مراقبون إيرانيون لـ أورينت: لهذه الأسباب خرجت كورونا عن سيطرة نظام الملالي

مراقبون إيرانيون لـ أورينت: لهذه الأسباب خرجت كورونا عن سيطرة نظام الملالي
فجّر رئیس لجنة مكافحة فيروس كورونا في طهران، علي رضا زالي، مفاجئة من العيار الثقيل، حينما أعلن أن تفشي كورونا في العاصمة خرج عن السيطرة ولا يمكن توقع النتائج، الأمر الذي اعتبره مراقبون إيرانيون، أنه جاء نتيجة جملة من المعطيات، والأسباب، على رأسها سياسة نظام الملالي في التعاطي مع الفيروس، وإخفاء أرقام الضحايا الحقيقة، وتغليب مصلحة نظام ولي الفقيه على الشعب، من خلال التنفّس اقتصادياً، عبر زيادة الوضع الكارثي في البلاد.

وقال زالي في تصريح صحفي الإثنين، إن فيروس كورونا دخل مرحلة الوباء في العاصمة الإيرانية طهران، مضيفاً أن الوضع الصحي الذي دخلته طهران ناجم عن عدم احترام التحذيرات التي أطلقها خلال الأيام الماضية، وأن السلطات لم تصل بعد إلى مرحلة السيطرة على كورونا في طهران بل إن الإصابات تزداد يومياً.

وحاولت أورينت، الوقوف حول حقيقة ما يجري داخل إيران في ظل تمدد الوباء، ولا سيما، أن آخر الأرقام، تؤكد ارتفاع إجمالي الإصابات بفيروس كورونا، إلى 60500 والوفيات إلى 3739، وأن 4083 مصابين بالفيروس في حالة صحية حرجة.

سياسة التكتم

وهنا يرى طاهر أبو نضال الأحوازي، وهو عضو المكتب السياسي، في الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، في تصريح لـ أورينت نت، أن "ما يحصل في جغرافية إيران وتعامل سلطة طهران، مع كل  ما يحدث في البلاد، عبر سياسة الإخفاء والتكتم ليس فقط على الشعب، بل على العالم، وبالتالي النظام الإيراني، في موضوع انتشار فيروس كورونا، تكتم عن إعلان الإصابات، منذ وقوعها، قبل انتخابات مجلس ما يسمى الشورى، والمسيرات التي قامت بها من أجل ما تسمى ثورة 79".

ونوه الأحوازي إلى أن "قيادات الدولة الإيرانية، سواء روحاني أو القادة العسكريين، كانوا يكابرون ويخفون الحقيقة في قضية الفيروس، وتوسعه، سواء على العالم، أو الشعب، وخاصة أن تصريحات روحاني الأخيرة حول إنهاء أزمة كورونا في إيران، وسماحه برجوع العمال والأسواق في المدن التي هي أساسا بؤر لتفشي الوباء، كطهران وقم بالذات، لقيت معارضة من قبل وزارة الصحة، التي نفت أقوال روحاني والسماح بالرجوع للعمل، وخاصة في طهران التي تُعد من كبرى عواصم العالم حيث يعيش حوالي 15 مليون إنسان".

إيران نحو الهاوية

وذهب عضو المكتب السياسي، في الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، بالقول إلى إن "إيران تسير نحو الهاوية، طالما هناك نظام يخفي الحقيقة على الشعوب في جغرافية إيران، وبالتالي باعتقادي، فإن الإمور كما أعلنته الجهات الصحية، وحركات التحرر الإيرانية، من المعارضة، فإن ضحايا فيروس كورونا سيكون بعشرات الآلاف، وهي الآن حاصلة، لكنها الظلم والاضطهاد تخفي الحقائق، وكيف يتم دفن الضحايا في الحدائق، والمقابر دون إعطاء أي إحصائية لأعداد الضحايا".

ولفت المتحدث الإيراني، إلى أنهم "كمعارضة إيرانية، لديهم معلومات تفيد بأن من يتوفى في المستشفيات، لا يتم الإعلان عن وفاتهم جراء فيروس كورونا، بل يجبر الكثير من أهالي الضحايا إلى القبول بنسب سبب الوفاة لأمراض أخرى كالقلب، وغيرها".

ودعا الأحوازي، المجتمع الدولي، إلى فتح باب المساعدات للشعب الإيراني، لكي تصل إليه، بشكل مباشر، بدلاً من تسليمها إلى سلطة طهران، التي ستعمل بدورها لنقلها إلى ميليشياتها الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وفق تعبيره.

مصلحة دولة الولي الفقيه

بدوره ألمح د حسن هاشميان، المحلل السياسي الإيراني، في تصريح لـ أورينت نت، أن "خامنئي وافق بعد 11 يوما على التردد، على دفع موارد مالية من الصندوق الاحتياطي"، ونوه هنا المحلل إلى أن "هناك تيارين الأول يطالب بدفع الأموال لمساعدة الشعب الإيراني لمواجهة كورونا، تنتمي لروحاني، وأخرى تهاجم روحاني، من بينه السيد زالي المسؤول عن مكافحة كورونا في طهران، وبالتالي تصريحه الجديد، من أن تفشي كورونا في العاصمة خرج عن السيطرة ولا يمكن توقع النتائج، جاءت للتأكيد على أن هذه الأعمال غير المسؤولة من الحكومة، وهناك 30 بالمئة في ارتفاع بعدد الأشخاص ممن دخلوا للمشافي مؤخرا،  يتعارض مع سياسة روحاني في فتح الأسواق التجارية، وبالتالي سبب هجوما على روحاني، ولكن بعد موافقة خامنئي على منح الأموال، دفع روحاني للتراجع عن فتح الأسواق والإدارات المتعقلة بمراجعات المواطنيين".

ويُشير هاشميان في حديثه، إلى أن "كل الإحصائيات تقول إن هناك كارثة ستحصل في البلاد، وخاصة أن  روحاني وخامنئي، هم ينظرون فقط لمصلحة دولة الولي الفقيه، ولا سيما أننا رأينا أنه هناك نقصان في الموارد المالية، حولي 18 ألف مليار تومان، تم اللجوء إلى صندوق الاحتياطي، وبالتالي هناك أزمة جديدة ستواجهها إيران غير العقوبات الاقتصادية". 

ويضيف المحلل السياسي، أن "النظام الإيراني، ما يزال يكذب في احصائيات أعداد ضحايا كورونا، في العاصمة طهران مثلا، بل يعطون أرقام غير واضحة، وبالتالي هم أرادوا أن يسيطروا عليها من خلال الأكاذيب، وكل ما قامت به وزارة الصحة من انجازات، تمثل في فتح موقع لتسجيل أعداد المصابين، من خلال مصاب وغير مصاب، وسط نقص في الأجهزة الطبية".

واعتبر المتحدث نفسه، أن "هناك مهزلة يقوم بها وزير الصحة الإيراني، حينما قال أنه تم تمشيط 70 مليون إيراني، كيف جرى ذلك؟، وفي طهران فقط 5 مختبرات تخص كورونا، وحتى الآن لا يوجد 20 مختبرا في موضوع كورونا لكي تقدم خدمات للشعب الإيراني".

وألمح هاشميان، إلى أن هناك خيارين أمام نظام ملالي طهران وهما، "إما أن يدافع عن الشعب، أو يدافع عن بقاء نظام الولي الفقيه، وهو الآن يختار الخيار الثاني، على حساب سلامة الشعب الإيراني، وخاصة أن النظام  يتنفس اقتصاديا من خلال استمرار هذا الوضع الكارثي، والشيء المضحك أن روحاني يتحدث عن فتح أماكن سياحية، في وقت توقف السياحة في كل دول العالم".

وتوقع المحلل، "خروج مظاهرات في إيران ستكون كبيرة، لاقتناع الشعب أن المسؤول خامنئي، والحرس الثوري الإيراني، وشركة طيران ماهان المتعلقة بالحرس الثوري، بعد المساهمة في تفشيه في مدينة قم الدينية".

نظام طبي منهار

ويوافق حسن راضي، مدير المركز الأحوازي للدراسات الاستراتيجية، ما تحدث به كل من الأحوزاي وهاشميان، بأن النظام الإيراني، بعد كل التحذيرات من انتشار وباء كورونا، لا يعطي الرقم الحقيقي لأعداد الضحايا، مردفاً أن الأرقام تشير إلى وقوع 16 ألف ضحية، مشيراً أن الإصابات والوفيات في إيران توازي إيطاليا، ولا سيما أن النظام الطبي الإيراني منهار، ومهمل كباقي المؤسسات الأخرى.

وأضاف راضي، في تصريح لـ  أورينت نت، أن النظام الإيراني، لم يتخذ الإجراءات اللازمة، لمنع من انتشار الفيروس، فهو كان يعرف بانتشاره قبل الانتخابات البرلمانية، ورفض الحرس الثوري الإيراني، عزل مدينة قم، ما أدى لتفشيه في كل البلاد.

وتابع المتحدث، أنه في "عيد النيروز، خرج الأهالي للمعايدة، وكان هناك تصريحات سابقة، تفيد بأن 70 بالمئة من المواطنين في طهران، سيصابون بالفيروس، لذلك لا يوجد هناك قدرة لدى النظام للمعالجة، وهنا يريد النظام الإيراني للفيروس أن يتفشى في البلاد، كي يعطي نفسه عمراً أطول لحكم البلاد". 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات