كيف ساعد أكاديميون بريطانيون روسيا على إنكار مجازر الكيماوي في سوريا؟

كيف ساعد أكاديميون بريطانيون روسيا على إنكار مجازر الكيماوي في سوريا؟
أنتقد دبلوماسي أوروبي هذا الأسبوع نشاط مجموعة من الأكاديميين البريطانيين تشكك في الهجمات الكيميائية التي نفذها نظام الأسد، وتستخدم روسيا تقاريرها على أنها لجنة من الخبراء المحايدين، وذلك للتشكيك بمصدر معظم الهجمات.

وقال الدبلوماسي لموقع هفتغون بوست البريطاني، إن "روسيا تستخدم هؤلاء الأكاديميين لتضخيم رواياتهم، وتعزيز المعلومات المضللة التي يروجون لها ولتقويض التقارير الصادرة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على وجه الخصوص".

وشكك الدبلوماسي في نوايا الأكاديميين قائلاً: "من غير الواضح ما إذا كانوا يتصرفون عن قصد وسذاجة تصب في صالح الدعاية الروسية أو أنهم يدعمون بالفعل حملة التضليل الروسية".

ويسبب نشاط مجموعة الأكاديميين قلقاً واسعاً ليس فقط بين صفوف الدبلوماسيين الغربيين؛ بل ضمن المؤسسات الحقوقية ومنها منظمة العفو الدولية. 

ووجهت للمجموعة تهم عديدة منها "محاولات التغطية على جرائم الحرب" وذلك بسبب نشاطها الذي يتركز على سوريا ويخدم الرواية الروسية.

وتعمل المجموعة تحت اسم "مجموعة العمل المعنية في سوريا للدعاية السياسية والإعلام" (WGSPM) وتضم عدداً من الأكاديميين منهم تيم هايوارد، ووبول ماكيغي من جامعة إدنبرة. والبروفيسور ديفيد ميلر من جامعة بريستول والدكتور تارا ماكورماك من جامعة ليستر.

ادعاءات بلا أدلة

أسس بيرس روبنسون، مجموعة العمل في 2017، حيث يعد من المشككين بالعديد من الروايات العالمية منها هجمات 11 أيلول، وغادر روبنسون جامعة شيفيلد العام الماضي وذلك "لأسباب شخصية" على حد قوله، ونفى في حينها تعرضه لضغوط للمغادرة بسبب نشاطاته العامة.

وتتبنى مجموعة العمل معظم الدعايات الروسية وتتهم الحكومات الغربية أو الجهات العاملة معها بفبركة الأحداث لتوريط روسيا حتى أنهم دعموا الرواية الروسية فيما يتعلق بقصة الجاسوس سكريبال والذي حاولت روسيا تصفيته في بريطانيا.

ولكن من أكثر القضايا التي تعمل عليها المجموعة، الهجوم الكيماوي الذي استهدف دوما في 2018 وأدى إلى مقتل حوالي 40 شخصاً، حيث تدعي المجموعة أن منظمة الخوذ البيضاء هي التي نفذت الهجوم لتبرير الضربة الصاروخية التي تعرض لها نظام الأسد فيما بعد.

ولا تقدم المجموعة أي دليل مادي لدعم نظريتها وتشكك بتقرير حظر الأسلحة الكيميائية، وتستند روايتهم على حسابات على تويتر مشكوك بأمرها وموالية للحكومة الروسية. وتعتمد على الكلام الصادر عن فانيسا بيلي، المدونة البريطانية المدافعة عن نظام الأسد والتي تعمل بشكل غير رسمي لصالح روسيا.

تسريبات غير صحيحة

وحصلت نظرية المؤامرة التي يروجونها على دفعة قوية العام الماضي، بعد تسريب تقرير داخلي من منظمة حظر الأسلحة يشكك بوقوع الهجوم. 

التقرير المسرب استند إلى افتراضات غير صحيحة وتجاهل الأدلة الحاسمة، وتوصل بسبب ذلك إلى استنتاجات مضللة لم توافق عليها المنظمة وتم رفضه.

وهنالك دليل آخر تعتمد عليه المجموعة، وهو سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المجهولة التي تم تسريبها على إنها صادرة من موظف يعمل في منظمة حظر الأسلحة. تبين لاحقاً أن الرسائل قد صدرت عن محققين قد غادروا فعلاً المنظمة ولم يطلعوا على الوقائع التي تشير إلى استخدام الكلور.

وتعتمد روسيا على نشاطهم بشكل شديد الذي يتطابق مع الرواية الرسمية الصادرة عن الكرملين، وهي إما مشككة "لم يحدث أي هجوم على الإطلاق" أو تعتمد على نظريات المؤامرة "الخوذ البيضاء هي التي نفذت العملية".

في العام الماضي على سبيل المثال، اشاد ممثل روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة بمجموعة العمل، وقال عنهم: "العشرات من الخبراء، المعترف بهم والمحترمين، والذين يحظون بسمعة دولية جيدة بقيادة البروفيسور روبنسون". وبالطبع تعتمد عليهم وسائل الإعلام الحكومية الروسية حيث تمثل قناة RT منصة لنشر تقاريرهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات