جملة من الأسباب تقف وراء المواجهة الأخيرة بين تحرير الشام والجيش التركي

جملة من الأسباب تقف وراء المواجهة الأخيرة بين تحرير الشام والجيش التركي
اندلعت مواجهات مباشرة بين "هيئة تحرير الشام" وقوات الجيش التركي في ريف إدلب الشمالي، وذلك عقب حدوث اشتباك بين معتصمين وعناصر للهيئة وقوات الجيش التركي قرب بلدة النيرب بريف إدلب الشمالي، وذلك بعد محاولة منعهم من تسيير دورية تركية-روسية على طريق حلب-اللاذقية.

وقام عناصر من "هيئة تحرير الشام" باستهداف آلية تركية إضافة إلى نقطة عسكرية وتركس مجنزر، بصواريخ مضادة للدروع قرب بلدة "النيرب" بريف الشمالي، فيما قامت طائرة مسيرة تركية من طراز "بيرقدار" بالرد من خلال استهداف قاعدة "م.د" ومربض هاون على أطراف البلدة، ما أدى إلى سقوط قتيل من الهيئة.

وأدت الاشتباكات المسلحة بين الجانبين والتي دارت داخل "النيرب" بريف إدلب الشمالي إلى سقوط 3 جرحى من عناصر الجيش التركي تم إسعافهم، إضافة إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين من الذين كانوا داخل الاعتصام، أثناء فضه من قبل عناصر الجيش التركي.

أبرز الأسباب

يقول العقيد المنشق عبد اللطيف الشحود لأورينت نت:" منذ إعلان الاتفاق الروسي-التركي والإعلان عن تسيير دوريات روسية شعرت هيئة تحرير الشام بأنها خارج الاتفاق أو تم تهميشها، لذلك دعت إلى اعتصام سلمي عن طريق أذرعها الإعلامية بحجة منع الروس من المرور على الطريق الدولي، وقد استجاب عدد من المدنيين في البداية لمنع دخول الروس إلى المنطقة".

ويضيف" بعد فترة قريبة عزف الكثير من المدنيين عن الذهاب إلى الاعتصام، وذلك بعد دعوة حكومة الإنقاذ لموظفيها بالذهاب إلى الاعتصام وخصم جزء من رواتبهم في حال لم يذهبوا للبقاء على الطريق الدولي، فيما خصصت سيارات مجانية لنقل الناس إلى الاعتصام إضافة إلى تقديم الطعام والشراب المجاني لكل من يبقى هناك".

وحول وقوف الهيئة خلف الاعتصام يشير الشحود" من بين المعتصمين أشخاص محسوبون على هيئة تحرير الشام ومنهم الأمني أكرم الترك ووزير الداخلية في حكومة الإنقاذ سابقاً إبراهيم الرضوان، وشخصيات محسوبة على مجالس الشورى التابع للهيئة حيث تم إلباس عناصر الهيئة لباساً مدنياً من أجل تبرير الاعتصام".

وبعد الاشتباك بين الجانبين قام عناصر من هيئة تحرير الشام بلباس مدني بقطع طريق باب الهوى في منطقة حزانو وذلك لمنع دخول الآليات التركية بحجة قتل المعتصمين على أوتوستراد حلب-اللاذقية، حيث أن اغلب القتلى شرطة في حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة في حين تم فتح الطريق بعد عدة ساعات.

ويقول الباحث في مركز جسور للدراسات فراس فحام لأورينت نت: "الأسباب التي دفعت هيئة تحرير الشام إلى الاشتباك مع الجيش التركي هي المقاربة التي تتبناها الهيئة في التعامل مع الأتراك والقائمة على تعقيد التحركات التركية، ومحاولة التأثير وإضعاف تفاهماتها وتعطيل الاتفاقات الروسية-التركية فيما يخص ملف إدلب".

ويضيف "هدف الهيئة من عودة التصعيد في إدلب هو ما سيدفع تركيا إلى تركيز جهودها في مواجهة الحملة الروسية وبالتالي تصرف تركيا وجهة نظرها على حل هيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى وجود مطالب اقتصادية دفعت الهيئة لتنفيذ الاعتصام ومنها موافقة تركيا على بقاء منافذ تجارية للهيئة مع النظام على طريق حلب-اللاذقية".

وقامت هيئة تحرير الشام بالإعلان عن نيتها عن فتح معبر تجاري بينها وبين ميليشيا أسد في منطقة النيرب ومدينة سراقب وذلك بحجة انتعاش الاقتصاد في الشمال المحرر وتصريف بضائع التجار، حيث لاقى الخبر رفضاً واسعاً بين المدنيين والنشطاء والفعاليات المدنية مما دفعهم إلى تأجيله.

من جهته يقول الناشط الصحفي أيهم العبد الله لأورينت نت: "الهدف الأول من استمرار الاعتصام هو فرض الهيئة لنفسها على الأتراك، أي أنها الفصيل الوحيد القادر على الشراكة معهم في إدلب، ولا يمكن لتركيا حلهم ضمن أي اتفاق مع روسيا وهي قادرة على تعطيل أي اتفاق بين الطرفين، إذا لم يتم التعامل معها أو تحقيق مكاسب خاصة بالهيئة".

وأضاف "الهدف الثاني هو فتح معبر تجاري يدر على الهيئة آلاف الدولارات بشكل يومي، وذلك بعد إغلاق جميع المعابر بين الطرفين بسبب كورونا ورفض الجانب التركي والمدنيين في إدلب لهذا القرار، جعل قادة الهيئة يواصلون الضغط على الأتراك لتحقيق مكاسبهم في تنفيذ الاتفاق مقابل الحفاظ على مصالحهم أو تعطيله من خلال استمرار الاعتصام على الطريق الدولي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات