كورونا سوريا.. كيف يستغل نظام أسد الفيروس القاتل لخدمة مصالحه؟

كورونا سوريا.. كيف يستغل نظام أسد الفيروس القاتل لخدمة مصالحه؟
قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن نظام أسد يحاول الاستفادة من أزمة فيروس كورونا التي تعصف بالعالم، من خلال حشد الدعم المحلي والدولي لرفع العقوبات عنه. 

وذكر المعهد في دراسة تطرّق خلالها للبحث بعمل "الحكومات الثلاثة" التي تتقاسم السيطرة في سوريا لمواجهة الفيروس، أن النظام ومن خلال إنكاره وجود الوباء في سوريا لمدة شهرين كاملين، اعتمد على دعايته المعتادة بأن البلاد "بخير" في ظل زعامة بشار الأسد و"محمية من الله". 

ومع ذلك، تغيّر فحوى الرسائل في منتصف آذار/مارس، عندما أشارت منشورات مواقع التواصل الاجتماعي المحلية والتقارير الإخبارية المستقلة إلى انتشار المرض. وحالياً، يحاول النظام الاستفادة من الأزمة كفرصة لحشد الدعم المحلي والدولي، بينما يدعو إلى رفع العقوبات الاقتصادية، على الرغم من أن أياً من العقوبات المعنية لا تستهدف القطاع الطبي.

دعاية لخدمة الأسد

تقول الدراسة، إنه ورغم كل خطوة منع واحتواء "تبدو إيجابية" اتخذها النظام (في وقت متأخر وبما يخدم مآربه)، يمكن للمرء أن يجد دليلاً أكبر على عدم فعاليتها وكونها معتّمة. على سبيل المثال، نشرت "وكالة سانا" فيديو بعنوان "معاً ضد كورونا"، يشير إلى أن تفشي المرض يشكل تهديداً لجميع المواطنين ويوصي بكيفية تقليل انتشاره. وبالمثل، فإن اللوحات الإعلانية والنشرات الإعلانية حول أهمية النظافة الشخصية الجيدة والتشتيت الاجتماعي، بدأت في الظهور في شوارع دمشق لتشجيع الناس على البقاء في منازلهم. ولكن في الوقت نفسه، تسربت صور تُظهر حشود من الأفراد يتلقون رواتبهم والمواد الغذائية الأساسية، مما يشير إلى أن الرسائل لا يتم أخذها على محمل الجد من قبل المواطنين أو السلطات على حد سواء.

وبالمثل، تم تعليق وسائل النقل العام، وحتى تم إغلاق جامع السيدة زينب - الذي يعتمد عليه النظام والميليشيات المدعومة من إيران لنشر دعايتهم - حتى 15 آذار/ مارس. ومع ذلك، جاءت هذه الخطوة بعد فوات الأوان، حيث أن العديد من المقاتلين والحجاج الأجانب الذين تجمعوا هناك بأعداد كبيرة قبل الإغلاق قد عادوا بالفعل إلى بلدانهم الأصلية (خاصة العراق) مصابين بفيروس كورونا.

من يدير الدعاية؟

الدراسة تطرّقت إلى ذكر "محمد حمشو" أحد أذرع ورجالات نظام أسد الاقتصادية، حيث يقود الأخير الجهود لتوزيع المواد الغذائية ومعدات التعقيم. ومع ذلك، فهو شريك مرتبط دولياً بنظام أثبت أنه غير جدير بالثقة طوال "الأزمة"، في إشارة لمحاولة النظام توظيف "أزمة كورونا" عبر رجالاته لدعم دعايته كما هو معهود عنه. الصورة التي ضربت عليها الدراسة بمثال حول لجوء النظام إلى التعاون مع الجهود التي بدأها مواطنون عاديون ونشطاء في حلب ودرعا والسويداء ومناطق أخرى لتعكس صورة "التآزر" تحت قيادة الأسد. 

والأسوأ من ذلك – تقول الدراسة - أن وزارة الصحة ذكرت بعبثية في 30 آذار/مارس الفائت، أنه تم اكتشاف عشر حالات فقط في جميع أنحاء سوريا، مع وفاة شخصين - على الرغم من حقيقة أن الأطباء أخبروا صحيفة "ذي ناشيونال" قبل أربعة أيام من ذلك التاريخ، أن ما لا يقل عن خمسين مريضاً ماتوا في مستشفى واحد فقط في دمشق.

الميليشيات الإيرانية تفنّد الادعاءات

ويؤكد المعهد أن رد النظام يدعو للتشكيك في سيادته على الأراضي. فوفقاً لناشطين مناهضين للنظام، وُضِع الآن العديد من المقاتلين المدعومين من إيران في الحجر الصحي بالقرب من الخطوط الأمامية في إدلب وحلب. 

وأفادت بعض التقارير أن آلاف المقاتلين الشيعة المنتشرين هناك تجاهلوا إجراءات احتواء تفشي الفيروس التي أصدرها الأسد - على سبيل المثال، قامت ميليشيات "كتائب الإمام الحسين" و"قوات الرضا" و"لواء الفاطميون" بتنظيم احتفالات دينية ومسابقات رياضية خلال الأسبوعين الماضيين. وأدّت مثل هذه التقارير إلى دفع السوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى الدعوة إلى قطع العلاقات الاقتصادية مع مناطق النظام.

وبالمثل، قاد "حزب الله" اللبناني المعركة ضد فيروس "كوفيد-19" في مناطق يُفترَض أنها تحت سيطرة النظام في محافظة دير الزور. وعلى الرغم من الرسائل الصادرة من دمشق ومفادها أن "كل شيء على ما يرام"، إلّا أنه تم بالكامل عزل بلدة الدوير في المحافظة بعد أن خرج الفيروس عن نطاق السيطرة هناك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات