ما أسباب موجة التسريح والاستدعاء الأخيرة في صفوف ميليشيا أسد؟

ما أسباب موجة التسريح والاستدعاء الأخيرة في صفوف ميليشيا أسد؟
 أصدرت ميليشيا أسد الطائفية مؤخراً قراراً يقضي بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط الاحتياطيين المحتفظ بهم والملتحقين من الاحتياط المدني اعتباراً من بداية شهر نيسان ضمن شروط محددة، وذلك بعد إصدار أمرين إداريين ينهيان اعتباراً من 7 نيسان/ إبريل للضباط الاحتياطيين المحتفظ بهم والملتحقين من الاحتياط المدني ممن أتموا ثلاث سنوات فأكثر خدمة احتياطية فعلية.

ويشمل القرار الأطباء البشريين الأخصائيين، وذلك بموجب "أمر يصدر عن إدارة الخدمات الطبية وفقاً لإمكانية الاستغناء عنهم" وصف الضباط والأفراد الاحتياطيين المحتفظ بهم والملتحقين بالخدمة الاحتياطية قبل تاريخ 1/1/2013 ممن بلغت خدمتهم الاحتياطية الفعلية 7 سنوات فأكثر حتى تاريخ 1 نيسان 2020.

تفرقة ضمن الطائفة!

يرى العقيد المنشق، خالد قطيني، أن "أول سبب لهذه التسريحات هو للحد من موجة الغضب والسخط المستمرة (أشبه بنار تحت رماد) التي تواجهها قوات الأسد، من قبل مؤيدين لها وحتى (من قبل عسكريين) تحركت منذ أشهر قبل صدور قرار التسريح الأخير، وانتشرت على وسائل التواصل التابعة لهم، وكانوا قد أعلنوا عن حملة بعنوان (بدنا نتسرح _ بدنا نعيش)".

ويضيف بحديثه لأورينت نت، أنه "حتى القرارات السابقة التي صدرت خلال العام الماضي وصفت بأنها غير عادلة، وقد شملت فئة معينة ومحددة وقوات الأسد اتبعت بعدها تنفيذ عمليات اعتقال واسعة في الشوارع، لفئات تتراوح أعمارهم بين 18 و42 لسحبهم لأداء الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية".

ويشير قطيني إلى أن "السبب الآخر في صدور هذا القرار، هو أنه مرتبط بزيارة شويغو المفاجئة إلى دمشق وغير المعلن عنها مسبقاً من الأسبوع الفائت، والتي نوقش فيها أمور عديدة منها إعادة هيكلية للجيش بنواة جديدة خاضعة للروس بشكل كامل، بعيداً عن الإيرانيين، حيث إن التصفيات التي طالت ضباط الصف الأول جميعها من الحيدريين (عشيرة علوية) وبالمقابل هناك تعزيز لمكانة الكلازيين (عشيرة أخرى) وستظهر نتائج أخرى، توضح بالنهاية الخطط التي يبني عليها الروس الاستراتيجية الجديدة".

 

كورونا والميليشيات الإيرانية

ويأتي هذا القرار في ظل الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا في صفوف ميليشيا أسد، فقد أكدت تقارير إعلامية نقل 40 عنصراً من ميليشيا الفرقة الرابعة إلى المشفى الوطني في مدينة القطيفة شمال شرقي دمشق للإقامة في الحجر الصحي جراء إصابتهم بهذا الوباء.

وبناء عليه، يقول، وائل علوان، الباحث في مركز جسور للدراسات: "القرار الذي أصدره نظام الأسد له علاقة مباشرة بانتشار فايروس كورونا وخصوصاً في مشافي دمشق، حيث أن الكثير من الأعداد في الحجر الصحي وهناك عدد كبير ممن يشخص أن هناك مصابا بذات الرئة، في حين أنه بالحقيقة مصاب بفايروس كورونا وخصوصاً في مناطق اللاذقية وطرطوس".

ويضيف: "النظام يريد التخلص من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار الفايروس بين القوات العسكرية التي تختلط بين العناصر القادمة من إيران ولبنان، لذلك يريد التخلص من هذه التبعات، حيث ركز القرار على تسريح الأطباء من صفوف الجيش، حيث أن لديه أزمة بالأطباء بعد سنوات من تصفية اعتقال العاملين في القطاع الصحي، وتدهوره بشكل كبير خلال سنوات الثورة".

ويشير إلى أن "هناك عناصر من الحرس الثوري الإيراني كانوا مصابين في منطقة دير الزور، وتم نقلهم إلى المشفى وهناك حالات تخوف بشكل كبير من انتشار الفيروس بين عناصر قوات الأسد، بسبب اختلاطهم بشكل كبير مع المليشيات الإيرانية، وخصوصاً في المناطق الشرقية لذلك يسعى النظام لتفريقهم من خلال تسريح قسم منهم".

 

وتؤكد تقارير إعلامية، أن العناصر تعرضوا للإصابة بعد مخالطتهم للميليشيات الإيرانية في مكان خدمتهم العسكرية في كلية المدفعية بالراموسة غرب حلب، في وقت أكدت به مصادر محلية في دير الزور إصابة العشرات من عناصر النظام بالفيروس للسبب ذاته.

الناشط الصحفي مجد السليم، يقول لأورينت نت: "في ظل تدفق المليشيات الإيرانية إلى سوريا وتدعيمها للجبهات وخصوصاً في مناطق إدلب يسعى نظام الأسد للحفاظ على عناصره من خلال تسريح قسم منهم، وذلك بهدف التقليل من نفقاته على القوات العسكرية وعدم مخالطتهم للمليشيات الإيرانية لمنع انتقال فايروس كورونا إلى جنود النظام".

ويضيف" قرارات التسريح جاءت بعد أوامر روسية بقرب انتهاء الحرب وعدم حاجتهم لمقاتلين على الأرض، خصوصاً في ظل زج تركيا لآلاف المقاتلين لمنع النظام من فتح معارك جديدة، بالإضافة إلى تسليم الجبهات للمليشيات الإيرانية لتكون ضحية أي معارك لاحقة مع الأتراك". 

من جهته يختم العقيد خالد قطيني حديثه، بأن "العينة من قوات الاحتياط التي صدر القرار بتسريحهم من الخدمة الاحتياطية، لا يعني الغاء الخدمة الاحتياطية لمن لم يكمل مدة الخدمة أو من لم يلتحق بها، حتى أن قانون العفو الذي صدر بتاريخ 22.03.2020 لم يشمل المتخلفين عنها. ولذلك في حال أعقب قرار التسريح الأخير قرارات أخرى على ضوئها نتحدث، فالتطورات القادمة وحدها الكفيل بمعرفة ماذا ستفعله الأيدي الروسية ببنية المؤسسة العسكرية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات