ما دلالات قرار الحجز الاحتياطي على أموال "طريف الأخرس"؟

ما دلالات قرار الحجز الاحتياطي على أموال "طريف الأخرس"؟
بررت مديرية الجمارك العامة التابعة لنظام الأسد قرارها بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال "طريف الأخرس" عم أسماء زوجة بشار، بالإضافة إلى أبنائه، بحجة التخلف عن دفع الرسوم و الغرامات.

وقال المحلل الاقتصادي "يونس الكريم " لـ "أورينت نت"، إن الرجل يعد بمثابة الذراع الاستثمارية لأسماء الأسد عبر مجموعة شركات منها (الأخرس، سولينا للزيوت، ترانس بيتون، سامبا للأيس الكريم، الشرق الأوسط لصناعة السكر..) إضافة إلى احتكاره تجارة العديد من المواد الغذائية والفرص الاستثمارية.

محاولة يائسة 

من جهته، أشار رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا "أسامة قاضي" إلى أن نظام الأسد حاليا يقع تحت الضغوط الروسية الإيرانية لدفع ما يترتب عيه من ديون وخزينة الدولة فارغة ولا يوجد موارد للاعتماد عليها، لذلك يلجأ إلى الاقتراب من الملفات الخطيرة  لحيتان الفساد ويحاول اقتطاع ما يمكن اقتطاعه".

وأضاف "القاضي" أن هذه الحركات الاستعراضية  لن تفيد وضعا اقتصاديا بهذه الدرجة من السوء.

بينما يرى "الكريم" أن تكرار عمليات الحجز على أموال حيتان الفساد المقربين من دائرة النظام باختلاف ولاءاتهم تدلل على وجود صراع أجنحة منقسمة بين روسيا من جهة وإيران من جهة أخرى إضافة إلى جناح الحرس القديم (النظام البعثي) وهو صراع مستمر ومحتدم للسيطرة على مقدرات البلد، فروسيا نالت حصتها، وكذلك إيران وما تزال المنافسة على أشدها.

وكانت وسائل إعلام لبنانية تحدثت في شهر أيلول /سبتمبر الماضي عن تعرض مرهف ابن طريف الأخرس لعملية خطف ضمن الحدود اللبنانية، وذكرت زوجته بأنها قد تلقت اتصالاً من منطقة "البقاع الشرقي" يطالبها بدفع مبلغ 2مليون دولار كفدية مقابل الإفراج عنه، ومن المعلوم أن هذه المنطقة تقع تحت سيطرة حزب الله اللبناني.

ولفت "الكريم" إلى أن عملية الخطف لها دلالات كبيرة، وأن الخطوة الأخيرة (الحجز الاحتياطي) يقصد بها أسماء الأسد مباشرة لأن طريف محسوب عليها، خاصة أنها في وقت سابق أطلقت ما اسمته حملة لمكافحة الفساد واستهدفت المحسوبين على ماهر الأسد (بيت مخلوف وغيرهم ) .

وفي هذا الإطار يؤكد تقرير لتايمز البريطانية وجود خلافات حادة بين بشار وأخيه ماهر المقرب من إيران، ويضيف أن روسيا وإيران غير متوافقتين في سوريا وأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الخلافات بين رأس النظام وشقيقه.

و هنا يبين المحلل الاقتصادي "يونس الكريم" أن قرار الحجز الاحتياطي عن أموال رجل الأعمال طريف الأخرس وأبنائه والشركات التابعة له هو دليل إضافي على الصراع المحتدم  بين أجنحة النظام، حيث إن روسيا تدعم التيار الموالي لأسماء الأسد الذي يقف بمواجهة تيار الحرس القديم المتمثل خصوصا برامي ووالده محمد مخلوف، لذلك ساعدت روسيا زوجة رأس النظام لإصدار قرار بإيقاف الحجز، وهذا ما حصل بالفعل .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات