وكانت تركيا قد أرسلت تعزيزات عسكرية شملت مركبات مدرعة، ودبابات، ومدافع هاوتزر بالإضافة إلى تعزيزات في عدد الجنود بما في ذلك نشر فرق القوات الخاصة وذلك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الأربعاء، إن العملية العسكرية التركية ضد قوات النظام باتت "وشيكة" وذلك بعد انهيار الجولة الأخيرة من المحادثات بين روسيا وتركيا بهدف التوصل لتفاهمات مشتركة حول إدلب.
وقال أردوغان خلال اجتماعه مع مجموعة برلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم "هذه هي التحذيرات الأخيرة.. لقد استعدت تركيا بكل ما هو ممكن لتنفيذ خططها في إدلب. وكما قلنا قبل العمليات السابقة، سنبدأ فجأة بين عشية وضحاها". وأضاف "لنكن أكثر وضوحاً، إن عملية إدلب هي مسألة وقت".
وقال مسؤول روسي رفيع المستوى رداً على تصريحات أردوغان، إن العملية العسكرية التركية ضد قوات النظام ستكون "أسوأ السيناريوهات".
شمال الطرق السريعة
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية "إذا ما كان الحديث هنا عن عملية تستهدف السلطات الشرعية للجمهورية السورية، والقوات المسلحة للجمهورية السورية، فإن هذا بالطبع سيكون أسوأ السيناريوهات".
وكثفت روسيا وتركيا من المباحثات الدائرة بينهما حيث التقى وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، مع مسؤولين روس في موسكو خلال يومي الإثنين والثلاثاء.
وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، في حديث للصحفيين، إن المفاوضات بين الطرفين لم تثمر، وإن تركيا رفضت الاقتراح الروسي الجديد الذي سيحدد مصير إدلب، بما في ذلك الخريطة التي عرضتها موسكو.
وقال كالين مساء الثلاثاء "لن نغير مواقع نقاط المراقبة العسكرية التابعة لنا، وسنواصل إرسال تعزيزات إلى إدلب.. إذا لم نتمسك بهذا الخط هذا يعني ترك 3 ملايين ونصف المليون شخص تحت رحمة نظام الأسد".
وقال مسؤول تركي لميدل إيست آي، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن المقترح الروسي شمل حدود جديدة شمال الطريقين الإستراتيجيين إم-4 وإم-5.
السيطرة على ثلثي إدلب
وقال مصدر تركي آخر، إن المقترح الروسي يترك 60% من إدلب تحت سيطرة النظام، ويشترط نقل نقاط المراقبة العسكرية التركية إلى مواقع جديدة تناسب الحدود المقترحة مع تسيير دوريات تركية - روسية مشتركة على الطرق السريعة.
وقال أردوغان إن المفاوضات مع روسيا مستمرة إلا أنه أشار إلى أن الخلافات بين البلدين أكبر من أن يتم حلها. وتتوقع المصادر التركية انعقاد جولة ثالثة من المفاوضات في أنقرة خلال الأسبوع المقبل مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده أردوغان لانسحاب قوات النظام إلى حدود اتفاق سوتشي مع نهاية الشهر الجاري.
وقدرت الأمم المتحدة عدد النازحين السوريين الذين هربوا من الهجوم المدعوم من روسيا وإيران إلى حوالي مليون شخص منذ كانون الأول.
ودعا أردوغان قوات النظام للانسحاب من خط سوتشي، يوم الأربعاء، وقال " لن نترك إدلب للنظام وداعميه. لأولئك الذين لم يفهموا لقد حسمنا هذه القضية.. مصممون على تحويل إدلب إلى منطقة آمنة لشعب المنطقة وتركيا، مهما كانت التكلفة".
التعليقات (0)