كورونا يضاعف معاناة النازحين بإدلب.. مهن تضررت بإجراءات مواجهة الفيروس

كورونا يضاعف معاناة النازحين بإدلب.. مهن تضررت بإجراءات مواجهة الفيروس
يجلس ماهر العوض (36 عاماً) حائراً فيما سيفعله بعد توقف عمله ببيع الأدوات المنزلية في الأسواق الشعبية شمال السوري، بسبب الإجراءات التي تم اتخاذها جراء انتشار فيروس كورونا، والتي زادت في معاناة بعض أصحاب المهن التي توقفت بفعل هذه الإجراءات، لتضاعف معاناتهم عقب نزوح وفقر وغلاء معيشة.

فقد تضررت آلاف العوائل بإدلب وريفه،  بعد قرار إغلاق البازارات والأسواق الشعبية بسبب جائحة كورونا، والتي كانت ملاذاً لكثير من الأشخاص والباحثين عن مصدر دخل يومي.

وكان مجلس مدينة إدلب، أوقف جميع الأسواق التي تشهد تكتلات سكانية كبيرة في سبيل منع انتشار الفيروس المستجد، ونص قرار المجلس الذي دخل حيز التنفيذ في 1/4/2020 على إيقاف جميع البازارات التي تؤدي إلى تجمع عدد كبير من الناس في الأحياء والأماكن العامة مثل سوق الغنم السوق الشعبي (البازار) وأسواق بيع الطيور (حمام ودواجن) وما شابهها، إضافة لأسواق بيع الدراجات النارية والسيارات في المنطقة.

وتعتبر البازارات اليومية في مدن وبلدات إدلب طقساً أسبوعياً يجتمع فيه السكان من  مدن وبلدات مختلفة، كونها تشكل فرصة مناسبة لهم من أجل الحصول على لوازمهم الأسبوعية بأسعار مخفضة عن الأسواق العادية.

يقول العوض موضحاً مدى ضرره من أمر توقيف الأسواق الشعبية: "نزحت مع عائلتي المكونة من زوجة وخمسة أولاد من قريتي في ريف إدلب الشرقي منذ أكثر من عامين، وأعتمد على مهنة بيع الأدوات المنزلية في البازارات لتأمين بعض متطلبات العيش. الوضع المعيشي سيئ للغاية والغلاء وصعوبة تأمين المورد المادي يثقل كاهلي المتعب أساساً، هذا مع وجود عمل فكيف من دونه".

ولا يتلقى الشاب أي تعويض أو دعم من أي جهة، مؤكداً "لا أعلم كيف سيكون وضعي ووضع عائلتي إن استمر أمر إغلاق الأسواق الشعبية.. ربما سنصل إلى حد التسول لنعيش" على حد تعبيره.

كذلك حال، صهيب العلي (30عاماً) الذي اضطر للجلوس في بيته منذ قرابة الشهر، وقد شارف مدخره من المال على أن النفاد بعد توقف عمله ببيع المنظفات في الأسواق الشعبية، فقد حاول عرض بضائعه بأمكنة متعددة في محاولة لبيعها بعد توقف البازارات، ولكن البيع ضعيف جداً، ويكاد أن يكون معدوماً مقارنة بما كان يبيعه في السابق.

لم يكن أصحاب المهن وحدهم من تضرر من توقف الأسواق الشعبية؛ بل شريحة واسعة من المدنيين أيضاً، الذين كانوا يقصدون تلك الأسواق للحصول على مستلزماتهم بأسعار مخفضة عن الأسواق العادية والمحال التجارية.

أم محمد الأربعينية، ترى أن ما يميز تلك الأسواق منذ وقت بعيد، هي السلع التي تباع بأسعار تتناسب مع الحالة الاقتصادية الحرجة التي يمر بها السواد الأعظم من السوريين، وخاصة في ظل "هذا الغلاء الفاحش"، وتقول: "كنت أقصد سوق الأربعاء في مدينة إدلب للحصول على حاجاتي الأسبوعية بشكل كامل وبأسعار مناسبة، فلا أحتاج لشراء شيء آخر طيلة الأسبوع باستثناء الحالات الطارئة، أما اليوم فأنا مضطرة للشراء من المحال التجارية التي لا يكفيها زيادة سعر المنتج الضعف بل خمسة أضعاف معللين ذلك بارتفاع الدولار" وتختم "وصلنا إلى حالة لا تطاق من الغلاء، من أين للناس أن تجلب المال لتستمر".

تضم البازارات كل شيء من الممكن أن يباع كالملابس الجديدة والمستعملة والخضار والفواكة والأدوات المنزلية والكهربائية واللحوم والبقوليات والمعلبات والخبز والمعجنات وحتى المحروقات.

جميع أصحاب هذه المهن تضرروا بشكل جزئي أو كلي، وهم يعتبرون الضحية الأكثر تأثرا بسبب فقدهم لعملهم ومصدر دخلهم ليتحولوا إلى عاطلين عن العمل يقتاتون خبزهم اليومي من سلال المساعدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ولا توجد إحصائية دقيقة حول نسبة البطالة في سوريا اليوم، وإن كانت التقارير تشير إلى نحو 90 بالمئة كحد أدنى عاطلين عن العمل بعد تهديم معظم القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية التي تستوعب العمالة في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات