كيف أثرت تداعيات كورونا على العمال وأصحاب المشاريع بإسطنبول؟

كيف أثرت تداعيات كورونا على العمال وأصحاب المشاريع بإسطنبول؟
يعيش السوريون لا سيما العمال وأصحاب المشاريع التجارية الصغيرة أوضاعا اقتصادية صعبة في تركيا عموما وإسطنبول خصوصا، بسبب خسارة الكثير منهم لمصدر رزقه، وذلك بعد إغلاق معظم المعامل والورشات والمحال التي كانوا يعملون بها أو يديرونها، على خلفية الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات التركية للحد من تفشي فيروس كورونا.

وعلى الرغم من أن تداعيات كورونا طالت الجميع فهي لا تميز بين أتراك وسوريين إلا أن الوضع الاقتصادي الذي يمر به اللاجئ السوري يجعله أكثر تأثرا بأزمة كورونا نظرا للالتزامات المفروضة عليه والتي تشعره بالخوف الدائم لعدم قدرته على تأمين ما يلزم من مال لسد احتياجاته.

وذكر مازن الحسين الذي يعمل في ورشة لتصنيع فساتين الأعراس بمنطقة عثمان بيه، إنه منذ إعلان صاحب العمل بأن العمل سيتوقف بسبب فيروس كورونا، لم يذق طعم الراحة، بسبب التزامات المالية التي تترتب عليه كل شهر كإيجار البيت والفواتير، بالإضافة إلى مصروف المعيشة.

وأضاف الحسين لأورينت نت أن معظم العمال من أصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون ادخار المال فهم بالكاد يقومون بتأمين احتياجات أسرهم، وإذا طالت الفترة الزمنية لأزمة الكورونا فإن الكثير من العائلات قد تجد نفسها في الشارع لأنه لن يكن بمقدورها دفع أجار المنازل والفواتير.

وتابع الحسين قائلا: "اضطررت إلى اقتراض المال من قريبي لدفع المصاريف المترتبة، علما أنني كنت في السابق أرفض فكرة الاقتراض من الآخرين، ولكن هذه الأيام أجبرتني على ذلك"، منوها إلى أنه ليس جميع الأشخاص يجدون من يقرضهم، وبالتالي لابد من البحث عن حل لهذه المشكلة كتأمين دعم مادي شهري للعاطلين عن العمل والمتضررين من أزمة كورونا".

إذا استمرت الأزمة الجميع سيغلق

بدوره، وصف "وسيم" صاحب مطعم "باب سريجة" بمنطقة الفاتح الوضع الحالي جراء كورونا بالكارثي بالنسبة لأصحاب المطاعم، موضحا أنه نتيجة إيجارات المحلات المرتفعة أغلقت العديد من المطاعم، وإذا استمرت هذه الأزمة سيضطر الجميع للإغلاق.

وقال "وسيم" إن مدخول المطعم في الوقت الراهن لا يلبي عشر احتياجاتي، لذلك طلبت من العمال مكرها عدم المجيء إلا أن تنتهي الأزمة، مضيفا أنه يعلم أن مصيبة العمال كبيرة لخسارتهم مصدر رزقهم ولكنه ليس بمقدوره فعل شي لأن إيجار المحل والفواتير كبيرة ولا يستطيع دفعها ودفع رواتب العمال معا.

وأشار إلى أنه ينتظر قدوم شهر رمضان على أمل أن تتحسن الأمور ويتم السماح بجلوس الزبائن في المطعم. ولفت إلى أنه سمع عن إمكانية تقديم حلول من قبل الحكومة التركية من شأنها تخفيف الضغط على أصحاب المشاريع الصغيرة كدفع تعويضات أو تأجيل دفعهم للإيجار فترة من الزمن وعدم مطالبتهم بدفع الفواتير حاليا، مؤكدا أنه إلى الآن لم يطبق شيء على أرض الواقع.

الهم الأكبر للسوريين

من جانبه، قال مؤيد اللحام صاحب بقالية لبيع المواد الغذائية بمنطقة شرين ايفلر إن حركة البيع انخفضت بشكل ملحوظ بسبب كورونا، مشيرا إلى أن معظم الزبائن يطلبون أصنافا معينة كالرز والسكر والبرغل والزيت أما الأصناف الأخرى التي لا تعتبر من الأساسيات نادرا ما يتم طلبها الأمر الذي انعكس على المردود المادي لأصحاب محال بيع الغذائيات.

وأضاف أن الهم الأكبر الذي يشغل بال السوريين في إسطنبول هو إيجار المنزل والفواتير، أما الطعام والاحتياجات الأخرى فيحاولون تأمين الضروري منها. ونوه إلى أن الكثير من الزبائن بعد ظهور مرض كورونا أصبحوا يسألون عن الأخذ بالدين والدفع بعد أن يعودوا إلى أشغالهم.

وكانت السلطات التركية منعت أصحاب المطاعم والحلويات من استقبال الزبائن داخل المطعم، والاكتفاء بتوصيل الطلبات إلى الزبائن من خلال طلبها عن طريق الهاتف، كما قررت إغلاق جميع المعامل والورشات الصغيرة والمحال الغير مخصصة لبيع المواد الغذائية كصالونات الحلاقة والأثاث والموبايلات والكهربائيات وغيرها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات