لماذا تتمسك الولايات المتحدة ببقاء روسيا على الأراضي السورية؟

كل الحديثِ الذي سادَ خلال الفترة ِالماضية عن وجود تنازع ٍأو تنافس أو خلافٍ أمريكي روسي في سوريا يبدو أنه كان وهماً يريد البعضُ أن يُصدّرَه للناس، لإبعاد الأنظار ِعن حقيقة ما يجري على الأراضي السورية..

فعلاقة القواتِ الأمريكية بالقوات الروسية كانت وفقَ مخططٍ مرسوم للطرفين، بحيث يَعرفُ كلُ طرفٍ ما هي الخطوطُ التي عليه أن يلتزمَها ولا يتجاوزها، على أن يباركَ كلٌ منهما للآخر ما يقع تحتَ يديه.. إلا إذا تجاوزَ أحدُهما الخطوط الحمراء التي رسمت فيما بينهما.

الغاراتُ الإسرائيلية التي لا تنقطعُ على الأراضي السورية، لا يمكن أن تحدثَ بهذه الدقة دون أن يكونَ هناك تنسيقٌ عالي المستوى بين الولاياتِ المتحدة وروسيا، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالدوريات التي تمرُّ بسلامٍ في منطقة الآخر دون أن تتعرضَ لسوء.. وغضُ الولاياتِ المتحدة البصرَ عن كل العملياتِ العسكرية التي تقوم بها روسيا لدعم ميليشيا أسد، كل هذه مؤشراتٌ إلى أن الأدوارَ بين الطرفين مقسمة، والتعاون فيما بينهما على أشُدِّه، والمناوشات التي تحدث بين الطرفين بين الفينة والأخرى لا تفسدُ للمخطط قضية

فهل ترى الولاياتُ المتحدة على ضوءِ تصريحاتِ جيفري أن وجودَ روسيا في سوريا يحفظ ُالتوازن في المنطقة؟ وهل ترحبُ واشنطن بدور موسكو كونها قد تضعُ حداً للتمدد الإيراني في سوريا؟ ألا يشيرُ صمتُ أميركا المُطبِق على كل الانتهاكاتِ التي تقوم بها روسيا في سوريا على رضاها أو عدم ِممانعتِها على أقلِ تقدير لما تقومُ به إلى جانبِ نظام أسد؟ أليس من الممكن أن يكون الغزلُ الأمريكي لروسيا جاء بعد تغولها في شرقِ الفرات ما جعلها على تخومها؟ ولكن بالمقابل ألم تطالب روسيا في أكثر من مناسبة بخروج القواتِ الأمريكية من سوريا؟ ولماذا تصرح موسكو بضرورة خروج ِأميركا من سوريا بينما تحُجم واشنطن عن ذلك؟ هل هذه جعجعة ٌروسية لإخفاء مخططاتهِا الحقيقة مع الولايات ِالمتحدة؟

الضيوف:

حسن النيفي - كاتب و محلل سياسي - غازي عنتاب - skype

داوود كتاب – مختص بالشأن الأمريكي – عمان – skype

تقديم: أحلام طبرة