تركيا وروسيا تراشق للاتهامات وتوارٍ للتفاهمات

خلالَ خطابٍ ناري له أمامَ حزبِ العدالةِ والتنمية استخدمَ أردوغان لغة َ وعيدٍ غيرَ مسبوقةٍ ضد ميليشيا أسد الطائفية.. أكد فيها أنَ أيامَ عربدتِها في أجواءِ إدلب قد شارفت على الانتهاء وأنه لا بد من انسحابِها إلى حدودِ اتفاق ِسوتشي.. 

ولكنْ قبل أنْ تأخذَنا لغة ُالخطابِ التركية والصواريخ ِالإعلامية ضد نظام ِأسد.. هل من الممكن ِأنْ تخوضَ أنقرة هذه المغامرةَ غيرَ مضمونةِ العواقبِ على الأراضي السورية وأنْ تتحملَ تبعاتِ هذه العملية.. لنستحضرَ أمثلة ً قريبة َ عهدٍ بنا لنفهمَ أكثرَ السياسة َالتركية..

في عام ِ2015  أسقطت تركيا طائرةً روسية ً لاختراقِها المجالَ الجوي للبلاد.. وتصاعدَ التوترُ بين روسيا وتركيا إلى حدٍ غيرِ مسبوق.. طالبت أنقرة من حلفِ الناتو دعمَها ومن الولاياتِ المتحدة مؤازرتَها.. لاقت دعماً كلامياً من هذه الأطراف, ولكن اقتصرت على الدعم ِالمعنوي دونَ أي ِدعم ٍعلى الأرض.. ورفضت تركيا في بدايةِ الأمرِ الاعتذارِ إلى روسيا.. ولكنْ عندما لوّحَ بوتين بورقةِ العقوباتِ الاقتصادية أذعنت تركيا وقدمت اعتذاراً رسمياً لروسيا.. وبدأ شهرُ عسلِها مع موسكو..

وعلى إثرِ احتجازِ تركيا للقس ِالأمريكي أندرو برانسون لاتهامِه بدعم ِالانقلابِ العسكري الذي جرى مؤخراً.. تبادلت أنقرة وواشنطن التهديدات، وتصاعدت الأمورُ بين الطرفين، ووصلت إلى حدِ التهديدِ بفرض ِعقوباتٍ أمريكية على تركيا لن تقومَ لها قائمة ٌبعدَها.. تعالت حدة ُالتصريحاتِ التركية الرافضةِ للتهديداتِ الأمريكية، وأكدت على عدم ِتسليمِها للقسِ الأمريكي مهما كان الثمن.. وانتهت صلاحية ُالتهديداتِ التركية سريعاً، وذلك بعد أن أطلقت تركيا سراحَه باتفاق ٍمع الولاياتِ المتحدة..

في كلِ الأحداثِ كانت تركيا تندفعُ في تصريحاتِها، وتعلي من سقفِها، وتتوعدُ خصومَها، ولكنها دائماً وتحت الخشيةِ من خسائرَ اقتصاديةٍ فادحة وغير ِمحسوبة، تتراجعُ عن مواقفِها وتعيدُ حساباتِها..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات