لماذا بدأت القوات الأجنبية بمغادرة العراق؟

لماذا بدأت القوات الأجنبية بمغادرة العراق؟
بدأ حلف الناتو سحب قواته المتواجدة في المنطقة الخضراء في بغداد ونقلها لمواقع أخرى في العراق وذلك بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.

وقال مسؤول في الحلف تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه "كل خطوة نقوم بها تصب لضمان سلامة أمن عناصرنا". وأشار إلى أن الحلف قد علق مؤقتاً عمليات تدريب القوات العراقية واتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية العاملين في العراق بما في ذلك "البدء بنقل بعض العناصر، بشكل مؤقت، إلى مواقع مختلفة داخل وخارج العراق".

وقال مسؤولون عسكريون إن الانسحاب قد بدأ فعلاً حيث قامت الطائرات المروحية بإجلاء الموجة الأولى وذلك خلال اليومين الماضيين.

وتتركز مهمة الناتو في العراق على تدريب قوات الامن العراقية ومحاربة تنظيم داعش إلا أن تداعيات مقتل قاسم سليماني دفعت الناتو لإعادة ترتيب أورقه داخل العراق خوفاً من تصعيد إيراني محتمل.

وأشار المسؤول إلى استعداد الناتو "مواصلة التدريب وبناء القدرات العسكرية ولكن عندما يسمح لنا الوضع بذلك".

وفي إجراء مشابه أعلنت كندا يوم الثلاثاء نقل بعض أفرادها العسكريين من العراق إلى الكويت. وقال رئيس الأركان الكندي، جوناثان فانس، مبرراً سحب القوات "نقوم بهذه الخطوة لضمان سلامتهم وأمنهم".

وكانت ألمانيا قد أعلنت كذلك سحباً مؤقتاً لجميع أفرادها العسكريين المتواجدين في كردستان العراق باتجاه الأردن والكويت وذلك بعد إعلان التحالف الدولي لمحاربة داعش بتوقيف عملياته العسكرية بسبب مخاوف أمنية.

إصرار على إخراج القوات

وقال المتحدث العسكري الألماني إن القوات العسكرية تم نقلها إلى خارج البلاد مشيراً إلى أنه كان من المقرر سحبها قبل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكنه في الوقت ذاته أكد على أن هذه القوات لن يتم استبدالها حتى إشعار آخر.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أن الرسالة التي تم تداولها يوم أمس حول إعلان الجيش الأمريكي الانسحاب من العراق هي بمثابة إعلان رسمي حتى بعد أن أعلن مسؤولو البنتاغون عدم صحة الانسحاب.

ويشوب غموض حول الرسالة التي تم تداولها يوم أمس والموجهة للحكومة العراقية لتعلمها بأن "القوات الامريكية ستعيد التموضع" في العراق حيث قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارك ميلي، إن الرسالة عبارة عن مسودة، وهي غير موقعة، ولم يكن مقرراً نشرها رسمياً.

إلا أن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء العراقي يرفضون الاعتراف بتصريحات ميلي رسمياً ويطالبون واشنطن بوضع جدول زمني للانسحاب.

وقال مسؤول عراقي لواشنطن بوست "نحن لا نتعامل مع التصريحات الصادر عن وسائل الإعلام" في إشارة للمؤتمر الصحفي الذي عقده ميلي يوم الإثنين.

مداولات حول عقوبات جديدة

وقال المسؤول إن العراق سيتعامل رسمياً مع الرسالة التي تلقاها ويتصرف بناء عليها على الرغم من ان الرسالة ذاتها لم تسلم على النحو المعمول بها رسمياً باللغتين العربية والانجليزية بل صدرت عن الحكومة العراقية بترجمة مختلفة عن المسودة الأساسية التي تم إرسالها باللغة الإنجليزية.

وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن وزارتي الخزانة والبيت الأبيض يخططون لفرض عقوبات اقتصادية على العراق إذا ما ضغط لإخراج القوات الامريكية. وأشار المسؤولون إلى أن المحادثات حول فرض العقوبات ما تزال أولية حيث لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.

وأكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبراين، التقرير الذي أوردته فورن بولسي يوم أمس حول رفض الولايات المتحدة منح وزير الخارجية الإيراني مجمد جواد ظريف تأشيرة دخول لحضور اجتماع لمجلس الأمن هذا الأسبوع.

وقال أوبراين خلال لقائه مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن وزير الخارجية مايك بومبيو "لا يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لقدوم ظريف إلى الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن بومبيو أطلع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على القرار الأمريكي. بدوره سخر ظريف من القرار قائلاً "ليس لديهم الوقت الكافي لمراجعة طلبي".

ويتعين على الولايات المتحدة، كدولة مضيفة لمقر الأمم المتحدة، منح تأشيرات دخول للدبلوماسيين الأجانب وذلك بموجب الاتفاقية التي تم توقيها في 1947.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات