قبل سقوطها بساعات.. أورينت تفتح ملف مدن شمال حلب

قبل سقوطها بساعات.. أورينت تفتح ملف مدن شمال حلب
أثار السقوط المدوي والسريع لمدن ريف حلب الشمالي (عندان - حريتان - حيان - بيانون - كفرحمرة - معارة الأرتيق)، موجة جدل واسعة ترافقت مع تقاذف للتهم وتبادل للوم بين الفصائل وسكان المدن في ظل دخول ميليشيات أسد إلى تلك المدن بسهولة بالغة.

عندان.. ملف السقوط

يقول أحد المقاتلين المنحدرين من مدينة عندان لـ "أورينت نت"، إن "سقوط عندان كان مستحيلاً في ظل الحشود العسكرية التي كانت داخلها وغالبيتهم كانوا من أبناء المدينة نفسها كما أن الشبان المدنيين الذين حملوا السلاح كان عددهم ليس بالقليل أيضاً، حيث اتفق الجميع على القتال والدفاع عن مدينتهم على أن يتم صد ميليشيا أسد بعيداً عن المدن وضربه في محاور الجبل الغربي والجنوبي (جبل عندان - جبل شويحنة)، وهذا ما تم بالفعل حيث جرى تدعيم تلك الجبهتين بأعداد إضافية من السلاح والمقاتلين ولكن هناك ما حدث بالفعل، لقد تلقت قيادات الفصائل أوامر بالانسحاب وهذا ما نفذته بالفعل لتبدأ سلسلة انسحابات من المنطقة باتجاه ريف حلب الغربي أما من تبقى من مقاتلين فكانوا من شبان المدينة المتطوعين وبعض عناصر الفصائل ممن رفضوا أوامر الانسحاب وتخلوا عن فصائلهم".

وأضاف "في يوم 16 شباط الجاري وعند الساعة الثانية عصراً تقريباً كنا على جبهة جمعية الزهراء وبالتحديد قرب القصر العدلي الجديد، وبدون سابق إنذار تم إبلاغنا أن الفصائل التي كانت تصد تقدم الميليشيات على محور جبل شويحنة  انسحبت وأن الميليشيات سيطرت بالفعل على المنطقة، فأصابنا الذعر إذ إن الانسحاب من المنطقة التي نحن موجودون فيها كان يتطلب المرور بمحاذاة تلك المنطقة المرتفعة التي باتت فيه الميليشيات ترصد جميع طرق الانسحاب في وقت قامت فيه مجموعات أخرى من الميليشيات بالالتفاف باتجاهنا، فما كان أمامنا إلا استخدام الكثافة النارية للتغطية على انسحابنا وتمكنا بالفعل بعد مناورات واشتباكات من الانسحاب باتجاه مدينة عندان، التي لم نكن قد وصلناها حتى سمعنا خبر سقوط بلدتي معارة الأرتيق وبابيص فأدركنا أن الطرق الوحيدة للانسحاب قد تم رصدها وعلينا البحث عن طريق آخر".

حصار وسير في الجبال لساعات

وتابع "بعد انقطاع الطرقات وبدء الميليشيات بالتقدم والسيطرة على المدن الأخرى، حيث تقدمت ميليشيات نبل والزهراء وسيطرت على مدينتي حيان وبيانون التي انسحب مقاتلوها باتجاه عندان أيضاً، اجتمعت المجموعات المتبقية في المدينة وتم الاتفاق على المقاومة ريثما يحل الظلام لنتمكن من الانسحاب عبر الجبال باتجاه الريف الغربي، وبالفعل واصلنا إطلاقا للنار على رتل الميليشيات الذي كان قد وصل إلى مشارف عندان من جهة الأوتوستراد الدولي ومن جهة مدينة معارة الأرتيق ولم يبق لنا سوى طريق الجبل الوعر باتجاه بلدة الشيخ عقيل التي كانت ما تزال تحت سيطرة المعارضة، وتحت جنح الظلام انسحب غالبيتنا وكنا مجموعتين الأولى فيما تبقى من بعض المقاتلين يطلقون النار بين الحين والآخر لضمان ابتعاد الميليشيات عن المدينة ثم لحقوا بنا وخرجنا جميعاً سيراً على الأقدام لمسافة 20 كيلومتر اتقريباً

تسجيل صوتي يفضح تحرير الشام

فضح تسجيل صوتي أورده أحد مقاتلي عندان يدعى (محمد فاضل عجاج) سحب تحرير الشام قبل يوم من سقوط المدينة للسلاح الثقيل والدبابات باتجاه غرب حلب، في مشهد واضح على تواطؤ تحرير الشام مع ميليشيات أسد على تسليم المناطق، وقد جاء في التسجيل الذي حصلت أورينت على نسخة منه ما يلي: "صبيحة 15 شباط الجاري أي قبل سقوط عندان بيوم واحد، شوهد مقاتلون من تحرير الشام يسحبون دبابتين، وعند سؤالهم من أنتم أجابوا بأنهم مقاتلون من فيلق الشام فكذبوهم من رأوهم وقالوا لهم (أنت من تحرير الشام ونحن نعرف أسلحتكم ودباباتكم)، فرد العناصر بأن الدبابات بحاجة للإصلاح فبدؤوا بالدعاء عليهم لأنهم عرفوا بأن الدبابات تعمل وأن نقلها هو مجرد مخطط انسحاب لتحرير الشام من المنطقة".

وجاء في التسجيل "دعا مسؤول في تحرير الشام والمنحدر من مدينة عندان المدعو (أبو ابراهيم سلامة)، لاجتماع ضم أمراء الهيئة وقادة الفصائل في المنطقة، وحثهم خلال الاجتماع على الانسحاب بحجة أن المقاومة ضعيفة ولا يمكن الصمود رغم احتجاج البعض وصدمة البعض الآخر من كلامه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات