موقع أمريكي يتحدث عن الخيارات العسكرية التركية في سوريا

قالت وزارة الدفاع التركية إن جنديين تركيين قتلا وأصيب خمسة آخرون وذلك في غارة جوية شنتها طائرات مقاتلة مع اشتداد المعارك التي تشهدها بلدة النيرب دون أن تحدد ما إذا كانت الطائرات تابعة للنظام أو للقوات الجوية الروسية.

ورداً على الغارة قالت الدفاع التركية إنها استهدفت 50 عنصراً من قوات النظام ودمرت خمس دبابات، ومدرّعتين ناقلتين للجنود، ومدافع هاوتزر.

وارتفع عدد قتلى الجنود الاتراك في سوريا إلى 15 جندياً بسبب الهجوم الذي يشنه النظام لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل مع تزايد التوترات بين أنقرة وموسكو خصوصاً بعد التهديد الأخير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي دعا قوات النظام إلى الانسحاب من إدلب أو مواجهة هجوم عسكري تركي "وشيك".

وتسعى الفصائل لاستعادة النيرب التي استولى عليها النظام في 3 شباط. وأشار بيان الجيش الروسي إلى أن تحركات الفصائل "كانت مدعومة بنيران المدفعية التركية" مما مكنهم من اختراق دفاعات النظام.

وأضاف البيان، إنه وبناء على طلب ميليشيا أسد، شنت القوات الجوية الروسية غارات جوية باستخدام طائرات سو-24، وذلك بهدف "ضرب المتشددين ومنعهم من التقدم".

وقال مصدر تركي رسمي لموقع ميدل إيست آي إن قوات الفصائل التي تتحرك لاستعادة بلدة النيرب مدعومة من قوات النخبة التركية. فيما نقل نشطاء على الأرض دعم المدفعية التركية لتحركات الفصائل مع انتشار واسع النطاق لجنود ودبابات الجيش التركي.

طلب الدعم الأمريكي

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن تركيا قد طلبت من الولايات المتحدة أنظمة صواريخ باتريوت لدعمها في إدلب بسبب "التهديدات الجوية والصاروخية".

ويأتي تصريح آكار بعد خبر نشرخ موقع بلومبيرغ، نقلاً عن مسؤول تركي رفيع المستوى، قالت فيه إن الطلب التركي يأتي بسبب رغبة أنقرة استخدام طائرات إف-16 لضرب قوات النظام التي تتقدم في إدلب ولكن شريطة نشر صواريخ باتريوت في هاتاي لتوفير الحماية المطلوبة.

وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إلى أن تركيا لم تتلقى رداً من الولايات المتحدة. وقال إن الطلب نقله، جمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا. 

ورفضت السفارة الامريكية في أنقرة التعليق على الخبر الذي نقلته بلومبيرغ فيما لم يرد المتحدثون باسم البيت البيض، ومجلس الأمن القومي الأمريكي على الخبر.

ويأتي طلب تركيا بنشر منظومة باتريوت بعد سنوات من الجدل في محاولة تركية لشراء هذه الصواريخ. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد رفضت الموافقة على طلب الشراء التركي إلا في حال ألغت تركيا صفقة شراء إس-400 الروسية والتي تعتبرها واشنطن تهديداً لقدرات الناتو.

قرار بالتصدي لميليشيا أسد

وقال المسؤول إن تركيا لن تتنازل للحصول على باتريوت مشيراً إلى أن الطلب، المقدم من دولة حليفة للناتو، لا يلزم أنقرة بأي تنازلات نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأشار إلى عزم تركيا التصدي لقوات النظام حتى لو جاء ذلك على حساب العلاقات مع روسيا بما في ذلك الضرر الذي سيلحق بقطاعي السياحة والجارة مؤكداً على دعم انقرة لحوالي 40 ألف مقاتل في سوريا.

ويتواجد حالياً 15 ألف جندي تركي داخل سوريا وذلك بحسب وكالة رويترز. ويؤكد اردوغان عزم تركيا تنفيذ اتفاق سوتشي كاملاً حيث قال في كلمة له يوم الأربعاء " لن نترك إدلب للنظام وداعميه. لأولئك الذين لم يفهموا لقد حسمنا هذه القضية.. مصممون على تحويل إدلب إلى منطقة آمنة لشعب المنطقة وتركيا، مهما كانت التكلفة".

وتصر روسيا نقل نقاط المراقبة العسكرية التركية إلى مواقع جديدة شمال الطريقين الإستراتيجيين إم-4 وإم-5 مع دعم قوات النظام للسيطرة على 60% من إدلب لقاء تسيير دوريات تركية - روسية مشتركة على الطرق السريعة.

وترفض تركيا المقترح الروسي حيث قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان "لن نغير مواقع نقاط المراقبة العسكرية التابعة لنا، وسنواصل إرسال تعزيزات إلى إدلب.. إذا لم نتمسك بهذا الخط هذا يعني ترك 3.5 ملايين شخص تحت رحمة نظام الأسد".