"كأني أكبر بعشر سنين".. بهذه الطريقة غيّر كورونا حياة عائلة سورية في تركيا

"كأني أكبر بعشر سنين".. بهذه الطريقة غيّر كورونا حياة عائلة سورية في تركيا
زاد وباء كورونا في العالم، من أزمة اللاجئين السوريين في البلدان التي لجؤوا إليها بفعل الحرب المشتعلة في بلدهم الأم، ما دفع بوسائل الإعلام المحلية في البلدان التي يعيشون فيها، إلى تسليط الضوء بصورة خاصة على معاناتهم في ظل الأزمة التي تمر بها الدول.

الشاب بدر عزيزة 19 عاما، قدم من حلب إلى تركيا عندما كان عمره 14 فقط، ليستقر في إسطنبول مع أمه وأخوته، ليتحوّل إلى المعيل الوحيد لهم، واصفا معاناته بجملة تركت أثرا بليغا لدى الصحفية التي أجرت معه اللقاء لدى صحيفة "دوفار" الإلكترونية، حيث ذكر  أنه هذه الأزمة كبّرته عشر سنين، وقال حرفيا : "عمري 19 عاما، ولكنني أشعر وكأنه 30".

وحرصت الصحفية "فليز غازي" التي أجرت معه اللقاء باللغة التركية، على إبقاء الحوار تماما كما تحدث بدر، من دون أن تصحح له الأخطاء اللغوية، أو أن تهذّب جمله، قائلة: "سآتي على الكلام الذي قاله كما هو، لأنني لو قمت على تهذيب ما قاله، أو تصحيح الأخطاء، فحينها بدر لن يكون بدرا".

نعيش من خلال إنفاق ما ادّخرناه سابقا

وعانى بدر، مثل كثيرين، من انتشار وباء كورونا حول العالم، حيث اضطر بعد تأكيد أول إصابة في تركيا، منذ شهر ونصف تقريبا، لترك عمله، موضحا بأنّه حاول العيش خلال هذه الأزمة من خلال الاعتماد على بعض ما كان قد ادّخره من عمله كمترجم في مركز للتجميل، ومن ثم من خلال الدّين من أحد معارفهم.

ويصف بدر هذه المرحلة بقوله: "كنت أعمل مؤخرا لدى موقع إلكتروني، كمترجم للإعلانات من اللغة التركية إلى العربية، أغلق الموقع منذ شهر ونصف، لم أقبض راتبي الأخير بعد، اتصلت بالأشخاص الذين كنت أعمل معهم لم يجيبوا على اتصالاتي، والمدير أيضا لم يجب، معطفي وحقيبتي وبعض الأغراض الخاصة بي جميعها بقيت هناك، الآن أبحث عن عمل، ولكن لا يوجد".

حاولت إكمال دراستي ولكن..

وعن بدايات قدومه إلى تركيا يقول: "في حلب كان عندنا منزل ودكان وسيارة، كلّها دمّرت، كان أبي يعمل في بيع القماش، عندما كنت في التاسعة من عمري، خلال فترة الصيف، كنت أعمل مع والدي، وعندما قدمت إلى تركيا عملت في البدايات في الكوي في مشغل للخياطة، ومن ثم مترجما لدى جمعية تُعنى باللاجئين في بلدية سلطلن بيلي".

ويذهب بدر إلى أنّه عندما قدم إلى تركيا حاول إكمال دراسته، إلا أنّ حاجتهم الماسة للمال، دفعته للانخراط في العمل في سن مبكرة، مضيفا: "عندما أنظر إلى أقراني، وأنظر إلى الحياة التي يعيشونها أتمنى لو كان بإمكاني أن أعيش مثلهم، ولكن مع ذلك أشكر الله على ما أنا فيه، انخرطت في العمل منذ أن كان عمري 14 عاما، عملت في البدايات في مجال الكوي، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف كان جسمي يبدأ بالتحسس جراء العمل، فاضطررت لتغيبره، عندما أتذكر تلك الأيام أشعر بمدى الصعوبات التي كابدتها، عمري 19 عاما، ولكن أشعر وكأنه 30".

توفي أبي بنوبة قلبية

ويعيش بدر بعد أن تزوجت شقيقتاه، مع والدته وشقيقه8 سنوات ويعاني من مرض في القلب، وآخر 14 عاما من ذوي الاحتياجات الخاصة، مردفا: "توفي أبي في كلس بعد قدومه من سوريا بسبب نوبة قلبية، أعيش الآن مع أمي واثنين من أخوتي، بعد ان اضطررت لترك عملي، حصلنا على دين من بعض المعارف، والآن أبحث عن عمل وآمل أن أجد في القريب العاجل".

تعلمت اللغة لأساعد أبناء بلدي عند الأزمات

وعن مساعدته للسوريين في أمور الترجمات، يقول بدر: ساعدت الكثير من السوريين في المستشفيات والمخافر وغيرهما، وكانوا يعرضون علي المال كأجر مقابل الترجمة التي أقوم بها، ولكنني كنت أرفض، عندما تعلمت اللغة كانت غايتي أن أساعد أبناء بلدي، لا أن أستغلهم من أجل كسب المال".

وختم بدر بأنّه وجد فرصا عديدة للعمل في مؤسسات تركية، ولكن لم يتمكن من العمل لأنه ليس مواطنا تركيا، ضاربا مثال على ذلك: "ذات مرة ترجمت للقاضي في جلسة طلاق بمحكمة العدل بحي كارتال، سألني القاضي إن كانت لدي الجنسية، فأجبته ب لا، فأخبرني بأنه لو كنت مواطنا تركيا لقام بتوظيفي معهم لأعمل في الترجمة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات