هل يتطور التصعيد العسكري إلى صدام مباشر بين تركيا وميليشيا أسد؟

هل يتطور التصعيد العسكري إلى صدام مباشر بين تركيا وميليشيا أسد؟
ترتفع مؤشرات التصعيد العسكري في الشمال السوري، عقب قصف ميليشيات أسد الطائفية في وقت سابق على نقطة عسكرية تركية في بلدة "الترنبة" غرب مدينة سراقب، خلّف ثمانية قتلى من الجنود الأتراك وعدد من الجرحى .

فيما ردّت تركيا عبر نقاطها المنتشرة في الصرمان و تل الطوقان، وشير مغار ومورك ودارة عزة وكفرلوسين، إضافة إلى قواعدها في ولاية هاتاي الحدودية بضرب عشرات الأهداف التابعة لميليشيات أسد  في كل من إدلب وحماة وحلب واللاذقية.

و دفعت هذه التطورات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى عقد اجتماع طارئ مع قادة الجيش، وهيئة الأركان وقيادة مركز العمليات بالقرب من الحدود السورية  ليؤكدّ استعداد الجيش لأي تطورات، و أشار إلى أن قصف قواته  طال 54 هدفا ، نتج عنها تحييد  76 عنصرا من ميليشيات النظام .

ويبدو أنّ هذه التطورات تفتح الباب أمام احتمالات متعددة لتغيير قواعد اللعبة، وربما الوصول إلى اشتباك مباشر بين تركيا والنظام في ظل تعقد المشهد العسكري على الأرض في إدلب.

رسالة قوية لنظام أسد وروسيا

وقال سامر الصالح القيادي في الفصائل المقاتلة لأورينت نت بأنّ "الرد التركي جاء بسبب استمرار ميليشيات أسد و المحتل الروسي في اتباع سياسة  المراوغة و احتلال المزيد من المناطق بحجة وجود الجماعات الإرهابية  وهذا ما جعل اتفاقية سوتشي بحكم المنتهية".

ولفت إلى  "أن الهدف من الرد التركي هو إيصال رسالة قوية للنظام ومن خلفه روسيا التي تريد نقل المفاوضات من الطاولة إلى الميدان أي التفاوض عبر النار".

وهذا ما يستدل عليه من ارتفاع حدة  تصريح الرئيس التركي أردوغان  ضد النظام و الاحتلال الروسي، حيث أشار إلى أنّ بلاده ستواصل الرد على هجوم قوات النظام في محافظة إدلب، داعياً روسيا إلى عدم التدخل قائلاً: "لستم الطرف الذي نتعامل معه، بل النظام السوري ونأمل ألا يتم وضع العراقيل أمامنا".

تصعيد عسكري تركي أكبر

بينما يرى المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو أنّ "عملية الرد التركي لن تقتصر فقط على مصدر الاستهداف، وإنما ستمتد لتأمين منطقة آمنة ومنع تقدم قوات النظام السوري باتجاه الحدود التركية".

ويؤكد أوغلو إلى أنّ الهدف من التدخل في إدلب وهو إيجاد منطقة آمنة للملايين للحد من نزوحهم  مرة أخرى إلى تركيا، ويرى أنّ هذه المنطقة  ستفرض بالقوة بعدما حاولت بلاده دبلوماسياً وسياسياً، ولكن جهودها فشلت في هذا الإطار، وبالتالي سيكون هناك تصعيد عسكري تركي أكبر مما يتوقعه النظام السوري".

تركيا لا تريد الذهاب بعيدا 

و لكن في المقابل أشار أحمد الهواس رئيس تحرير موقع رسالة بوست لأورينت نت إلى أنّ "الأتراك كان ردهم بقصف عدة مواقع ميليشيا أسد، ومن يراقب تلك الردود العسكرية يصل لنتيجة أنهم لا يريدون الذهاب لأبعد من ذلك، فجل ما يريدونه هو أن يحققوا حزامًا أمنيًا من خلال الجغرافيا السورية بذريعة وجود البي كي كي .

وأضاف أن ميليشيا أسد لم تكن  لتجرؤ على استفزاز الأتراك لولا الضوء الأخضر الروسي الأمريكي، فالروس يعملون بتوجيه أمريكا التي سمحت لهم  بالدخول لسورية للقضاء على الثورة السورية .

وختم الهواس بالقول : "على أنقرة العمل على تقاطع المصالح مع الثوار ودعمهم بسلاح نوعي ومعلومات استخباراتية ، فتركيا مطلوب رأسها بعد نهاية الثورة السورية إن استطاعوا، فراسم السيناريو هو أمريكي، و أما روسيا وإيران فهي مجرد أدوات أمريكية في المنطقة" .

الجدير بالذكر أنّ الرئيس التركي أردوغان لوح بعملية عسكرية شاملة في إدلب ضد ميليشيا أسد، وقال: «لن يبقى أمامنا خيار سوى تنفيذ ذلك، ولن نسمح لنظام الأسد بتهديد بلادنا بسلاح اللاجئين من خلال قمع شعبه ومهاجمته وسفك دمائه».

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات