طبيبة مصرية تكشف عن سر تحول إيطاليا إلى بؤرة وباء لكورونا

طبيبة مصرية تكشف عن سر تحول إيطاليا إلى بؤرة وباء لكورونا
كشفت طبيبة مصرية انتقلت إلى إيطاليا قبل عشر سنوات عن سر تحول البلد الأوروبي المعروف بنظام صحي قوي، إلى أحد أكبر بؤر انتشار وباء كورونا المستجد في أوروبا.

وقالت الطبيبة المصرية نسرين جمال، إن أول تعرف لإيطاليا على فيروس كورونا لم يكن في الشمال بل في العاصمة روما جنوبا، حيث تم رصد أول حالتين لشخصين قادمين من الصين في 29 كانون ثاني- يناير، أي بعد أسابيع من ظهور المرض في مهده، مدينة ووهان وسط الصين.

أما شمال إيطاليا، فعرف الوباء بعد نحو 3 أسابيع عن طريق رجل في عمر 38 عاما يسكن مدينة كودونيو التابعة لإقليم لومباردي، عندما أصيب ببعض التعب في الصدر وزار المستشفى، إلا أن الأطباء لم يرصدوا أعراضا أخرى فنصحوه بالعودة إلى منزله، حسبما نقل  موقع سكاي نيوز عربي.

وتابعت الطبيبة، "لكن بعد 4 أيام عاد الرجل إلى المستشفى بأعراض أشد، وتم تشخيص إصابته بفيروس كورونا في 23 شباط - فبراير".

السر!

وإلى هنا تبدو القصة غير مقلقة، تعلق الطبيبة، وتضيف، لكن الأمر اختلف بالنظر إلى طبيعة الرجل عاشق الرياضة شديد الاجتماعية، حيث خلص الأطباء إلى خريطة مخالطين ضخمة له على مدار الأيام التي سبقت إصابته، ضمت كثيرين بين أصدقاء ورواد مقهى كان يرتاده ورياضيون في ماراثون شارك به، وزملاء ملاعب حيث كان يعشق كرة القدم.

كما كان من بين من انتقلت لهم العدوى عبر هذا الرجل، زوجته الحامل، ووالده الذي لم يتحمل مضاعفات المرض وتوفي في وقت لاحق، فيما نجا الرجل وزوجته.

وفي اليوم التالي لتشخيص إصابته بكورونا، قررت السلطات إغلاق مدينة كودونيو بالكامل، وفي خلال 3 أيام رصدت بها 130 إصابة، مما استدعى إجراءات وقائية في المنطقة حيث تم عزل 11 مدينة محيطة.

من المسؤول؟

وتستطرد الطبيبة: "استجابة الحكومة للأزمة كانت متأخرة"، مشيرة إلى أن قرار إغلاق إيطاليا بالكامل لم يصدر سوى يوم 8 آذار- مارس، أما قبل هذا التاريخ فكانت الإجراءات هشة وغير ملزمة، وهو ما قد يفسر سبب تضرر البلد الشديد من الوباء.

ورفضت الطبيبة المصرية تقارير ألقت اللوم على المواطنين الإيطاليين المعروفين بولعهم بالاجتماعيات واللقاءات الأسرية، وحملتهم المسؤولية في نشر المرض، قائلة: "في البداية كانوا مطمئنين (حيث لا إجراءات صارمة من جانب الحكومة). هم لن يلزموا بيوتهم من تلقاء أنفسهم ومن دون وجود تنبيهات من الدولة، لكن ما إن طلب منهم البقاء في منازلهم حتى انصاعوا للأوامر فورا".

وعلى مدار الأيام الأخيرة، تشير أرقام الإصابات والوفيات في إيطاليا إلى أن البلد نجح في تجاوز ذروة المرض، لكن هذا لا يعني الكثير بالنسبة لنسرين جمال، على الأقل على المدى المنظور، فإمكانية رفع إجراءات العزل المفروضة في سائر أنحاء إيطاليا لا تلوح في الأفق بعد، وإن كانت بعض المناطق تحاول تخفيفها بشكل محدود وفي قطاعات قليلة.

وتضيف الطبيبة: "إيطاليا في تحسن ملحوظ، لكن لن ترفع أي إجراءات قبل أن يقل معدل انتشار المرض الذي يرمز له بـR0 عن الرقم 1، ويدل هذا الرمز على عدد الأشخاص الذين يمكن أن يلتقطوا العدوى من مريض واحد، وقد وصل هذا الرقم في بعض مناطق إيطاليا إلى 4".

وعلى أقل تقدير فإن إيطاليا مستمرة في إجراءات العزل والإغلاق حتى 3 أيار- مايو المقبل، لكن هذا التاريخ لا يعني أيضا عودة الحياة لطبيعتها بعده، حيث سيخضع الوضع الصحي وقتها لتقييم شامل.

وحتى أيام قليلة كانت إيطاليا  أكثر دول أوروبا تضررا من الوباء العالمي، قبل أن تزيحها إسبانيا عن الصدارة، وهي التي طالما تباهت بنظام صحي من بين الأفضل في العالم وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.

ويشير آخر إحصاء رسمي معلن ، إلى وجود 162488 إصابة و21067 وفاة في إيطاليا، وهي واحدة من أضلاع "المربع الأسود" في أوروبا، الذي يضم 4 دول تخطت حاجز الـ100 ألف إصابة، وهي بالترتيب التنازلي إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات