بالإخضاع و الإغراء ...هكذا تسارع روسيا من خطواتها لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا

بالإخضاع و الإغراء ...هكذا  تسارع روسيا من خطواتها لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا
تسارع روسيا خطواتها  لمواجهة النفوذ الإيراني، مستغلة الوضع الدولي الراهن بعد جائحة كورونا، و المتمثل بشبه الإجماع الدولي على إخراج إيران من سوريا و كما باتت مليشياتها المتعددة الجنسيات، بما تشكله من قوة ضاربة تشكل عائقا أما تحقيق موسكو لطموحاتها في سوريا ما بعد الحرب .

ولذلك تحاول روسيا جاهدة الاستفادة من هذا الموقف الدولي لتحجيم نفوذ إيران المتشعب، ولاسيما أنه أصبح يشكل خطرا على المصالح الاقتصادية و السياسية الروسية في سوريا .

بالإغراء والإخضاع

 وقال الأستاذ في القانون الدولي فادي شعبان لأورينت نت إن "هناك مؤشرات تدل على أن موسكو بدأت بالفعل مواجهة نفوذ إيران في سوريا، عبر الإخضاع تارة  مثلما شاهدنا في أكثر من موقع أو عبر العمل على شق صفوف ميليشياتها و استمالتها عبر الإغراء تارة أخرى سواء  بالدعم أو بالتمويل".

وفي هذا الإطار  كشف تقرير لصحيفة  ذا ناشيونال مؤخرا عن نجاح موسكو باختراق المليشيات الإيرانية من خلال الإغراء بالدعم والتمويل والتسليح، حيث استمالت قيادي في ميليشيا فاطميون التابعة للحرس الثوري، والمدعو عبدالله صلاحي والذي يقود مجموعة مؤلفة من 500 عنصر، وتتخذ من دير الزور مقرا لها مما أدى إلى إنقسامات كبيرة في صفوف عناصرها .

و بالعودة إلى شعبان فقد أضاف،  أن روسيا تشرف على تشكيل مليشيات موالية لها في الكثير من المناطق لتنفيذ أجندتها أولا، ولمواجهة نفوذ حليفتها اللدودة إيران ثانيا، وكان  آخرها الكيانات التي شكلتها في المناطق الشرقية من العشائر العربية، وهي تتبع لقاعدة حميميم مباشرة .

وهنا ذكرت مصادر محلية أن هناك عددا من العناصر انشقوا عن تشكيلاتهم الأساسية و انخرطوا ضمن المليشيات الروسية، وتدعم هذه الأخبار ما كشفته شبكة فرات بوست المحلية بأن هناك تراجعا في أعداد المنتسبين للمليشيات الإيرانية بسبب إنعكاس الوضع الاقصادي للحرس الثوري على الدعم المالي لعناصره.

تهميش إيران

و على الصعيد السياسي، أكد شعبان أن هناك "سعي روسي لتهميش دور إيران في المحادثات الدولية  حول سوريا، و خاصة فيما يتعلق بملف إدلب، حيث تم إقصاؤها كليا في الاتفاق الروسي التركي الأخير، وهذا ما أثار غضبها، ودفعها لتحشيد مليشياتها على جبهات الشمال السوري، ثم أرسلت  مؤخرا وزير خارجيتها جواد ظريف في زيارة خاطفة لرأس النظام، بالرغم من كل الظروف الاستثنائية وتوقف الزيارات بين الدول بسبب انتشار كورونا، كل ذلك لمواجهة التهميش الروسي الدولي المتعمد، و لتؤكد حضورها بقوة على الساحة السورية.

وبدوره يذهب نورس العرفي مدير وكالة المصدر الإخبارية في تعليقه لأورينت نت عن الموضوع إلى أن "روسيا تحاول تحجيم النفوذ الإيراني من خلال علاقتها الوطيدة مع إسرائيل، فهي تغض الطرف وتسمح، بل وتقدم المعلومات عن مواقع المليشيات الإيرانية".

و تعليقا على هذه الغارات المكثفة صرح وزير الدفاع الإسرائيلي لوسائل إعلام عبرية "بأنهم بدؤوا بمرحلة تعاطٍ جديدة مع الوجود الإيراني، و التي تتمثل بإنهاء هذا الوجود في سوريا ".

محاصرة التيار الإيراني

و كما أشار العرفي إلى أن الصراع الذي ظهر موخرا بين أجنحة النظام،  والمتمثل  بمهاجمة التيار الموالي لإيران ومحاصرته اقتصاديا وساسيا، كل ذلك تقف موسكو خلف كواليسه و تحرك خيوطه .

يشار إلى أن كل من المحتلين الروسي و الإيراني يتنافسان بقوة للسيطرة على ثروات سوريا ومقدراتها، ويسعيان لتوقيع عقود مجحفة مع نظام أسد مقابل حمايته و يخولهما الاستفادة من مقدرات هذا البلد، و قد تطور الأمر بينهما أحيانا إلى مواجهات عسكرية في أكثر من مكان .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات