هل يكون بديلاً للائتلاف؟.. ولادة جسم "ثوري" جديد في الشمال المحرر (فيديو+ صور)

شهد الشمال السوري المحرر مؤخرا ولادة جسم "ثوري" جديد تحت اسم "تجمع سوريا المستقبل"، اختير أعضاؤه المؤسسون، حسبما ذكر القائمون عليه من شخصيات سورية "ثورية"، ممن عُرف عنهم النزاهة والكفاءة والتضحيات خلال سني الثورة.

المؤتمر التأسيسي الذي أعلن عن ولادة التجمع في عفرين شمال حلب 21 نيسان الجاري، بحضور 140 عضوا، انتخب 15 منهم لعضوية أمانته العامة من الداخل السوري ليستكمل قوامه بأربعة آخرين سيتم انتخابهم لاحقا ليمثلوا التجمع في تركيا.

وحصلت أورينت على معظم أسماء أعضاء الأمانة العامة للتجمع الجديد، وهم؛ المحامي أحمد سليمان والحقوقيون، عادل السرحان و فاضل علوان وعلاء الددو وماجدة البتور ومحمد السلامة، والإعلامي مازن الحمود، وخريج الشريعة الإسلامية عامر منى،  وكل من جميلة الزير وأحمد سيجر وهشام البكور .

وفي مقابلة هاتفية مع أورينت نت، أكد المنسق الإعلامي للمؤتمر  مازن الحمود، أنهم اعتمدوا في اختيار الأسماء بالدرجة الأولى على معايير النزاهة والكفاءة والتضحيات الثورية.

ورغم أن الغموض ما يزال يشوب الكثير من حيثيات النشوء ومدى الجدية والتأثير المتوقع للجسم الجديد في ظل تعقيدات المشهد الثوري السوري، غير أن القائمين عليه، طرحوا خلال مؤتمر التأسيس ملامح أولية للتعريف عن مشروعهم وأنفسهم.

أهداف التجمع الجديد

اطلعت أورينت على البيان التأسيسي "لتجمع سوريا المستقبل" والذي جاء فيه أن التجمع يرى في سوريا دولة مدنية قائمة على العدل والحرية والمساواة وفق القيم الحضارية للبلاد.

وجاء في البيان أن أبرز أهداف التجمع هو بناء دولة حرة ومدنية دون تمييز بين أبنائها، والعمل على بناء جيش وطني جامع لكل القوى والفصائل الثورية، وتحقيق الحرية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعمل على تحقيق العدالة الانتقالية، والتعاون مع جميع قوى المجتمع من أجل خدمة سوريا بما لا يتعارض مع أهداف الثورة.

هل يكون بديلا للائتلاف؟!

لم يعلن القائمون على المشروع الجديد صراحة أن "التجمع" يسعى لأن يكون بديلا عن الائتلاف أو عن مكون سياسي آخر، وفي هذا الصدد قال المنسق الإعلامي ،"  نحن جزء من هذه الثورة كما بقية الاجسام الثورية والسياسية، ولا مشكلة لدينا مع أحد ونتعاون مع جميع المكونات الثورية".

وأضاف،" من حقنا أن نسعى لأن نكون الأفضل كما يحق لغيرنا من التجمعات والتكتلات المختلفة إن كانت بالداخل أو بالخارج، ونحن نسعى لعقد لقاءات ومشاورات مع مختلف الكتل السياسية والثورية، بما يخدم مصلحة شعبنا بالمرتبة الأولى وأهداف ثورته، انطلاقا من احترامنا لجهود كل المكونات السياسية".

ورغم ذلك فإن ما طرحه التجمع في مؤتمره التأسيسي، خاصة في كلمة الافتتاح المسجلة والمنشورة على صفحته في الفيسبوك، يشير إلى أن أحد أهم أسباب نشوء التجمع هو عدم قدرة الأجسام الموجودة على تحقيق أهداف الثورة والفشل في أبرز ملفاتها، وفي مقدمتها الانتقال السياسي وملف المعتقلين والمفقودين.

ويمكن قراءة السعي الواضح من قبل التجمع الجديد ليكون بديلا عن الائتلاف وغيره من المكونات السياسية على ساحة المعارضة والثورة السورية، في الكثير من النقاط التي أعلن عنها المؤتمرون في إطلاق الجسم الجديد.

ومن أبرز تلك النقاط، هو ما جاء في الكلمة الافتتاحية لإطلاق "تجمع سوريا المستقبل"، في أنه جسم يسعى إلى تشكيل جيش وطني سوري موحد تنضوي تحته التشكيلات الثورية العسكرية التي قدمت الدماء في الثورة"، في إشارة إلى عدم الرضا إن لم يكن عدم الاعتراف، بـ"الجيش الوطني"، المنبثق عن الائتلاف وحكومته المؤقتة والعامل في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمال وشرق حلب.

وجاء في الكلمة الافتتاحية أيضا أن التجمع يسعى إلى تكوين جسم سياسي يكون صوتا للداخل السوري ويعيد له قراره المصادر، ولا يرضى التنازل عن محاكمة بشار الأسد ورموز نظامه كمجرمي حرب، أو استخدام ذلك كملف تفاوضي، ما يدل بشكل واضح، على اختلاف الجسم الجديد "نظريا"، عن ومع معظم المكونات السياسية التي تحتكر تمثيل الثورة والمعارضة سياسيا، متمثلين بالائتلاف وهيئة التفاوض التي يشارك بها كأكبر مكون معارض.

وخلال سنوات الثورة التسع الماضية، نشأ العديد من الأجسام " الثورية" التي نادت باستقلالية قرار الثورة السياسي وبانتقاد حاد للائتلاف المعارض ورضوخه بشكل أو بآخر لأجندات وحسابات دولية، ساهمت في حرف الثورة عن مسارها وأهدافها في تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود الذي نادى به السوريون في مليونياتهم السلمية عام 2011، إلا أن كل التجارب السابقة لم يكتب لها النجاح حتى الآن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات