد تدمير غالبية بيوت المخيم بقصف الطائرات الروسية والأسدية، للعودة إلى المخيم بعد أن استعاد النظام سيطرته على المخيم في العام 2017، وترافق مع تلك المطالبات طلب الأهالي من محافظة حلب ومن وكالة الأونروا، مساعدتهم على ترميم بيوتهم وتأمين الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومدارس ومستوصفات، كي يصبح المخيم صالحاً للسكن، ولقطع الطريق على أية إمكانية أو احتمال لعودة الأهالي".

 ويضيف" قام الروس بتكليف قائد لواء القدس المحسوب عليهم، لدفع العائلات الفقيرة النازحة من المخيم، واستغلال ظروفها المادية الصعبة، بسبب تكلفة الإيجارات التي تدفعها في مناطق نزوحها في أحياء حلب، إلى بيع أملاكها في المخيم بأزهار زهيدة، توطئةً لتغيير هوية المخيم السكانية، وفرض وقائع عقارية جديدة، يستحيل بوجودها عودة المخيم إلى سابق عهده كأحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في شمال حلب".

ويشير إلى أن" السبب الثاني هو رسالة لأبناء المخيم المهجرين خارج سوريا، وتحديداً في تركيا وأوروبا، كي تتبدد آمالهم المعلقة على إعادة إعمار المخيم والعودة إليه حين تسنح الظروف السياسية والأمنية، ودفعهم أيضاً لبيع أملاكهم العقارية، لاسيما أن أغلبها مدمر من جهة، وبعد صدور القانون رقم 10 لعام 2018، أصبح من المتعذر عليهم تثبيت أملاكهم العقارية بسبب القيود التي وضعها هذا القانون الجائر على أملاك الغائبين السوريين ومن في (حكمهم) من جهة ثانية".

ويوضح أيمن فهمي" تنفصل هذه الخطوة التي يتم تغطيتها بعمليات السمسرة تحت سيف الحاجة والضغط المعيشي، عن مخططات تدمير المخيمات الفلسطينية في سوريا وتهجير سكانها، وقد أصبحت هذه المخططات التي يشارك فيها النظامان الأسدي والروسي معروفة للجميع، كما حصل في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات الأخرى، ويتم اليوم إدخال لواء القدس في عملية إنهاء مخيم حندرات وتغيير خارطته التاريخية والجغرافية والوطنية، لتبرير ما يجري وتبرئة أدوارهم المشبوهة".

وينوه أن " السبب الثالث سعي الروس إلى اتهام الفلسطينيين  بتحمل المسؤولية عن بيع أملاك المخيم، مع أن الجميع يعلم أن لواء القدس هو أداة عسكرية وأمنية بيد النظام وأصبحت تدين بالولاء للروس، وهذا اللواء ينتحل صفة فلسطين وعنوان القدس لتهجير الفلسطينيين والسوريين من مناطقهم ومخيماتهم في مدينة حلب وأريافه".

ويشير نشطاء إلى أن هناك معلومات تؤكد هذه الأسباب الثلاثة والمخاوف الناجمة عنها، وهي وجود خطة ميدانية روسية، لتحويل مخيم حندرات إلى قاعدة روسية كبيرة في شمال مدينة حلب، بحكم أهمية الموقع الإستراتيجي للمخيم الذي يقع على هضبة تشرف على مدينة حلب، وأن تحوي هذه القاعدة مساكن مخصصة للضباط والجنود الروس، وتكون أيضاً قاعدة عمليات مركزية، لتسهيل عمليات الروس في ريف حلب الشمالي، وإسناد فرق المراقبة الروسية على الطرق الدولية.

ويقول الناشط الصحفي عمر الحلبي لأورينت نت: " منذ بداية الثورة السورية زج نظام أسد أهالي مخيم حندرات في مواجهة الحاضنة الثورية من خلال تطويع أبناء المخيم مع الشبيحة، أو محاولات قصفه واتهام الثوار لتأجيج الفلسطينيين ضد الفصائل وضمان ولائه لصالح النظام".

ويضيف" بعد دخول روسيا إلى الحرب مع الفصائل عمدت إلى تبني دعم لواء القدس الفلسطيني من خلال تسليحه وتمويله والآن بدأت بدعمه في السيطرة عسكرياً على المناطق وفرض سيطرة اللواء على المناطق التي يقطنها الفلسطينيون، لضمان سيطرة الروس عليهم وخصوصاً في ظل صراعها مع إيران لاستمالة المكونات الشعبية داخل سوريا".

ويقدر عدد سكان مخيم "حندرات" بين 6 و8 آلاف لاجئ فلسطيني، تعرضوا للتهجير خلال أعوام الثورة السورية، حيث إن القوات الروسية ونظام أسد أحدثوا دماراً كبيراً في المنازل السكنية والبنى التحية نتيجة الغارات الجوية والمدفعية والصواريخ.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات