"خداع متعمّد".. موقع يستعرض كيف تعامل نظام أسد مع فيروس كورونا

"خداع متعمّد".. موقع يستعرض كيف تعامل نظام أسد مع فيروس كورونا
نشر موقع "إف دي دي"، تقريراً، تحدث فيه عن مواصلة نظام الأسد الإعلان عن أعداد منخفضة لا يمكن تصديقها من حالات الإصابة بفيروس كورونا، بينما يظهر المزيد من الأدلة عن الخداع المتعمّد. فربما أدى وجود عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات المدعومة من إيران إلى ظهور الفيروس، ومن المحتمل أنه سرّع انتشاره.

لمحة عامة 

أقر النظام بحالة الإصابة الأولى بفيروس كورونا  في 22 آذار الماضي، بعد أن أمضى أسابيع في إنكار تقارير عن إصابات أخرى. وفي 10 آذار، أفادت مجموعة لحقوق الإنسان مقرها المملكة المتحدة، نقلاً عن الحديث مع أطباء داخل سوريا، أن الفيروس انتشر بالفعل إلى أربع محافظات يسيطر عليها النظام، بما في ذلك دمشق.

وقال أطباء في مشفى تشرين العسكري للصحفيين أنهم عالجوا مقاتلي ميليشيات أجنبية من ما يبدو أنه كوفيد-19.

بالإضافة إلى ذلك، أبلغت السلطات الباكستانية عن ست حالات من الإصابة بفيروس كورونا لمواطنين عادوا مؤخراً من سوريا. فلواء زينبيون الذي هو أحد الميليشيات المدعومة من إيران والتي تقاتل لصالح الأسد، يتكون بشكل رئيسي من مقاتلين باكستانيين. هذا وكانت قد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على زينببون العام الماضي بسبب أعمالهم الإرهابية وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان.

وقبل الاعتراف بالحالة الأولى المصابة بفيروس كورونا، أغلق النظام المدارس الحكومية  وأوقف معظم الرحلات الجوية إلى الخارج. أما في الأسبوع الأخير من شهر مارس/ آذار، فرضت دمشق حظراً عاماً للتجول  من الساعة 6 مساءً حتى 6 صباحاً وحظرت السفر بين المدن. وفي ذلك الأسبوع أيضاً، أثبتت الاختبارات إصابة 11 حاجاً شيعياً عراقياً  بعد عودتهم من سوريا.  وتدريجياً  رفع النظام العدد الرسمي لحالات الإصابة المعلن عنها، والتي وصلت إلى 29 في 14 أبريل / نيسان، إضافة إلى حالتي وفاة. في غضون ذلك، جمع صحفيون مستقلون تقارير عن 46 حالة، 35 منها في دير الزور، وهي المحافظة التي يوجد فيها عدد كبير من مقاتلي الميليشيات الإيرانية.

تدخل مخابرات أسد

وفقاً لباحث من حمص، قامت مخابرات الأسد بإدخال أفرادها إلى مستشفيات داخل سوريا للسيطرة على خروج معلومات عن الوباء. وكان قد أخبره أطباء مقيمون في سوريا أنهم لاحظوا زيادة كبيرة في الوفيات المرتبطة بالالتهاب الرئوي، والتي من المرجح أن يكون العديد منها حالات كورونا غير مشخصة. وقد لا يكون لدى النظام نفسه أدنى فكرة عن مدى انتشار الفيروس نظراً لعدم قدرته على إجراء اختبار كوفيد-19 حيث  يوجد فقط مختبر واحد في دمشق يمكنه تحليل العينات.

 

خط بياني يظهر حالات الإصابة المؤكدة في مناطق سيطرة النظام - آخر تحديث للبيانات الواردة في الخط البياني هو 14 نيسان 2020  - المصدر : جي ايتش يو، مركز مصدر فيروس كورونا.

الآثار

يدين نظام الأسد ببقائه إلى حد كبير للمساعدة العسكرية والمالية من إيران.  وبذلك فالاعتراف بأن المقاتلين المدعومين من إيران هم من جلبوا الفيروس ونشروه سيكون إحراجاً كبيراً لكل من نظام الأسد وطهران.

يشار أنه في الأسبوع الأول من أبريل / نيسان، فرض النظام في وقت متأخر قيوداً على حركة الدخول والخروج من حي السيدة زينب جنوب شرق دمشق، حيث تحتفظ الميليشيات المدعومة من إيران بمقرها. كما أغلقت السلطات ضريح السيدة زينب  -الذي يسمى الحي باسمه-  ويجذب عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين كل عام.

في سياق متصل، صرح دبلوماسيون غربيون أن الناقلة الإيرانية ماهان إير واصلت رحلاتها الاعتيادية من طهران إلى دمشق حتى بعد تعليق رحلات أخرى. هذا وكانت قد فرضت وزارة المالية الأمريكية عقوبات  لأول مرة على شركة ماهان إير عام 2011 لدعمها الإرهاب؛ وخلصت الوزارة إلى أن ماهان "ساهمت في ارتكاب مجازر جماعية" في سوريا من خلال  دعمها لنظام الأسد لعدة سنوات.

ما يجب الحذر منه

إن مؤشرات تفشي المرض كبيرة ويمكن رؤيتها بوضوح في سوريا، ولكن سيطرة نظام الأسد على نظام الرعاية الصحية تضمن بقاء آلاف الحالات المصابة مخفية عن العالم الخارجي. وقد حذر كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة من أن العدد القليل من الإصابات الذي اعترف بها النظام لا تمثل سوى "قمة جبل الجليد".

قد يكون النظام قادراً على الحفاظ على التظاهر بحدوث تفشٍ طفيف إلى أن يجتاح الوباء المستشفيات المتداعية  في البلاد. فقد وجدت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد أن نظام الرعاية الصحية في سوريا لا يحتوي إلا على 325 سريراً مع أجهزة تنفس (منافس) في وحدات العناية المركزة، ووجود أكثر بقليل من 40 سريراً في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. و بناءً على افتراض أن 5 بالمئة من مرضى كورونا يحتاجون إلى أجهزة تنفس، فقدرت الدراسة أن النظام يمكنه التعامل مع 6500 حالة على الأكثر.

ختاماً، وفي حين أن الكارثة قد تكون وشيكة، إلا أنه من المحتمل أيضًا أن الوباء سيودي بحياة عدة آلاف فقط، وهو رقم صغير ليضاف للدمار الشامل الذي ألحقه الأسد وحلفاؤه بسوريا.

رابط المادة من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات