ما أهمية المنطقة التي تسعى ميليشيا أسد السيطرة عليها في إدلب؟

ما أهمية المنطقة التي تسعى ميليشيا أسد السيطرة عليها في إدلب؟
تسعى ميليشيا أسد الطائفية المدعومة من قوات الاحتلال الروسي للسيطرة على كامل ريف ادلب الجنوبي وجبل شحشبو وأجزاء من جبل الزاوية لما لهذه المنطقة من أهمية استراتيجية” وخلال الأسبوعين الأخيرين تمكّنت هذه الميليشيات من بسط سيطرتها على أهم البلدات والتلال الحاكمة للمنطقة.

فقد سيطرت ميليشيا أسد على الخط الواصل بين بلدتيّ كفرنبل وكفرعويد وكل ما يقع جنوبهما” بالإضافة للسيطرة على كامل جبل شحشبو والقسم الأكبر من سهل الغاب” وباتت هذه الميليشيات على مشارف جبل الزاوية الذي يُعتبر أهم معاقل فصائل الثوار بإدلب.

تأمين "حميميم" والمناطق الموالية

ولطالما اتّهمت روسيا فصائل الثوار باستهداف قاعدة حميميم العسكرية والقرى الموالية عبر مدفعيتها التي تتواجد في جبل شحشبو أو المنطقة القريبة من سهل الغاب” ولهذا سعت روسيا للسيطرة على تلك المنطقة” حسب كلام القائد الثوري محمود العليوي.

وأضاف العليوي لأورينت نت” "يُشرف جبل شحشبو على قرى سهل الغاب وعلى المناطق الموالية لنظام أسد وجميع تلك القرى هي من الطائفة العلوية الموالية لنظام أسد” ولهذا حاولت ميليشيا أسد مراراً السيطرة على جبل شحشبو ولكنها فشلت إلا أن هذه المرة تمكنت من السيطرة عليه بدعم وإسناد روسي كثيف” كما سيطرت على ريف إدلب الجنوبي وبلدة كفرعويد الاستراتيجية” وكل ذلك من أجل حماية مطار حميميم والقرى الموالية كونها تقع تحت مرمى مدافع الفصائل الثورية المتواجدة بهذه المنطقة".

وتابع العليوي مبيناً أهمية بلدة كفرعويد والمنطقة القريبة منها بقوله” "تُعتبر بلدة كفرعويد بوابة جبل الزاوية الغربية كونها تُشرف على مداخله وتقع بمكان يُطلّ عليه” كما أنها تعتبر "المحرس" لقرى سهل الغاب والطريق الواصل بمحطة زيزون ثم طريق حلب- اللاذقية المعروف بـ M4” فالبلدة والتلال المحيطة بها تُشرف على كامل المنطقة الممتدة من أوتستراد اللاذقية شمالاً وحتى آخر سهل الغاب جنوباً بالإضافة على أغلب بلدات جبل الزاوية” وهذا ما جعل ميليشيا أسد تضع كل ثقلها للسيطرة على هذه المنطقة".

وكانت أورينت نت أول من حذّر سابقاً من سيطرة ميليشيا أسد على بلدة "كفرعويد" والمنطقة المطلة عليها” وذلك بتقارير سابقة منذ ما يُقارب العامين” باعتبار البلدة مفتاح جبل الزاوية وسهل الغاب والطريق الدولي M4” ولكن دون جدوى.

الوصول للطريق الدولي M4

فيما اعتبر الناشط الاعلامي محمد العلي أن "ميليشيا أسد والقوات الروسية هدفها الرئيسي الوصول للطريق الدولي حلب اللاذقية M4” وبما أن معارك الكبينة كبّدت هذه الميليشيات خسائر فادحة وكذلك من الصعب السيطرة على هذه الطريق من جهة مدينة أريحا” فعملت روسيا وميليشيا أسد للوصول إلى الطريق الدولي من محور جبل شحشبو والوصول لمشارف جبل الزاوية الغربية” وبالتالي السيطرة أوتوماتيكياً على سهل الغاب الواصل للطريق الدولي M4".

وأكمل العلي حديثه لأورينت نت قائلاً” "مع وصول ميليشيا أسد لبلدة كفرعويد تمت السيطرة على الطرق الفرعية الواصلة جبل الزاوية بسهل الغاب” وكذلك الاشراف على طرق الامداد في سهل الغاب ولذلك تمت السيطرة على القسم الأكبر من سهل الغاب بدون أي اشتباك يُذكر كون فصائل الثوار اضطرت للانسحاب” وبذلك تكون المسافة المتبقية للطريق الدولي M4 لا تتجاوز عدة كيلومترات” ومن المتوقع أن تستمر العمليات العسكرية شمالاً حتى الوصول لبلدة محمبل الواقعة على طريق حلب- اللاذقية المعروف بـ M4".

تطويق جبل الزاوية

من جانبه” رأى الناشط علاء فطراوي أن العملية العسكرية التي شنّتها ميليشيا أسد والقوات الروسية على ريف إدلب الجنوبي تهدف لتطويق جبل الزاوية” وأشار فطراوي خلال حديثه لأورينت نت إلى أن "جبل الزاوية من الصعب جداً السيطرة عليها بمعارك مباشرة بسبب طبيعته الجبلية الوعرة وطرقاته المكشوفة والضيّقة” ولهذا كانت تلك العملية العسكرية لتطويق جبل الزاوية من الغرب والجنوب وبالأساس هو مطوّق من الشرق".

وأوضح فطراوي قائلاً” "بحال بقيت سيطرة ميليشيا أسد على مشارف جبل الزاوية الغربية في بلدات الفطيرة وسفوهن وكفرعويد” وامتدت لما بعد ذلك إلى قريتي عين لاروز وجوزف سيكون وضع جبل الزاوية بخطر كبير” ولذلك على فصائل الثوار منع هذا المخطط كي لا تسقط أهم قلاع الثورة في إدلب بيد ميليشيا أسد والقوات الروسية” لأن الاستراتيجية العسكرية الروسية المتبعة تعتمد على مبدأ الالتفاف والتطويق للأماكن الصعبة والمستعصية فعلينا الحذر من هذه الخطة هناك".

إخماد روح الثورة

وفق ناشطون” تُعتبر مناطق ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية هي روح الثورة بإدلب ومركز قوتها السلميّة والعسكرية منذ عام 2011 وحتى اللحظة” ولذلك سعت ميليشيا أسد للسيطرة عليها بشتى السبل.

وهذا ما أكده الناشط عبيدة دندوش بقوله لأورينت نت” "في ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية وجبل شحشبو أهم الأيقونات الثورية كمدينة كفرنبل وحاس وكفرعويد وقبلها معرة النعمان وفيما بعد لو تمّ المخطط له من قبل ميليشيا أسد ستكون كنصفرة وسرجة وأريحا والعديد من تلك المناطق التي آلمت نظام أسد كثيراً خلال السنوات التسع من عمر الثورة السورية".

وبحسب دندوش فإن "السيطرة على ريف إدلب الجنوبي وأجزاء من جبل شحشبو وجبل الزاوية ستجعل الثورة السورية تخسر شيئاً من روحها وجذوتها ولكن من المؤكد أنها لن تموت” وإنما سنفقد أهم معاقل الثورة السورية والتي لطالما كانت مركزاً لانتقام الأسد عند أي خسارة تُصيبه” فكانت هذه المناطق تشهد يومياً عشرات الغارات الانتقامية منذ تحرير مدينة كفرنبل بعام 2012 وحتى الأيام الأخيرة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات