إلى أين تتجه المعارك في إدلب بعد التهديدات التركية لنظام أسد؟

إلى أين تتجه المعارك في إدلب بعد التهديدات التركية لنظام أسد؟
شهدت الأيام الأخيرة تطورات متسارعة على الساحة العسكرية والسياسية فيما يخصّ محافظة ادلب، خاصة التقدم العسكري لميليشيا أسد وقوات الاحتلال الروسي في عمق المحافظة، بالتزامن مع مقتل عدد من الجنود الأتراك بنيران هذه الميليشيا وسط المحافظة، مما جعل تركيا تُعزز قواتها في إدلب بشكل غير مسبوق وتهدد بالردّ ثانيةً أو تلتزم روسيا بما تعهّدت.

كما أكّد ناشطون لأورينت نت أن القوات التركية أرسلت أكثر من 400 آلية عسكرية بعضها من العتاد الثقيل و النوعي لداخل محافظة إدلب خلال الأسبوع الماضي، وذلك على ضوء التقدم العسكري لميليشيا أسد المدعومة من قبل قوات الاحتلال الروسي ووصولها لمشارف مدينة إدلب والسيطرة على الجزء الأكبر من الطريق الدولي M5، والوصول لبعض النقاط المطلة على الطريق الدولي M4، والتهديد بالتقدم أكثر باتجاه مدينة حلب.

هجوم معاكس بدعم تركي

وفيما يخصّ سير المعارك في إدلب بعد التهديدات التركية لميليشيا أسد، يقول الباحث والخبير الاستراتيجي وائل علوان لأورينت نت، "هناك تصعيد تركي غير مسبوق فيما يخص إدلب، وهذا التصعيد ليس فقط سياسياً وإنما عسكرياً كذلك، وسبب هذا التصعيد هو الكارثة الإنسانية التي تفتعلها ميليشيا أسد والقوات الروسية بسبب حملة التصعيد العسكرية الشرسة، بالإضافة لاستهداف النقاط التركية المتكرر من قبل ميليشيا أسد مما أدى لمقتل وجرح العديد من الجنود الأتراك".

ويُتابع علوان، "ستدعم تركيا فصائل الثوار بدعم نوعي قد يُغير من معادلة المعارك الجارية الآن في إدلب، ويخلق هذا الدعم استنزاف كبير لميليشيا أسد وتحقيق شيء معاكس لسير العمليات السابقة والتي كانت فيها هذه الميليشيا تتقدم وسط وشرق إدلب، ولهذا ستشهد الأيام القادمة إيقاف تقدم ميليشيات أسد على بعض الجبهات وخاصة التي تقع غرب الطريق الدولي حلب- دمشق M5، واسترجاع جزء من المناطق التي تقدمت إليها هذه الميليشيات".

وأشار الخبير الاستراتيجي علوان إلى أنه، "من المستبعد جداً حصول صِدام عسكري مباشر بين تركيا وروسيا في إدلب، وإنما هو صِدام محدود بين تركيا وميليشيا أسد خاصة إذا تجاوزت هذه الميليشيات التهديدات التركية التي أطلقها الرئيس أردوغان ومسؤوليه ضدها، ولهذا حشدت تركيا آلياتها الثقيلة والمدفعية داخل إدلب حتى وصل بها المطاف لإرسال أسلحة متطورة ربما تُساهم مستقبلاً بالعمليات العسكرية الجارية بين فصائل المعارضة وميليشيا أسد".

معركة الطرق الدولية مستمرة

هددت روسيا سابقاً بتطبيق اتفاق سوتشي القاضي بفتح الطرق الدولية M4،M5 بالقوة العسكرية، وهذا ما تسعى إليه حالياً رغم أن المعارك الحالية تسير أغلبها حول الطريق الدولي M5 الواصل بين حلب ودمشق والمارّ بمحافظة إدلب، وتأجيل معركة الطريق الدولي M4 حالياً ريثما تنتهي من معركة طريق حلب دمشق، حسب الخبير العسكري العميد أحمد رحال.

وأضاف العميد رحال لأورينت نت قائلاً، "روسيا لا تعتمد الحل السياسي في سوريا وإنما الحل العسكري ولنا تجربة معها منذ مؤتمر جنيف1 وحتى مؤتمرات أستانا وسوتشي، ولهذا معركة الطرق الدولية في إدلب ستستمر وإن كانت على مراحل رغم كل التهديدات التركية لميليشيا أسد وروسيا معاً، فالمعارك في إدلب لن تتوقف ولهذا تسعى تركيا لإحداث بعض التغييرات في التكتيكات العسكرية الخاصة بفصائل المعارضة وحشد قواتها الخاصة وإرسال عشرات الآليات العسكرية التركية إلى داخل إدلب".

وهذا ما أكده كذلك الكاتب والباحث أحمد الرمح لأورينت نت قائلاً، "معارك إدلب مستمرة حتى سيطرة روسيا على الطرق الدولية والمناطق الواقعة ضمنها وتأمين هذه الطرق، وحينها ستتوقف المعارك والوصول لاتفاق جديد في ما يخصّ إدلب وإنشاء منطقة خفض تصعيد جديدة، وهكذا".

توقف مشروط

وأما الباحث والخبير التركي رضوان سيد أوغلو اعتبر أن معارك إدلب تتجه نحو التوقف القريب خاصة بعد تدخل تركيا بشكل كبير جداً وعدم سماحها باستمرارية هذه المعارك، وأضاف أوغلو لأورينت نت "لقد ضاق بتركيا ذرعاً التجاوزات الحاصلة في منطقة خفض التصعيد بإدلب والمآلات التي آلت إليها المنطقة من تهجير مئات الألوف وفقدان السيطرة على عشرات المدن والبلدات، وكل ذلك يؤثر سلباً على تركيا وعلى الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الروسي".

ووفق سيد أوغلو فإن "المعارك بإدلب ستتوقف قريباً ولهذا تسعى الماكينة السياسية التركية لتكثيف اتصالاتها واجتماعاتها بهذا الشأن مع الجانب الروسي والمجتمع الدولي، ولكن ربما يكون هناك شروط والتزامات جديدة على الطرفين التركي والروسي، ومنع العمليات العسكرية بحجة السيطرة على الطرق الدولية وتطبيق بنود سوتشي أو مكافحة الإرهاب".

كما نوّه الخبير التركي إلى أن "كثرة التعزيزات العسكرية التركية إلى داخل إدلب وتواجد النقاط التركية السابقة والجديدة سيُساهم بوقف عمليات التقدم لميليشيا أسد، وبحال لم تلتزم هذه الميليشيا بالتهديدات التركية فسيكون هناك كلام وفعل آخر، وكل هذا هو بحسبان القوات الروسية وميليشيا أسد فالجنود الأتراك لم يذهبوا للنزهة في سوريا وإنما لوقف العمليات العسكرية المُفتعلة من ميليشيا أسد والمدعومة من القوات الروسية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات