كيف حولت عائلة "خالد الأحمد" سجن ميليشيا أسد لمأوى لها في إدلب؟

كيف حولت عائلة "خالد الأحمد" سجن ميليشيا أسد لمأوى لها في إدلب؟
بعد أن حمل أثاث منزله ورحّل عائلته على عجل من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، باتجاه الشمال السوري، حيث تقدم ميليشيا أسد في المدنية مع اشتداد القصف على المباني السكنية، لم يجد "خالد الأحمد" مأوى لها في ظل اكتظاظ النازحين على الطرقات، وسط الأعداد الهائلة من مناطق مختلفة أثناء الحملة الروسية على المناطق المحررة.

خالد الأحمد (45 عاماً) نازح من ريف إدلب الجنوبي، وأب لـ 6 أطفال، بقي ثلاثة أيام على الطريق الدولي قرب مدينة إدلب، دون أن يجد مأوى له وعائلته، بسبب الطلب الكبير على المنازل وارتفاع الأجارات، مما اضطره للسكن في منطقة السجن الواقع في مدينة إدلب، والتي كانت تتخذه ميليشيا أسد مركزاً للاعتقال.

يقول خالد الأحمد لأورينت نت: "بعد وصولنا إلى منطقة السجن حصلت على غرفة كبيرة فارغة لا يوجد فيها سوى باب ونافذة صغيرة، حيث كان الجو ماطراً وبارداً، فسارعت إلى وضع الأغطية والنايلون على النافذة والباب، لمنع تسرب الأمطار، ومن ثم حصلت على مدفأة وأكياس من الفحم الحجري، لتشغيلها ليدفأ بها الأطفال داخل البناء البارد".

وحول تجهيز البناء لكي يكون صالحاً للمعيشة، يضيف الخالد "قمنا بقسم الغرفة إلى ثلاثة أقسام بشادر من النايلون، حيث أن القسم الأول يشمل غرفة للنوم والمعيشة فيها، وغرفة حولناها إلى مطبخ للطعام والتنظيف، في حين أن القسم الأخير حولناه إلى حمام صغير في حين يوجد دورات مياه داخل البناء".

ويشير إلى أنه "تم وضع الأثاثات التي اصطحبناها معنا داخل البناء، والتي تشمل الأغطية والسجاد وأدوات المطبخ، حيث لم يتسع لكافة الأثاثات، مما اضطرنا إلى ترك قسم منه داخل السيارة ووضع أغطية فوقه لمنع تسرب مياه الأمطار إليه إلى أن نجد مكاناً أو مستودعاً نضعهم فيه".

بعد سيطرة الفصائل المقاتلة على مدينة إدلب منذ عدة أعوام وطرد ميليشيا أسد منها، بقيت المراكز الأمنية التي تشمل مقرات "الأمن السياسي" و"العسكري والمخابرات الجوية والسجن المركزي" فارغة لعدة سنوات، دون استخدامها من قبل الفصائل على مدار الأعوام السابقة.

وبعد نزوح آلاف السكان من مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، لجأ آلاف المهجرين إلى المعيشة في هذه المراكز التي كانت تستخدمها ميليشيا أسد سابقاً لاعتقال المدنيين والمتظاهرين أو سجوناً لتعذيب المطلوبين.

سمية، وهي زوجة خالد الأحمد، تقول لأورينت نت: "بداية السكن في بناء السجن كانت صعبة للغاية، بسبب عدم وجود تجهيزات، حيث قضينا الأول دون مدفأة وكان الطقس بارداً جداً، ولكن مع بدء العمل في تجهيز البناء والدعم المقدم لنا أصبحت الغرفة صالحة للمعيشة بشكل مؤقت، ويمكن البقاء فيها حتى إيجاد منازل للإيجار".

وتضيف "ما يساعدنا على البقاء هنا هو الزيارات بين المهجرين في المنطقة والسهرات بين العوائل وتبادل الأطعمة، رغم مرارة النزوح وضيق المكان، بالإضافة إلى وجود ساحة للأطفال تمكنهم من اللعب والترويح عن أنفسهم، في حين أن عدم وجود مدارس يبقى عائقاً أمام تعليم الأطفال المنقطعين منذ أعوام". 

وتعمل المنظمات الإنسانية العاملة في مدينة إدلب على زيارة هذه المراكز الأمنية والسجون بشكل شهري، لتسليم المساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية ومودا النظافة وسلل المأوى والوجبات الغذائية، حيث تسع هذه الاماكن مئات العائلات النازحة.

من جهته يقول، أحمد السلوم، وهو مسؤول إغاثي: "بعد حملة التهجير الأخيرة للمدنيين وضعنا خططاً للاستجابة للمهجرين، خصوصاً الذين يجلسون في المرافق العامة والمساجد والمراكز الأمنية، وذلك بهدف مساعدتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها وعدم وجود مدخول يساعدهم على المعيشة".

وحول الدعم المقدم للمهجرين يوضح السلوم "نعلم بأن قسم من المهجرين لم يجلبوا أثاث منازلهم، لذلك جهزنا وجبات غذائية يومية تتكون من اللحم والأرز والبرغل والدجاج، بالإضافة على بعض الحلويات ومياه الشرب ويتم التوزيع على كافة المراكز بشكل يومي، وذلك إلى أن يقوم المهجرون بتامين مستلزمات طهي الطعام".

ويشير إلى أنه "في المرحلة الأولى شمل الدعم مستلزمات للتدفئة من مدافئ وفحم وحجري ووجبات غذائية ومن ثم انتقلنا إلى دعمهم بسلال النظافة والمواد الغذائية وسلال المأوى، ليتمكنوا من تجهيز أماكن سكنهم والتخفيف من معاناتهم في شراء المواد الغذائية ناهيك عن تسليمهم كروت لاستلام ملابس شتوية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات