وفضحت الصحيفة في تقريرها قوات الأمن الصينية التي كانت قد اعتقلت الطبيب المذكور، حين كشف ظهور الفيروس في ووهان، وأجبرته على الصمت. وقال مستشفى ووهان المركزي في بيان له إن "لي وين ليانغ" توفي في الساعات الأولى من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي بعد إصابته بالعدوى.
وذكرت الصحيفة أنه في أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر حذر الطبيب "ليانغ" زملاءه على وسائل التواصل الاجتماعي من وجود فيروس غامض من شأنه أن يصبح وباء، غير فيروس سارس الذي انتشر عام 2003، فاعتقلته الشرطة في ووهان 3 كانون الثاني/يناير ووجهت له تهمة "نشر شائعات كاذبة"، ثم أُرغمته السلطات الأمنية على توقيع وثيقة يعترف فيها بأنه انتهك القانون و عطل النظام الاجتماعي بشكل خطير.
وأضافت أن ما وقع عليه "ليانغ" دمّر حياته الاجتماعية وحياة أسرته بشكل كامل، ولكن مع ذلك استمرّ الطبيب الشاب بالعمل متطوّعا في مشفى "ووهان" المركزي معالجاً المرضى المصابين بفيروس كورونا، إلى أن أصابته العدوى، ليفارق الحياة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
وأشارت "الغارديان" إلى أن وفاة الطبيب الشاب أثارت موجة غضب في الأوساط الأكاديمية الصينية التي طالبت باعتذار رسمي باسم "ليانغ" من قبل الحكومة الصينية، وبإيقاف الاعتقالات الأمنية العمياء، التي كلّ همّها إبقاء المجتمع لا يفقه إلا بيانات الحكومة.
أما وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، فقد تحول خبر وفاة الطبيب "ليانغ" إلى مادة لملايين المشاركات التي عبرت عن الغضب والحزن الهائلين، حيث أصبح خبر الوفاة الموضوع الأعلى قراءة على موقع المدونات الصغيرة في الصين Weibo اليوم، مع أكثر من 1.5 مليار من وجهات النظر ، ونوقشت أيضا بشكل مكثف في مجموعات الرسائل WeChat الخاصة، حيث عبر الناس عن غضبهم وحزنهم.
وعلق أحد الأشخاص على وفاة الطبيب قائلا: "لا يمكن للناس الطيبين أن يعيشوا حياة طويلة، ولكن الشر يعيش منذ ألف عام".
ونتيجة لرد الفعل الشعبي القوي على وفاة "ليانغ" أعلنت السلطات في الصين فتح تحقيق في الأمر، وذكرت هيئة التفتيش الصينية في بيان، أن فريق التحقيق سيتوجه إلى ووهان لإجراء تحقيق شامل في المسائل المتعلقة بالطبيب والتي أثارها الناس.
التعليقات (0)