"فقدت البوصلة".. الميليشيات الإيرانية في العراق تعترف بعجزها لمواجهة أمريكا

"فقدت البوصلة".. الميليشيات الإيرانية في العراق تعترف بعجزها لمواجهة أمريكا
قال قادة في المليشيات الشيعية في العراق المدعومة من إيران لموقع ميديل إيست آي، إنهم غير قادرين على الرد العسكري واستهداف القوات الأمريكية في العراق بفعالية، وذلك بعد مقتل اثنين من أبرز قياداتهم الأسبوع الماضي.

وكانت الولايات المتحدة استهدفت قائد قوة القدس، قاسم سليماني، ونائب الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندي، عبر طائرة مسيرة أطلقت ثلاثة صواريخ موجهة استهدفت سياراتهم بالقرب من مطار بغداد.

وأدت العملية إلى إغضاب معظم الفصائل العراقية المسلحة، وقالت القيادات إن العملية تعتبر "انتهاكاً لقواعد الاشتباك المعترف بها دولياً وتحدياً مباشراً لهم في بلدهم". وتعهدوا بالرد العسكري واستهداف جميع القوات الأمريكية المنتشرة في العراق.

وأعلن القيادي البارز في الحشد الشعبي، قيس الخزعلي، يوم الأربعاء، أنه حان الوقت "لرد عراقي"، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي إيراني استهدف قواعد عسكرية عراقية تستضيف القوات الأمريكية. وأضاف "إن الرد لن يقل عن حجم الرد الإيراني".

وبحسب المصادر التي تحدثت للموقع، اجتمع قائد الحرس الثوري الإيراني مع القيادات الشيعية العربية في اجتماع دام لمدة أربع ساعات، وذلك قبل أن تنفذ إيران هجومها مساء الأربعاء بغية النظر في الخطوات التالية على حسب الرد الأمريكي.

ولكن المشكلة، وذلك بحسب القيادات التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن أسمائها، أن مقتل سليماني والمهندس شل قدرتهم على التخطيط وبالتالي لن يتمكنوا من توجيه أي ضربات حقيقة للأمريكيين.

فقدان البوصلة

وقال قيادي مقرب من سليماني والمهندس: "ما حدث كان مفاجأة وكابوسا. خسرنا رجلين في الوقت نفسه، الأمر الذي صدمنا جميعاً.. الطريقة التي قتلوا فيها، المكان والتوقيت، كلها عوامل مروعة، مؤلمة ومرعبة".

ويعتبر سليماني بالنسبة لهذه الفصائل "البطل الملهم" أما المهندس فهو "عراب المقاتلين العراقيين" ومؤسس معظم الفصائل الشيعية. لقد كانا بمثابة أعمدة هذه الفصائل، هم المسؤولون عن التوجيهات، والاستراتيجيات، ووضع الخطط. بمقتلهم فقدت الفصائل ثقتها بنفسها وقدرتها على العمل.

وقال سياسي شيعي بارز: "الفصائل المدعومة من إيران هي جماعات تنفذ الأوامر بدون إبداء أي رأي. هؤلاء، ليس لديهم مشروع خاص بهم.. إن مشروعهم العقائدي الذي يقولون إنهم يتبنوه هو مشروع خيالي، غير واقعي، ويفتقر إلى الحدود الجغرافية وأي جدول زمني. حدود هذا المشروع حددها سليماني والمهندس على الدوام".

وأشار السياسي الذي تحدث هو أيضاً شريطة عدم الكشف عن اسمه إلى أن هذه الفصائل "عملت على محورين: أبو مهدي (المهندس) وسليماني، وكلاهما يمثلان الولي الفقيه (علي خامنئي). كان كلا الرجلين بمثابة عامل لضخ الثقة بالنفس لهؤلاء، حيث وضعوا الأهداف وحددوا الغايات".

وأضاف "المشكلة الآن، هي أن علاقة الفصائل مع الرجل كانت علاقة شخصية ومباشرة. ومع غياب المهندس وسليماني، فقدت هذه الفصائل توازنها، والبوصلة التي تحدد وجهتها".

ضابط الإيقاع

يعتبر المهندس منذ الثمانينات واحداً من أهم الرجال المطلوبين لأمريكا، لتورطه في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في فرنسا والكويت. ويعتبر كذلك رجل إيران في العراق.

ويعرف باسم نائب الحشد الشعبي على الرغم من أنه لم يشغل منصباً حكومياً رسمياً منذ أيلول بعدما أعاد رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، هيكلة الحشد عرض حينها على المهندس منصب رئيس أركان الحشد، ولكنه رفض قرار رئيس الوزراء واستمر في منصبه وكأن شيء لم يكن.

وعجزت الحكومة العراقية للسيطرة عليه، وحتى مع تجريده رسمياً من صلاحياته المالية والإدارية، بقي يتمتع بنفوذ كبير داخل فصائل الحشد. في المقابل، وللحفاظ على نفوذه، رفض المهندس تقاسم السلطة وأزال أي شخصية قوية قد تنافسه داخل الحشد وكان يعرف عنه بأنه ديكتاتور.

وقال أحد قادة فصائل الحشد، إن المهندس عرف كيف يتعامل مع الفصائل، كان يوجههم بالطريقة التي يراها، ويرغمهم على فعل ما يريده. وأضاف "احتفظ بجميع الصلاحيات المالية، والإدارية، والعسكرية" ونتيجة لذلك أصبح من شبه المستحيل استبداله.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات