من رحم الحرب إلى مواجهة كورونا.. تجربة طبيبين سوريين في معالجة مرضى الفيروس بتركيا

من رحم الحرب إلى مواجهة كورونا.. تجربة طبيبين سوريين في معالجة مرضى الفيروس بتركيا
لم يتوانَ الأطباء السوريون في بلدان اللجوء والمهجر، عن تقديم كل ما بوسعهم في سبيل مواجهة فيروس كورونا المستجد، بالمستشفيات التي يعملون أو يكملون تخصصاتهم فيها، ما دفع بوسائل الإعلام المحلية والعالمية، إلى الإشادة بما يقدمونه من تضحيات في سبيل معالجة مرضى الفيروس.

موقع دويتشه فيله (DW) بنسخته التركية، أجرى حوارا مع طبيبين سوريين شابين، أكملا دراستهما في كلية جراح باشا للطب بجامعة إسطنبول، وذلك بعد انقطاعهما عنها في سوريا بسبب الحرب، نقلا خلاله تجربتهما في معالجة مرضى فيروس كورونا في المستشفى الذي يكملان فيه تخصصهما، لافتين إلى الفروقات والصعوبات الموجودة بين الحرب وكورونا.

طبيب من داخل الحرب

الطبيب "حمزة"، تغيرت حياته في سنة 2012، والتي كان من المفترض أن يتخرج فيها، حيث اضطر بعد اندلاع الثورة لمغادرة حلب متوجها إلى مصر، ليأتي إلى تركيا، قاصدا بلدة أطمة، وذلك ليكون قريبا من سوريا، التي لم يحتمل مرارة البعد عنها.

وأكمل الطبيب حمزة 31 عاما، دراسته في الطب من السنة الرابعة بكلية جراح باشا بإسطنبول، قائلا عن تجربته في العمل كطبيب ببلدة أطمة إنها من أصعب التجارب التي مرّ بها في حياته، وخصوصا أنه كان يحاول إنقاذ حياة الجرحى تحت القصف المباشر، من دون أن يعلم متى وأين سيقع القصف.

كورونا أصعب من الحرب

ذهب الطبيب حمزة الذي يعمل في قسم العاجل بمستشفى جراح باشا، والذي يهتم حاليا بمعالجة مرضى فيروس كورونا، إلى أنّ الصراع مع فيروس كورونا، أصعب من العمل على علاج الجرحى تحت القصف.

وتابع في الإطار نفسه: "بإمكاني القول إنه من أصعب المهام، قبل الوباء كنا نتعب، وخصوصا أنّ مهنة الطب تحمل الكثير من المشقة والتوتر والإرهاق الجسدي، أما الآن بالإضافة إلى ما سبق، يوجد أثر وتعب نفسي".

ووفقا للطبيب حمزة فإنّ هذه الأيام أصعب من الأيام التي عمل فيها تحت الحرب، مردفا: "الفرق بين كورونا والحرب هو أنّه في هذا الوباء لا يوجد سلاح، ولكن الخوف هنا أكبر على العائلة، عندما عملت طبيبا تحت القصف كنت أعمل وحدي، ولم أكن مضطرا لأفكر بأحد، ولكن الآن الوضع مختلف، لأن الخطر هنا قد يمتد ليشمل عائلتك".

النظام الصحي في سوريا ليس قويا

الطبيب "يمان" 27 عاما، واحد ممن أتموا دراستهم في الطب بعد أن اضطروا لإيقافها في سوريا، ليتخرج بدوره أيضا من كلية الطب بجامعة إسطنبول، ليكون الآن في الصف الأمامي ممن يواجهون فيروس كورونا.

ويقول الطبيب يمان، الذي يكمل اختصاصه في أمراض الصدر، بكلية جراح باشا - الكلية ذاتها التي تخرج منها جده، والذي تخرج منها في ستينات القرن الماضي- إنه لا ينفك يفكر بظروف السوريين داخل سوريا، في ظل أزمة كورونا، وخصوصا مع نقص الطواقم والمعدات الطبية فيها.

وأضاف يمان "الحمد لله عدد الحالات في سوريا قليل، في الوقت نفسه هناك لا يجرون اختبارات كافية للفيروس، ولذلك قد يكون العدد المعلن حتى الآن قليلا، ففي حال ازدادت الإصابات فإن وضعهم سيكون صعبا للغاية، فالنظام الصحي في سوريا ليس مثل النظام الصحي في تركيا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات