أورينت الإنسانية تقدم خدماتها للنازحين في إدلب في ظل تقصير كبير للمنظمات الأممية

تعيش محافظة إدلب كارثة إنسانية نتيجة الهجمة الشرسة التي تشنها ميليشيا أسد الطائفية والاحتلال الروسي على مدن وبلدات الريف الجنوبي والشرقي، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين إلى مناطق لا تتوافر فيها مقومات الحياة، وسط تقصير كبير من قبل منظمات الأمم المتحدة.

مساعدة النازحين

وقال الدكتور أنس السيد عيسى مسؤول التنسيق في مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية، إنه مع بدء الهجمة على ريف إدلب أطلقت المؤسسة حملة من أجل مساعدة النازحين، حيث تم تجهيز 6 سيارات للاستجابة السريعة مع كوادر مختصة بهدف زيارة المخيمات وفحص الأهالي وتوزيع المكملات الغذائية، بالإضافة إلى تجهيز سيارتين إحالة مهمتهما نقل المرضى إلى المشافي الطبية القريبة من المخيمات.

وأضاف السيد عيسى أن مؤسسة أورينت الإنسانية وزعت على المشافي في إدلب وريف حلب في شهر كانون الأول الحالي حوالي 45 جهاز "مونيتور" متطور (يتم وضعه في غرف العناية المشددة والعمليات وحاضنات الأطفال لمتابعة ومراقبة حالات المرضى) بالإضافة إلى توزيع أجهزة "أوكسي متر" وكراسي طبية.

وأشار إلى أنه تم توزيع كميات كبيرة من الأدوية منها "أدوية الأمراض المزمنة والسرطانات وبعض الأمراض المناعية"، على أكثر من 10 مراكز طبية في إدلب وريفها، منوها إلى أنه لدى المؤسسة صيدلية خيرية وهي الوحيدة في مدينة إدلب اسمها صيدلية "آية الخيرية".

وأوضح مسؤول التنسيق في مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية أن قيمة هذه المساعدات الطبية تتجاوز تقريبا 7 مليون دولار.

وذكر أن المؤسسة وزعت على النازحين أيضا سلل غذائية وسلل نظافة تضم مواد لتعقيم المياه بالإضافة إلى مواد التنظيف وغيرها، كما أقامت المؤسسة حملة ضد "القمل" المنتشر في بعض المخيمات وتقديم "الشامبو" الخاص للقضاء على هذه الحشرة الطفيلية.

تقصير من منظمات الأمم المتحدة

وعن عمل المنظمات الإنسانية الأخرى، قال السيد عيسى إن هناك تقصيرا كبيرا من قبل جميع منظمات الأمم المتحدة بما فيها "أوتشا" والمنظمات الدولية والمحلية، موضحا أن هذا التقصير يتجلى في قلة الخدمات التي تقدمها حيث لا تتجاوز ما تقدمه هذه المنظمات الـ 10 بالمئة من الحاجات الضرورية للنازحين.

ولفت إلى أنه كان على منظمة الأمم المتحدة والتي لديها علم مسبق أنه سينزح هذا العدد الكبير من الناس في حال هجوم نظام الأسد وروسيا على المنطقة، أن تعد العدة والخطط لتقديم الخدمات، ولكن هذا لم يحدث.

وأكد أن مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية تحاول تقديم ما تستطيع لمساعدة النازحين، ولكنها غير قادرة ولا جميع المنظمات الأخرى أن تلبي حاجات النازحين لأنه لأول مرة في التاريخ ينزح خلال سنة واحدة مليون شخص.

أوضاع كارثية

وتابع قائلاً: هناك تقريبا 400 ألف إنسان تم تهجيرهم في شهرين فقط، وحوالي 80 بالمئة منهم يعيشون في العراء بسبب عدم توفر المأوى حيث يجلسون بين الأشجار، وسط ظروف جوية سيئة.

ونوه إلى أن النازحين لا سيما النساء يشتكون من غياب دورات المياه، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وغياب الخدمات الصحية، مؤكدا أنه لا يجب أن نغفل موضوع التعليم وحرمان الطلاب من الدراسة بسبب تشريد أعداد كبيرة منهم.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت مؤخرا عن تشريد أكثر من 140 ألف طفل من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، جراء القصف على المنطقة.

في حين أكد فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيان له أمس السبت، أن أعداد النازحين الفارين جراء الأعمال العسكرية من قبل ميليشيا أسد وروسيا في المنطقة المنزوعة السلاح والمناطق المجاورة لها، بلغت أكثر من 48 ألف عائلة (264,028 نسمة).

يشار إلى أن أعدادا كبيرة من المدنيين قتلوا بفعل الحملة العسكرية الأخيرة التي تشنها ميليشيا أسد والاحتلال الروسي على ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، منذ أكثر من شهر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات