عناصر من ميليشيا أسد يفضحون نظامهم عبر مركز أمريكي.. هذا ما قالوه

عناصر من ميليشيا أسد يفضحون نظامهم عبر مركز أمريكي.. هذا ما قالوه
أشار تقرير لمركز المجلس الأطلسي إلى الحياة البائسة التي يعيشها مقاتلو نظام الأسد، في حال تمكنوا من النجاة بأرواحهم والبدء بحياة بجديدة، حيث يعيش معظمهم بعاهات دائمة حصلوا عليها من المعارك وبلا رعاية صحية أو مالية، ويقضي معظمهم حياتهم الاجتماعية وهم منبوذين في مجتمعاتهم.

وقال محمد الذي عمل في مليشيا "الدفاع الوطني" ويعاني من إصابة في ظهره: "من شبه المستحيل أن يتمكن أي شخص يعاني من إعاقة من الحصول على وظيفة ثابتة.. ماعدا العار الاجتماعي الذي يلحق بك".

ويدير محمد مركز مدني للمليشيا في حمص ليحصل على راتب آخر الشهر، وذلك بسبب معارف عائلته، حيث توسطوا له للعمل بعد أن أصيب في إحدى المعارك.

واعترف محمد بالمأساة التي يعشيها هو ومعظم المقاتلين الجرحى: "المشكلة الأكبر.. إنهم لا يستطيعون سداد تكلفة السكن أو أي مكان يمكن العيش فيه ويتحولون في النهاية إلى مشردين بلا مأوى".

وما يزيد صعوبة العمل، أن معظمهم بلا تعليم من الأساس، خصوصاً أولئك الذين يقاتلوا في الميليشيات الرديفة التي تم تشكليها بعد اندلاع الثورة لمساعدة القوات النظامية في معاركها، ولذلك "من يفقد ذراعه، أو عددا من أصابعه، يدمر حياته. لأن معظم المقاتلين يعتمدون على العمل اليدوي وبلا تعليم".

التملص من الالتزامات 

نظرياً، يفترض أن يدفع نظام الأسد نصف راتب المقاتل في حال ما أصيب بجروح شديدة تمنعه من مواصلة القتال، ومن المحتمل أن يتلقى 80% من راتبه إذا ما كانت إصابته كبيرة وكان معيلاً لأسرته، ولكن الواقع على الأرض مختلف.

وقال محمد، إن معظم الحالات التي يعرفها لم تحصل على أي تعويض أو راتب. وذلك لأن "المساعدات، تعتمد في الأساس على وجود بشر نزيهين، مؤهلين لتوزيع المساعدات، وليس على أشخاص يستغلون آلية المساعدات لتحصيل المزيد من الأموال في جيوبهم".

هذه الرؤية التي يقدمها محمد ليست منحازة أو ناقمة، حيث وافق شخص آخر يدعي علي، وقاتل في قوات النمر سيئة السمعة، قائلاً: "من المفترض أن تقدم الحكومة بعض التعويضات المالية لعوائلهم.. ولكن هنالك إهمال بسبب الحرب والفساد". وأكد كل من علي ومحمد على الظروف الكارثية في سوريا والتي انعكست على حياتهم بعد تركهم للقتال وتسببت بانعدام الدعم الذي من المفترض أن يتلقوه.

ومع أن معظم الحالات لا تتلقى رواتب حكومية؛ إلا أن المقاتل وحتى لو تلقى أي مبالغ مالية؛ إلا إنها لا تكفي. وأوضح محمد قائلاً: "المدفوعات لا تغطي تكاليف المعيشة.. لا يوجد مقاتل يستطيع أن يعيش حياة طبيعية إذا لم يتلق مساعدات من المنظمات أو من عائلته".

الفساد وسوء المعاملة

تحاول عوائل الجرحى أن تتحرك على الفيسبوك، رافعين مطالبهم عبر صفحاته، ولكن دون جدوى. في تشرين الثاني 2018، ذهب أحد المقاتلين والذي يعاني من بتر بأطرافه لمكتب قدامى المحاربين في جبلة بهدف الحصول على بعض الأوراق، ولكنه تفاجأ أنه مطلوب للاحتياط وأنه غير مسجل في الأساس في السجلات الرسمية للمقاتلين. 

وفي حالة أخرى، يوجد مقاتل يعاني من شلل نصفي، هو وأشقاؤه الثلاثة، الذين تتأخر رواتبهم الشهرية بشكل منتظم ما يتعذر عليهم دفع إيجارات سكنهم.

وتنتشر قصص الفساد هذه حيث قال أحد المقاتلين: "تخيل ألا تمتلك حتى أقداماً لتذهب إلى المكتب وتطلب وظيفة عمل"، وقال آخر إن الموظف المسؤول قال له: "أنت مصاب بسبب الحرب التي دمرت اقتصاد البلد، وترغب فوق كل هذا بالحصول على وظيفة ورجليك مقطعة؟ لا يمكننا الاستفادة منك بكل الأحوال".

ويحاول هؤلاء أيصال أصواتهم عبر مخاطبة رأس النظام وكتبوا على صفحة الفيسبوك "سيدي الرئيس.. لن نموت دون شرف ولن نعيش بدون شرف" ولكن أحد المعلقين أخبرهم "إن كلمات الثناء والبطولة والتقدير، لن تطعمهم الخبز".

تقرير المركز المجلس الأطلسي

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات