أين تتمركز الميليشيات الإيرانية في محيط إدلب؟

أين تتمركز الميليشيات الإيرانية في محيط إدلب؟
شهدت محافظة إدلب خلال الشهر الماضي معارك عنيفة بين الفصائل وميليشيا أسد المدعومة من روسيا، في حين كانت مشاركة الميليشيات الإيرانية شبه معدومة خلال هذه المعركة رغم كثرة تواجدها بالمنطقة وانتشار معسكراتها بالقرب من ادلب.

وأكّد مصدر عسكري تابع للجبهة الوطنية للتحرير (رفض ذكر اسمه) لأورينت نت أن الميليشيات الايرانية وميليشيا أسد التابعة لها استقدمت بعض تعزيزاتها لمنطقة ريف ادلب الشرقي وريف حلب الجنوبي خلال الآونة الأخيرة، وبدأت فرق الاستطلاع الخاصة بها بسطع المنطقة، بالتزامن مع وصول مجموعات من قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد والموالية لإيران إلى حلب، حسب نفس المصدر.

"مطار أبو الظهور"

وبحسب وحدة الرصد 80، يُعتبر مطار "أبو الظهور" العسكري أهم القواعد الإيرانية في ادلب بالآونة الأخيرة، وهذا ما أكده المرصد أبو أمين التابع لوحدة الرصد 80 لأورينت نت بقوله "منذ عشرة أيام تقريباً حطّت طائرة يوشن ايرانية بمطار حماة العسكري وبداخلها ميليشيات ايرانية قادمة من جنوب دمشق ومن ثم تم نقلها إلى مطار أبو الظهور لتعزيز معسكرها ضمن المطار، والذي يُعتبر من أكبر القواعد الايرانية بريف ادلب الشرقي".

بينما اعتبر الخبير العسكري المقدم محمود العليوي أن مطار "أبو الظهور" سيكون مركز تخطيط وانطلاق معارك الميليشيات الايرانية باتجاه مدينة سراقب والوصول للطريق الدولي M5 بحال حصل ذلك، وأضاف العليوي لأورينت نت "غرفة عمليات الميليشيات الايرانية تتواجد حالياً داخل مطار أبو الظهور العسكري، وهي المسؤولة عن عمليات الرصد والتخطيط للهجمات المتفرقة الحاصة أحيانا بالقرب من محور أبو ظهور".

وأشار العليوي إلى أن، "الميليشيات الايرانية عملت على جعل مطار أبو ظهور قاعدة عسكرية لها منذ سنتين، لذلك وضعت فيه كل قدراتها العسكرية واللوجيستية والتي تتيح لها فتح معارك باتجاه داخل محافظة ادلب، وكذلك لقرب المطار من المعسكرات الايرانية جنوب حلب".

معسكرات ريف ادلب الشرقي

كما ذكر المصدر العسكري التابع للجبهة الوطنية للتحرير أهم القواعد والمعسكرات الايرانية المتواجدة بريف ادلب الشرقي، وقال المصدر لأورينت نت "بالإضافة لمطار أبو الظهور العسكري هناك عدة معسكرات وقواعد إيرانية شرقيّ ادلب، تنتشر هذه القواعد في بلدة "سنجار" وقرية "مغارة ميرزا" بالإضافة إلى بلدات التمانعة والزرزور ".

ونوّه المصدر إلى أن، "الميليشيات الايرانية انسحبت من بعض معسكراتها المتواجدة بريف حماة الشرقي خلال الأشهر الأخيرة وتمركزت بمعسكرات ريف ادلب الشرقي خاصة بمحيط سنجار وداخل مطار أبو الظهور، مما يُبيّن نيّة هذه الميليشيات بفتح معارك جديدة باتجاه محافظة ادلب، ولكن حتى اللحظة لم تأخذ قرارها".

قواعد ايران جنوب حلب

تتمركز الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب منذ عدة سنوات حتى أنها أنشأت قواعد تُعتبر نقطة الانطلاق لأغلب معارك هذه الميليشيات في حلب وادلب والرقة حتى دير الزور، ويُعتبر قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" الذي قتلته أمريكا مؤخراً هو مؤسس هذه القواعد والمُشرف عليها.

وتابع المصدر العسكري ذكره لأهم القواعد الايرانية بالقرب من ادلب قائلاً، "تُعتبر قواعد الميليشيات الايرانية المتواجدة جنوب حلب من أهم وأخطر القواعد في سوريا، حيث يُشرف عليها كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس، وتضم مجموعات من نخب حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وفيلق القدس الايراني، ومجهزة هذه القواعد بأهم الأسلحة وطيران الاستطلاع، وأهم هذه القواعد جبل عزّان الذي انطلقت منه الصواريخ الباليستية التي استهدفت مخيم قاح ومدينة سرمين حيث أودت بحياة العشرات من المدنيين".

فيما ذكر مسؤول وحدة الرصد 80 أن، "معسكر "خلصة" التابع لميليشيا ايران من أكبر المعسكرات الايرانية جنوب حلب، بالإضافة لمعسكر الأكاديمية العسكرية ومعسكر السفيرة بالقرب من حلب، وكذلك معسكر البراغيثي الذي وصلته التعزيزات الايرانية الأخيرة، كما وصلت لهذه المعسكرات قوات "الغيث" التابعة للفرقة الرابعة للمشاركة بالعمل العسكري وتعزيز المحاور جنوب حلب وشرقي ادلب".

شروط ايرانية للمشاركة

كشف موقع "إيران انسايدر" أن ايران اشترطت على روسيا عدة شروط مقابل مشاركتها في معارك ادلب الأخيرة، ومن أهم هذه الشروط تخلي روسيا بشكل مبدئي عن جنوب سوريا لصالح ايران.

بينما أكد المصدر العسكري التابع للجبهة الوطنية للتحرير أن، "الميليشيات الإيرانية لم تُشارك بمعارك ريف ادلب الشرقي حتى اللحظة بعكس معركة جنوب ادلب التي جرت منذ عدة شهور، ولكن بالأيام الماضية عندما لاحظت الميليشيات الإيرانية تقدم قوات الاحتلال الروسي والميليشيات الموالية لها باتجاه المناطق القريبة من سيطرتها، عملت على قطع الطريق على هذه القوات وفتحت عدة معارك صغيرة باتجاه قرى "فروان والبرسة وأبو جريف"، وبالتالي فرض سيطرتها على المناطق القريبة من انتشارها".

وأوضح الخبير العسكري العليوي لأورينت نت أن، "الميليشيات الايرانية لم تُعلن مشاركتها حتى اللحظة بمعركة ادلب رغم كل الحشود التي أحضرتها، وذلك لعدة أسباب منها الشروط الايرانية والمكاسب التي ستحققها من مشاركتها، وأهم تلك الشروط هو زيادة التنسيق الروسي الايراني في سوريا وحماية روسيا للمصالح الايرانية بسوريا، بالإضافة لضمان عدم استهداف معسكراتها من قبل اسرائيل بحال شاركت بمعركة ادلب".

وأضاف العليوي، "وبعد مقتل قاسم سليماني الذي كان من المفروض أن يُشرف على أي عمل عسكري باتجاه ادلب ومناطق ريف حلب الغربي، سيتم تأخير العمل العسكري الايراني على تلك المناطق إلا بحال استشعروا أن الروس سيسيطرون على مناطق بالقرب من نفوذهم وبالتالي سيقررون السيطرة هم عليها، ولهذا نجد أن المنطقة الممتدة من شمال سنجار حتى مداخل مدينة حلب الجنوبية لا يوجد أي تواجد روسي أو موالي لها بتلك المنطقة، وإنما هي مناطق نفوذ ايرانية بحتة وهي المسؤولة عن المشاركة فيها بأي عمل عسكري باتجاه ادلب والطرق الدولية المارة فيها".

ولذلك اعتبر العليوي أن مشاركة الميليشيات الايرانية بمعركة ادلب ستُحددها المكاسب الايرانية والرضوخ الروسي لها، وإلا ستكون مشاركتها محدودة وحسب قُرب عمليات الاشتباك من مناطق نفوذها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات