كيف خططت البحرية الأمريكية لمواجهة عسكرية شاملة مع إيران بعد تصفية سليماني؟

كيف خططت البحرية الأمريكية لمواجهة عسكرية شاملة مع إيران بعد تصفية سليماني؟
قالت صحيفة واشنطن بوست إن المسؤولين العسكريين الأمريكيين رفعوا مستويات التأهب في مختلف مستويات الجيش بما في ذلك البحرية التي تلقت تعليمات جديدة بعد ساعات فقط من تصفية قائد قوة القدس قاسم سليماني بطائرة أمريكية مُسيرة.

لم يكن من الواضح بعد كيفية الرد الإيراني على مقتل سليماني ولذلك وضعت قطع البحرية الامريكية على أهبة الاستعداد بما في ذلك السفينة الحربية نورماندي المحملة بصواريخ توماهوك والتي ترافق حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان حيث كانت تبحر بالقرب من مياه الخليج.

وقال الضابط في البحرية كريستوفر ستون "كان علينا الاستعداد لشن عمل عسكري مباشر" حيث تم اتخاذ إجراءات مواجهة شاملة بما في ذلك حمل الأقنعة والقفازات واللباس المخصصين لمقاومة اللهب. وتم قطع خدمة الإنترنت التي كان يستخدمها العاملون في البارجة للتواصل مع أفراد عائلتهم.

وبحسب ما أشارت الصحيفة التي التقت بأكثر من 20 بحاراً تحدثوا عن الإجراءات التي اتخذوها عقب مقتل سليماني ما يزال البنتاغون يشعر بأن إيران من الممكن أن ترد من جديد حتى بعد أن خفت حدة التوترات.

وقال ستون من على متن السفينة الحربية "أمضيت 26 عاماً في البحرية، كنت آمل فيها ألا أضطر لخوض حرب. ولكني أستعد للحرب للحفاظ على سلامة وطننا.. وأود القول بتجرد، الرد الذي رأيته من الطاقم كان في غاية التركيز".

لحظات فارقة ومتناقضة

بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة عين الأسد في بغداد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "كل شيء على ما يرام" إلا أن البنتاغون أعلن منذ أيام فقط عن إصابة حوالي 109 أشخاص من أعضاء الخدمة الامريكية تم علاج 75 شخصاً منهم بينما عاد 21 شخصاً إلى الولايات المتحدة، ويشهد زملائهم الآخرون مرحلة فحص وتقييم.

وقال ترامب في خطاب متلفز " قواتنا الأمريكية العظيمة مستعدة لأي شيء.. يبدو أن الرد الإيراني قد انتهى، وهذا أمر جيد لجميع الأطراف المعنية".

وقال الضابط ديفيد ريميرز، الذي يشرف على الأسلحة في السفينة الحربية نورماندي، إنه شاهد الخطاب على متن السفينة. وعلق قائلاً "كان هنالك شعور غريب بعض الشيء" وذلك لأن التهديد الموجه ضد القوات الأمريكية في البحر بدا وكأنه يتلاشى بسرعة كبيرة. 

وقال ريميرز، الذي يقضي دورته الثالثة حالياً في الشرق الأوسط، قبل إيام كنت أخبر البحارة أن عليهم التأكد من أن أسلحة النورماندي جاهزة للاستخدام. وأضاف "لم أتحدث مع أي شخص يخدم في أي منطقة عمليات قد شهد مستوى عالياً من التهديد الذي كنا نعيشه.. كنا في أعلى مستوى على الإطلاق".

وقال الضابط جوردان باك، والذي خدم في البحرية لمدة 17 عاماً "إن مستوى التهديد كان يرتفع بطريقة لم أعتدها من قبل.. بدا الأمر لي وكأنه سيل من الماء البارد الذي يضرب الوجه".

عودة الأمور إلى طبيعتها

على مقربة من السفينة الحربية ترومان، بارجة طولها 335 متراً، على متنها 5,000 عنصر خدمة، وعشرات من الطائرات المقاتلة، هنالك لم يكن الوضع مختلفاً عما يدور في ترومان.

وقالت سيمان ألين، التي تعمل على معدات دعم الطيران في البارجة "بالطبع كنت خائفة" متحدثة عن شعورها بعدما سمعت بزيادة التوتر مع إيران. ولكنها أشارت إلى أن "البارجة، واحدة من أكثر السفن المحصنة، لذلك شعرت بأني محمية.. أعرف ما الذي نحمله على متنها، وأعلم أنهم لم يتمكنوا منا".

وقال البحارة إنهم تمكنوا من إجراء محادثات مع أفراد أسرتهم عندما سمح لهم بذلك ولكن شريطة عدم مشاركة معلومات حساسة. وأشار جاي كالوي، ضابط الامن المساعد في ترومان " أتحدث مع زوجتي وأبي مرة واحدة في الأسبوع، ولكن جرت العادة أن نتحدث عن الكتب التي نقرأها. ومواضيع أخرى مشابهة".

وقال الأدميرال أندرو لويسيل، المشرف على مجموعة السفن الضربة المرافقة للحاملة، إن حراسة السفن التجارية لم تتوقف حتى في أوج التهديد الذي كان يصدر عن إيران ولكنه ألمح بأن الحراسة تغيرت وأشار إلى أن البحرية عادت إلى المهمة "فور توقف الأعمال القتالية".

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات