ومن أبرز الطرق التي اعتمدت عليها روسيا مؤخراً الزجّ بالقوات الخاصة التابعة لها، وإشراكها في المعارك الدائرة ضد الفصائل بمحافظة إدلب، وقد أوكل الروس لتلك القوات المزودة بمعدات عسكرية متطورة مهام التسلل الليلي على مواقع الثوار، والعمل على إيقاع أكبر كمّ من الخسائر الممكنة بين صفوف الفصائل ثم الانسحاب بعد إنجاز المهام أو جزء منها.
حيث نجحت القوات الروسية من خلال بعض المحاولات في إيقاع أضرار بشرية بين الفصائل، نظراً لكون العناصر المهاجمة مدربين منذ أمد بعيد على تلك الهجمات، إلى جانب وفرة المعدات الليلية وامتلاك كل جندي مهاجم لمنظار ليلي يمكنه من رؤية مقاتلي الفصائل بشكل واضح.
ويقول مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لأورينت إن:" الفصائل المقاتلة سرعان ما أبطلت مفعول الهجمات التي كانت تشنها القوات الخاصة الروسية، وأفشلت محاولات تسللاتها باستمرار، فضلاً عن قتل وجرح جنود مشاركين في تلك العمليات، الأمر الذي أفشل خطط الروس وحساباتهم، وأكسب الفصائل مزيداً من الخبرة في التعامل مع ثاني أقوى جيش في العالم".
إفشال المحاولات الروسية
وأضاف المصدر" خلال أشهر قليلة ماضية تم إفشال 6 هجمات للقوات الروسية الخاصة على محاور مختلفة في ريفَيْ حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي، وقتل وجرح عناصر من تلك القوات أولى تلك الهجمات الروسية الفاشلة والتي مُني بها المهاجمون بخسائر بشرية ونتج عنها قتل وجرح عناصر من القوات الروسية، بعد إيقاعهم بكمين أثناء محاولتهم التسلل على نقاط عسكرية في منطقة "المشاريع" في سهل الغاب بريف حماة الغربي".
وأشار المصدر إلى أنه خلال شهر أب قامت الفصائل بإفشال محاولة تقدُّم ثانية لتلك القوات على محور "الحاكورة" غرب حماة، كما قامت في الشهر ذاته بقتل وجرح عناصر للقوات ذاتها كانوا مزودين بمعدات خاصة بالرؤية الليلية وكواتم الصوت، وذلك بعد محاولة منهم للتقدم على محور "تل دم" جنوب شرق إدلب.
خسائر القوات الروسية
وخسرت القوات الروسية في محاولتها السادسة في الرابع من شهر أيلول الماضي في محور "إعجاز" بريف إدلب الجنوبي الشرقي أيضاً عدداً من القتلى والجرحى، وذلك من خلال استخدام مقاتلي "الجبهة الوطنية للتحرير" الموجودين في المنطقة أساليب قتالية متطورة في التعامل مع العناصر المهاجمة، خاصة أن الأخيرين كانوا تحت مراقبة طائرات الاستطلاع في الجبهة إلى حين وصولهم إلى نقطة الصفر ووقوعهم بكمين أرداهم بين قتيل وجريح.
يقول الصحفي محمد بلعاس لأورينت نت : "قامت قوات الأسد بالفترة الماضية باستقدام تعزيزات ضخمة إلى الريف الجنوبي الشرقي لإدلب شملت دبابات ومدافع ميدانية وميليشيات من مقاتلي حزب الله والفصائل العراقية للسيطرة على الريف الشرقي، حيث سيطرت على عدة قرى تحت ضغط القصف الجوي والمدفعي وذلك بهدف الوصول للطريق الدولي".
وأضاف "فصائل الثوار قامت بفتح محاور جديدة من محور اعجاز ومحور اسطبلات وسيطرت على 4 قرى في هذا الوقت انكفأت قوات الأسد عن التقدم في هذا المحور، حيث بدأت تشتت هذه القوات بالتصدي لهجوم الفصائل، حيث إن هذا العمل العسكري أجبر النظام على أن يكون مدافعاً بعد أن كان مهاجماً في هذه المحاور".
استراتجية الروس
وأشار البلعاس إلى أن الفصائل استطاعت كشف استراتيجية الروس في الهجمات الليلية التي تعتمد على الأسلحة الليلية بالإضافة إلى التقاط أنفاسها في الريف الشرقي وتعزيز قواتها على كافة المحاور، وتدعيمها بالأسلحة الثقيلة بهدف منع أي تقدم لقوات الأسد والهجوم على مناطق من جديد.
من جهته يقول العميد المنشق محمد الخالد لأورينت نت" استطاعت القوات الروسية بالتسلل عدة مرات في الأشهر السابقة من خلال الهجوم بأسلحة كاتمة للصوت وميليشيات مدربة على الهجمات الليلية، بعد تدعيمها بخرائط عسكرية والاستطلاع لكشف مواقع الثوار حيث إن هذه الهجمات أرهقت مقاتلي الفصائل في جبهات ريف إدلب".
وأضاف "في الآونة الأخيرة ظهرت مقاطع فيديو للفصائل تظهر حصولهم على مناظير ليلية حديثة تمكنهم من كشف الهجمات الليلية للميليشيات الروسية، مما أوقعهم في كمائن كثيرة سقط من خلالها العشرات من الميليشيات الروسية بالإضافة إلى منع الاختراق العسكري الذي حققه الروس في الأونة الأخيرة في جبهات ريف إدلب الشرقي ومنطقة ريف خان شيخون".
التعليقات (0)