كيف سيستغل نظام أسد فيروس "كورونا" لصالحه؟

كيف سيستغل نظام أسد فيروس "كورونا" لصالحه؟
ما زال نظام أسد وإعلامه يتكتّم وينفي انتشار فيروس "كورونا" في مناطق سيطرته رغم المعلومات التي تُفيد عكس ذلك، ولهذا يعيش الشارع السوري ضمن مناطق سيطرة النظام حالةً من الترقّب والخوف، خاصة في ظل الحملات الاحترازية التي نفذتها حكومة أسد والتي طالتها السخرية والاستهزاء.

وحسب مصدر طبي خاص من مشفى "المجتهد" الحكومي في دمشق، فإن عدة حالات وصلت للمشفى حاملةً معها فيروس "كورونا" ومن بينها طفلة وأمها، وذكرت مصادر عدة أن هناك عشرات الحالات المصابة بهذا الفيروس تنتشر في دمشق وبعدة محافظات أخرى، ولكن بعضها لا يتمّ تأكيدها لضعف الإمكانيات وأخرى يتم إخفاؤها بناء على أمر نظام أسد ووزاراته وبملاحقة من أجهزته الأمنية لاعتبارات عدة.

لصق "كورونا" تهمة قتل المعتقلين

لدينا أكثر من 130 ألف معتقل ومغيّب قسرياً موثّقين بالأسماء داخل معتقلات نظام أسد، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عدا عمّن قُتل سابقاً تحت التعذيب وأُلصقت التهمة بالأمراض المتفشّية بين المعتقلين.

وحول استغلال نظام أسد لفيروس "كورونا" من هذه الناحية، يقول القاضي عبد الله حمادي لأورينت نت "أرسلت سابقاً مخابرات أسد لدوائر السجل المدني شهادات وفاة لمئات المعتقلين، وبأغلب هذه الشهادات كانت تضع سبب الوفاة بعض الأمراض المستشرية بين المعتقلين كالجرب وضيق التنفس والربو وأمراض القلب، واليوم تجد هذه المخابرات ضالّتها بفيروس كورونا المتجدد وإلصاق تهمة قتل المعتقلين لهذا الفيروس".

ويُتابع حمادي " الأرقام الموثقة لعدد المعتقلين داخل أقبية نظام أسد وأجهزته الأمنية هي أكبر من ذلك بكثير، وهؤلاء سيتم التطرّق لهم لاحقاً ولذلك سيتهرّب النظام من عملية قتلهم تحت التعذيب بإلصاق التهمة لفيروس كورونا، وبذلك يكون قد تخلّص من أهم ملف يؤرّق هذا النظام مستقبلاً".

ويُكمل القاضي حمادي، "عدا عن إلصاق تهمة قتل المعتقلين بفيروس كورونا المتجدد، سيكون هناك بالفعل تسجيل حالات بين المعتقلين مصابة بهذا المرض، بسبب سوء مكان الاعتقال وعدم الاهتمام من قبل أمن الأسد وصحّته التي مثّلت عملية فحص المعتقلين، ولهذا نتخوّف من انتشار هذا الوباء بين المعتقلين الذين ما زالوا على قيد الحياة".

فائدة مالية

فيما اعتبر الدكتور واصل المحمد أن نظام أسد هو النظام الوحيد الذي سيربح من فيروس كورونا مالياً واقتصادياً بعكس كل دول العالم، وأوضح ذلك بقوله لأورينت نت "هناك عشرات ملايين الدولارات المجمّدة في البنوك الدولية ومنظمة الصحة العالمية والتي تعود ملكيتها لنظام أسد لما قبل عام 2011، ولذلك طالب نظام أسد بهذه الأموال منذ اللحظات الأولى لتفشّي فيروس كورونا ببلدان شرق آسيا".

وأضاف المحمد "نظام أسد سيهدد منظمة الصحة العالمية والدول الأوربية بعدم جدّيته بمكافحة فيروس كورونا بحجّة نقص الأموال اللازمة لذلك، مما سيجبرها على فك احتراز ملايين الدولارات، والأكيد أنه سيسرق أغلب هذه المبالغ كعادته ولن يُنفّذ خططه للوقاية ومكافحة هذا الفيروس".

وأشار الدكتور إلى أن، "نظام أسد سيربح كذلك اقتصادياً من فيروس كورونا وذلك برفع أسعار المواد الوقائية كالكمامات والمعقمات والفيتامينات لأضعاف سعرها الحقيقي وهذا ما حصل خلال الأيام الأخيرة فارتفع سعر عبوة التعقيم 6 أضعاف سعرها الحقيقي، عدا عن حصر إنتاج أغلب الأدوية والمواد الضرورية بالشركات الحكومية والتي ستحقق أرباحها المضاعفة دون النظر بحال المواطن السوري الذي بات راتبه لا يُعادل ثمن 5 كمّامات من النوع الجيّد والتي ثمنها زاد عن 10 آلاف ليرة سورية".

ميليشيا أسد وكورونا

تناقلت وسائل الإعلام الموالية تصريحات وزير صحة نظام أسد "نزار يازجي" الذي أرجع خلوّ سوريا من فيروس كورونا لبسالة (الجيش السوري)!.

كما قالت مديرة صحة دمشق "هزار رائف" أن حكومة أسد لديها (خطة وطنية) أصبحت مرجعية للعديد من دول العالم التي أتت لسوريا للاستفادة من هذه الخطة!.

وبهذا السياق يقول المعارض السوري أحمد معمار لأورينت نت، "دائماً ما يلعب نظام أسد على مواليه والشعب السوري بكافة أطيافه، والكذب عليه بعبارات المقاومة وسوريا المنتصرة على المؤامرات وأن حافظ الأسد وبشار الأسد هم أداة النصر والتغلّب على كل طارئ وحتى فيروس كورونا هم سبب التغلّب عليه بحنكتهم ووطنيتهم، كما يقولون".

ورأى معمار أن "نظام أسد خصّص مسؤوليه للظهور على وسائل الإعلام والتحدّث بهذه الصيغة المقيتة، والتي تُرجئ كل شيء لحنكة القائد وجيش القائد وخطط القائد وحكومته، وكل ذلك لإظهار قوة النظام بالتصدي لأخطر الأوبئة التي عجزت عنها كبرى الدول المتطورة، وتأكيد فكرة سوريا المنتصرة على كل المؤامرات العالمية وحتى الأوبئة، وللأسف هناك حاشية كبيرة تُصدّق هذا الهراء بالرغم من وجود المستهزئين بكلام حكومة أسد".

ونوّه معمار إلى أن، "رفض نظام أسد الإفصاح عن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا من أجل امتصاص حالة الغضب الشعبي داخل مناطق سيطرته بسبب ضعف الإمكانيات وعدم توافر الخطط والإجراءات الاحترازية، فذهب لخيار الإخفاء وإظهار قوة الدولة الخلّبيّة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات