هل ستستكمل تركيا معركة درع الربيع في إدلب رغم اتفاقها مع روسيا؟

هل ستستكمل تركيا معركة درع الربيع في إدلب رغم اتفاقها مع روسيا؟
واصلت القوات المسلحة التركية إدخال مئات الآليات العسكرية إلى عمق محافظة إدلب، تحمل دبابات ومدافع وسيارات للذخيرة بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي، رغم مضي عدة أيام على الاتفاق مع روسيا على برتوكول بشمل تسيير دوريات مشتركة بين الطرفين على الطريق الواصل بين(حلب-اللاذقية).

وتأتي الحشود التركية بالتزامن مع حشود من جانب المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني وميليشيا فاغنر الروسية على جبهة سراقب وجبل الزاوية ومدينة كفرنبل، في نية من قبل المليشيات إلى فتح عمل عسكري للسيطرة على هذه المناطق وذلك مع دخول ما يقارب 500 مقاتل من تلك المليشيات إلى خطوط التماس مع الفصائل المقاتلة.

مصير المعركة

ويقول الدكتور قتيبة الفرحات وهو أستاذ في جامعة كارتكن التركية وباحث في الشؤون التركية لأورينت نت أن: " استمرار عملية درع الربيع منوط بالاستجابة الأورأمركية (الأوربية-الأمريكية) للرسائل التي أرسلتها أنقرة لجميع الأطراف، والتي كانت بمثابة جس النبض لمعرفة مدى جدية الأطراف الفاعلة في المسألة السورية".

وأضاف" هذا ما حصل فعلاً وتبين بعد أسبوع من بدء العملية المشوبة بالحذر، خداع الولايات المتحدة ودعمها الذي لم يتعد الدعاء والصلوات اليسوعية في حين تابع الناتو كلامه المعسول وصمت بعدها، لتلجأ أنقرة إلى الورقة الثانية وهي ورقة اللاجئين التي لم تنجح بالفعل لأن السكون الأوربي تحول فجأة إلى وحش مارد يسعى إلى منع تدفق اللاجئين بأي شكل".

 وأشار" استقر المطاف بتركيا نحو الديبلوماسية التي تعرف حقا أنها لن تأخذ ما تريد بها، ولكنها مجبرة في هذا الوقت بالذات لها كي تحصل على الموعود من حلفائها المفترضين، حيث تحاول جاهدة تعليق ملف إدلب ومن ثم تحريكه وستعيده إلى الطاولة بقدراتها المتاحة، ولكن دون الأمل المأمول كون روسيا وأمريكا بالذات تدفعها دفعا إلى معركة لابد منها قصرت أو طالت".

وأوضح الفرحات أن" معركة إدلب هي معركة ستقع لا محالة وتركيا فقط تؤخرها باتفاقيات لن تنفعها بشيء، وستستمر العمليات في أي وقت إن التخاذل الأمريكي في درع الربيع هو السبب الرئيسي في التوجه إلى موسكو".

ورجحت مصادر تركية عن احتمالية قيام الجيش التركي بعملية عسكرية واسعة في عمق الأراضي السورية تقوم قوات الجيش الوطني السوري بمساندة القوات التركية البرية بعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد ميليشيا أسد، لافتاً إلى أن أنقرة تشنّ حتى الآن "حرباً هجينة تكنولوجية ضد النظام بواسطة الطائرات المسيرة بشكل أساسي إضافة إلى القاذفات التي تقصف أهدافاً للنظام من داخل الأراضي التركية.

اتفاق هش

من جهته يقول الصحفي التركي إسماعيل جوكتان:" كثير من المحللين الأتراك يقولون إن الاتفاق الذي وقعه الرئيس أردوغان مع نظيره الروسي هو اتفاق هش ويهدف إلى كسب الوقت بالنسبة لتركيا، وعندما نلقي النظر إلى مواد الاتفاق لا نرى أي حل للقضايا الأساسية مثل النزوح والعنف والحل السياسي".

ويضيف:" في مقابل ذلك سجل النظام السوري مليء جداً بالانتهاكات وعدم الوفاء لجميع الاتفاقات والقوانين الدولية ونستطيع أن نقول أن روسيا غير قادرة أو ليست راغبة لمنع النظام من ذلك، ومنذ توقيع الاتفاق وإعلان الهدنة قصفت قوات النظام كثير من المواقع في جبل الزاوية ومناطق شرق إدلب".

ويشير جوكتان إلى أنه" رغم تفاؤل أردوغان وبوتين لهذا الاتفاق يجب أن نقول إن جميع الأطراف في الساحة السورية لم تطمئن من تلك الاتفاق، فالنظام لايزال يسعى لبسط سيطرته على جميع الأراضي السورية بما فيها إدلب وحتى المناطق المحررة في ريف شمال وشمال غرب حلب، حيث أشار بشار الاسد إلى ذلك في مقابلته الأخيرة وقال لا بد من بسط سيطرة الدولة على مناطق شمال غرب سوريا. وأمام هذا الواقع يمكن أن نقول أن عمر الاتفاق من المرجح أن يكون قصيرا".

وينوه إلى أن" في حال إنهاء الاتفاق سيكون أمام تركيا خياران صعبان: أما التراجع من سوريا وأما تحمل التوتر في علاقتها مع روسيا، لأن من الواضح كان الهدف الأساسي لهذا الاتفاق حماية العلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو وفي حال انتهائه فالتراجع سيكون مفروضاً لكلا الطرفين، ومن الواضح أيضاً سواء تركيا أو روسيا، ليس لهما أي نية للتراجع من مصالحها في سوريا".

ويشار إلى أن ميليشيا أسد قام بخرق وقف إطلاق النار عدة مرات في ريف إدلب حيث قام بقصف قرى الفطيرة وسفوهن في جبل الزاوية وقرى قميناس والمقبلة في ريف إدلب الشمالي بالإضافة على محاولة تقدم على قرى معرمخص والبريج بالقرب من مدينة كفرنبل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات