نيويورك تايمز: التصعيد الإيراني الأمريكي في العراق دخل أولى مراحله

نيويورك تايمز: التصعيد الإيراني الأمريكي في العراق دخل أولى مراحله
قالت افتتاحية التحرير في صحيفة نيويورك تايمز، إن التصعيد الأخير الذي يشهده العراق يسير على عكس رغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي أراد تجنب حروب الشرق الأوسط؛ إلا أن النشاط الإيراني دفعه للرد من خلال تنفيذ غارة جوية استهدفت كتائب "حزب الله" العراقية في سوريا والعراق.

ويأتي الرد الأمريكي بعد حوالي ستة أشهر من التصعيد العسكري الذي تشنه الميليشيات الشيعية التابعة لإيران ضد القوات الأمريكية والذي أدى إلى مقتل مواطن أمريكي في الأسبوع الماضي.

وأشارت افتتاحية الصحيفة إلى أن محرك المظاهرات التي استهدفت السفارة الامريكية في بغداد، هم قادة المليشيات التابعة لإيران، الذين تعهدوا بالانتقام والرد على الغارة الأمريكية.

ويسعى ترامب ما أمكن لتجنب أي نزاع عسكري مع إيران، حيث ألغى ضربة جوية في حزيران كانت مخصصة لضرب إيران رداً على إسقاطها الطائرة المُسيرة الامريكية، إلا أنه وعندما يتعلق الأمر بقتل المواطنين الأمريكيين فعلى ترامب التحرك عسكرياً ليرسل إشارة إلى إيران مفادها، أن قتل الأمريكيين العسكريين أو أولئك الذين يعملون في العراق لن يتم التسامح معه.

وشككت الصحيفة في أن تشكل الضربة العسكرية التي استهدفت كتائب "حزب الله" رادعاً لإيران، خصوصاً أن ميليشياتها تسعى للتصعيد.

وتعتبر الكتائب من أقوى الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وتعمل تحت غطاء قوات الحشد الشعبي وتتلقى تمويلاً حكومياً وتسعى على الأغلب لتحويل الأنظار عن المظاهرات الشعبية التي يشهدها العراق من خلال التصعيد مع الولايات المتحدة التي تبقي حوالي 5,000 عسكري في البلاد.

شبح بنغازي

وصعد ترامب من التهديد الذي يوجهه لإيران، وقال رداً على اقتحام مجمع السفارة في بغداد: "تتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن الخسائر في الأرواح أو عن الأضرار التي ستلحق بمرافق السفارة. سيدفع الإيرانيون الثمن باهظاً! هذا ليس تحذيراً إنما تهديد".

وعقد ترامب على ضوء الهجوم اجتماعاً مع مستشاريه، ووافق فيما بعد على إرسال قوات أمريكية من المارينز ومروحيتين من طراز أباتشي لضمان أمن السفارة، وغرد لاحقاً على موقع تويتر "السفارة الأمريكية في العراق آمنة، تم تأمينها منذ ساعات!".

ومن ثم أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، عن إرسال 750 عسكريا إلى المنطقة "كإجراء وقائي يناسب مستويات التهديد المتزايدة التي تشهدها منشآت الولايات المتحدة وأفرادها في بغداد".

وعقد السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، اجتماعاً مع ترامب، وقال بعد انتهائه، إن ترامب عازم على "ألا نشهد بنغازي أخرى في فترة ولايته" في إشارة إلى هجوم 2012 والذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين حيث يحمل الجمهوريون إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما مسؤولية الحادث. وأكد ترامب لاحقاً على أن السفارة في مأمن في تغريدة له عبر تويتر قال فيها "عكس ما حصل في بنغازي!".

تلاشي الحلول الدبلوماسية

وقال غراهام "الهدف هو عدم التصعيد، ولكن هذا الهدف يحتاج إلى طرفين لتحقيقه" في إشارة إلى رغبة الإيرانيين في وقف الاعتداء. وأشار إلى أن ترامب وفريقه للأمن القومي "ناقشوا خيارات عديدة" لن يقوم بكشفها.

من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن أحد المسؤولين الأمريكيين والذين يعملون حالياً ضمن فريق ترامب: "أؤكد لكم 100% إن الرئيس لا يرغب خوض صرع جديد في الشرق الأوسط في 2020".

وقال كريستوفر هيل، السفير الأمريكي السابق لدى العراق: "أول شيء علينا التفكير به هو تحقيق الاستقرار للحكومة العراقية وعدم ممارسة المزيد من الضغوط عليها.. إن استمرار الأوضاع غير مستقرة في العراق ستغرقنا بطريقة أو بأخرى".

وقال ريان كروكر، والذي عمل أيضاً كسفير سابق في العراق "يرسل ترامب العديد من الإشارات المختلفة" من الممكن أن تكون إيران غير قادرة على تفسيرها.

وأشار كركور في حديثه مع واشنطن بوست إلى أن احتمال تدهور الأوضاع نحو صراع مع إيران يمكن أن يحدث بسبب سوء التقديرات. معتبراً إرسال طائرات إف-16 استخداماً عالياً للقوة، وربما يفرض على إيران "رداً مرتفعاً للغاية".

وقال باري ماكافري، الجنرال السابق في الجيش الأمريكي والذي خدم في العراق، إن إيران لا يمكنها التراجع بسبب العقوبات القاسية المفروضة عليها وأشار إلى أن "زيادة الضغط ستولد الانفجار".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات