موسم الكمأة في البادية السورية: مذاق فاخر ومخاطر تُهدد حياة من يجمعونه! (صور)

أكدت مصادر أهلية، أن موسم نبات الكمأة (نبات الرعد)، لهذا العام، لم يكن وفيراً كالمعتاد، إلا أن كميات جمعه، من قبل الأهالي والتجار، نظراً لارتفاع سعر بيعه، كانت متفاوتة حسب الموقع الجغرافي من البادية السورية، التي تعتبر الموطن الرئيسي لنمو الكمأة.

ويُعرف نبات الكمأة، بأنه ينمو مع اشتداد الرعد وغزارة الأمطار على شكل درنات تشبه حبات البطاطا، على عمق سانتيمترات، وله علامات ظاهرة، فهو لا أوراق له، وينمو بالقرب من النباتات الصحراوية، حيث يبدأ الأهالي بعمليات جمع الكمأة بعد تساقط الأمطار.

الكمأة في منطقة الحماد السوري منطقة الشعلانية "الزكف "

مواقع نمو الكمأة

وبما يخص مواقع نموه في البادية السورية، أوضح أحد المختصين بجمع الكمأة خلال فترة بدء موسمه، في الشهور الأربعة الأولى من العام، لـ أورينت نت، أن جميع الأراضي تحتوي على الكمأة، ولكن في بعض المناطق تكون قليلة جداً، أما أهم المناطق التي يوجد بها بكثرة لهذا لموسم عام 2020، هي في مناطق شرق نهر الفرات، وتحديداً في (مكعط و زروبة ومريغان تقعان شرق الروضة)، وأيضاً في (منطقة العلوني والسبعة وظهر شبوط التي تقع في بادية هجين والباغوز شرقاً).

وكذلك في كبد غرب منطقة الروضة، قرب الحدود السورية العراقية، وأيضاً في عدة مناطق جنوب شرق الحسكة، وتحديداً في (أم غربة، ومصلحة الشيخ، وعنايات والحنادي).

أما بالنسبة لمواقع غرب نهر الفرات، فإن أكثر المناطق، التي يتواجد فيها الكمأة هي (جب وجبيب تقع شمال شرق حقل الكم بـ 35 كيلومترا).

إضافة إلى  مناطق (شعيب الوعر، والدماليغ والصرايم والنقش وحميمة وفيضة ابن اموينع واخضرمي)، وهذه المناطق تقع بين محطة الكم ومخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، هذا فضلاً عن مناطق (البشري وكباجب والشولا - التبني) علي طريق دير الزور - تدمر.

وكذلك ينمو نبات الكمأة، في منطقة بادية معدان في ريف الرقة، وقرب بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، الواقعة على اتوستراد تدمر - دمشق.

أسماء الكمأة

ويحمل الكمأة العديد من المسميات المشهور بين السكان المحليين، وهنا يوضح المختص، أن البادية السورية تحتوي على كافة أنواع الكمأة الثلاثة وهي (الزبيدي، والحرقة والهبري).

وحول توزع هذه الأنواع حسب نوعية تربة الأرض، فإن "الزبيدي"، يتواجد في المنطقة التي يكون نوعية التربة فيها مائلة إلى البياض، في المناطق الصخرية، أما النوع الثاني "الحرقة"، فتتواجد في المناطق التي تكون تربتها حمراء، وفي الوديان الرملية، فيما يتواجد النوع الثالث "الهبري"، في جميع الأراضي.

أسعاره الحالية

ويُعد الكمأة من النباتات غالية السعر، حيث تفتح في فترة جنيه مزادات علنية، لبيعه، وحول أسعاره لموسم 2020، سجلت سعر (4500) ليرة سورية، لـ نوع "الحرقة" ذو الجودة الأولى، و(2500)، ليرة سورية، لـ "الحرقة"، من النوع الثاني بالنسبة للحجم، أما نوع "الزبيدي"، فبلغ سعر النوع الأول حجماً منه (3500)، ليرة سورية، و(2000)، ليرة سورية، لـ الزبيدي النوع الثاني، فيما النوع الثالث من الكمأة، وهو "الهبري"، فهو لا يباع لصغر حجمه، ومن الطرائف أنه يباع فقط في سنوات المحل (انقطاع المطر).

ويعتبر الكمأة السوري من أجود أنواع الكمأة، ويتميز بطعمه، وبشكله عن باقي أنواع الكمأة في دول أخرى.

ولا بد من التنويه إلى أن طرق تحضير الكمأة، تختلف من منطقة لأخرى في سوريا، فيمكن حمسها مع اللحم، أو سلقها وتناولها مع رشات من الملح، وغيرها، فيما تعتبر الكمأة من النباتات القابلة للتخزين في معلبات وتناولها في غير موسمها.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2018، شهدت بعض مناطق جني الكمأة في ديرالزور والرقة، انفجار بعض الألغام، في سيارات تُقل عمال جني الكمأ، من مخلفات زرعها تنظيم داعش، ككمائن لأرتال ميليشيا أسد المتنقلة بين مواقعها في البادية السورية.

لكن موسم عام 2020، حمل بعض المخاوف لدى أهالي غرب الفرات، من الخروج إلى البادية، خشية من عمليات قتل تقوم بها الميليشيات الإيرانية، انتقاماً لمقتل، قاسم سليماني، قائد ميليشيا فيلق القدس الإيراني، حيث جرى توثيق عدد من حالات القتل، بحق جامعي الكمأة، ومن رعاة الأغنام، في ديرالزور والرقة وحلب، إضافة إلى قيام "الفرقة الرابعة"، التابعة لـ ميليشيا أسد، بمصادرة الكمأة من الأهالي بالقوة، ثم ببيعه في أسواق أخرى بمناطق ميليشيا أسد بسوريا.