ما غاية روسيا من الاستيلاء على مطار القامشلي؟

ما غاية روسيا من الاستيلاء على مطار القامشلي؟
كشفت وسائل اعلام روسية عن استيلاء روسيا على مطار القامشلي شمال شرق سوريا مؤخراً، بالوقت الذي تحدثت فيه وزارة الدفاع الروسية عن نيّتها البقاء طويلاً ضمن المطار ولفترة قد تصل لـ 49 عاماً، رغم أن المطار يقع ضمن المناطق القريبة من السيطرة الأمريكية، مما قد يُسبب مزيداً من التوتر في المنطقة.

ووفق مصادر خاصة لأورينت نت فإن قوات الاحتلال الروسي أرسلت أكثر من 200 جندي وما يُقارب 80 آلية عسكرية إلى مطار القامشلي الذي كانت تُسيطر عليه ميليشيا أسد الطائفية، كما نشرت هذه القوات منظومة الدفاع الجوي من طراز "بانتسير" لتفادي أي هجوم جوي على المطار، بالإضافة لذلك تمّ ارسال عدة طائرات مروحية هجومية للمطار بينما يتم تجهيز أرضية المطار لتكون صالحة للطائرات الحربية.

تعزيز الوجود الروسي شرق الفرات

خلال الشهرين الماضيين، تمكنت قوات الاحتلال الروسي من السيطرة على عدة نقاط ومعسكرات، والإشراف على مناطق شاسعة تقع شرق الفرات على إثر عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي والجيش الوطني السوري ضد ميليشيات قسد الانفصالية.

وبهذا السياق، يقول الخبير العسكري المقدم أحمد العطار لأورينت نت، "تسعى روسيا لتعزيز تواجدها شرق الفرات بعد أن سنحت لها الفرصة بوضع قدمها في تلك المنطقة مؤخراً، ولا يُمكنها التعزيز دون سيطرتها على مطار القامشلي لعدة أسباب أهمها نقل الجنود التابعين لها من المركز الرئيسي في حميميم أو من روسيا إلى منطقة شرق الفرات، بالإضافة لنقل العتاد ولهذا يحتاج الاحتلال الروسي لميناء جوي بتلك المنطقة".

ويُضيف المقدم العطار، "نوعية العتاد والجنود الذين وصلوا للمطار وانتشروا فيه يعني أن فترة إقامتهم طويلة، وبالتالي سيكون الوجود الروسي بشرق الفرات لعديد السنوات ولن يكون مؤقتاً كما أشاع البعض، وحتى بحال انسحبت روسيا من مناطق أخرى فإنها لن تنسحب من مطار القامشلي وبعض النقاط الهامة بتلك المنطقة لأنها ذات طابع استراتيجي لها، وبهم يُمكنها تعزيز موطئ قدمها بتلك المنطقة ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لروسيا".

منافسة الأمريكان والتحالف الدولي

يقع مطار القامشلي بأقصى الشمال الشرقي لسوريا وبالقرب من الحدود السورية العراقية التركية، وعلى بُعد عدة كيلومترات من القواعد الأمريكية والتركية بالمنطقة.

وبحسب اللواء المنشقّ محمد حاج علي فإن روسيا تسعى جاهدةً لتكون بالقرب من مواقع الأمريكان والتحالف الدولي، موضحاً حاج علي لأورينت نت أن "روسيا ترغب دائماً بأن تكون قواعدها بالقرب من القواعد الأمريكية وقواعد التحالف الدولي لرصد تحركاتهم والتنصّت عليهم وإجراء ما يلزم لمنافستهم واتخاذ بعض التدابير الأخرى، كي لا تكون المنطقة خاصة بهم وإنما للروس حصة وتواجد فيها".

وهذا ما أكده كذلك الخبير العسكري العميد أحمد رحال لأورينت نت بقوله، "غاية روسيا من السيطرة على مطار القامشلي هي جعل المطار قاعدةً لها في شمال شرق سوريا، وذلك من أجل مواجهة الوجود الأمريكي بتلك المنطقة ولمراقبة الوجود التركي الذي سيطر مؤخراً على بعض المناطق هناك، وبالتالي يكون لروسيا دور المنافسة بتلك المنطقة وليس فقط دور المراقب أو الشرطي".

وبحسب بعض المصادر العسكرية، نشرت القوات الروسية داخل مطار القامشلي منظومة صواريخ أرض- جو متوسطة المدى (بانتسير) قادرة على مراقبة المجال الجوي شرق الفرات وشمال العراق وجنوب تركيا، والاشتباك مع الأهداف التي تعتبرها معادية كصواريخ الكروز والطائرات المُسيّرة، وبالتالي تعقّب النشاط العسكري الأمريكي في سوريا والعراق وضمان مصالح روسيا الجيوسياسية مستقبلاً.

أهمية اقتصادية

بينما الإعلامي الكُردي رودي حسو يرى أن الهدف الرئيسي لاستيلاء روسيا على مطار القامشلي هو سبب اقتصادي بحت، ويعتبر حسو أن "لروسيا عدة غايات وأهداف من سيطرتها على مطار القامشلي شمال شرق سوريا، أهم هذه الأهداف هو الهدف الاقتصادي عبر السيطرة على آبار النفط والغاز في المنطقة بحال سنحت لها الفرصة بعد خروج القوات الأمريكية من المنطقة وانسحابها".

ويُشير الإعلامي رودي حسو خلال حديثه لأورينت نت إلى أن، "منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا غنيّة بالموارد الاقتصادية وهذا ما يجعل الجميع يتصارع عليها، ويُريد السيطرة عليها ولهذا روسيا بدأت بإرسال مئات العناصر والضباط لتلك المنطقة والعمل على تجهيز المنازل لهم، مما يعني طول البقاء لهم بتلك المنطقة والاستفادة من خيراتها ومواردها".

مركز مصالحة على غرار "حميميم"

اجتمع خلال الأيام الأخيرة نائب بشار الأسد للشؤون الأمنية اللواء علي مملوك مع زعماء العشائر في القامشلي والحسكة، وكان الاجتماع داخل صالات مطار القامشلي، وذلك بالتزامن مع اجتماع الروس مع قيادات ميليشيا قسد داخل المطار، بُغية ايجاد حلول تصالحية برعاية روسية.

وبهذا الجانب، يقول رئيس تحرير موقع زمان الحدث الكردي رودي حسو لأورينت نت، "تهدف روسيا لجعل مطار القامشلي مركزاً للمصالحة على غرار مطار حميميم وتحقيق بعض المكاسب السياسية والعسكرية بالمنطقة، وبالتالي بسط هيمنتها على المنطقة وعلى كوادر حزب العمال الكردستاني وقيادات ميليشيا PYD وإجبارهم على تنفيذ مخططات الاحتلال الروسي شرق الفرات".

 وتابع حسو، "ومن مهام الروس القائمين على مطار القامشلي، تنظيم اللقاء والتحاور بين ميليشيا أسد والميليشيات الكردية، والعمل على توحيد جهودهم بما يخدم المصالح الروسية أولاً ثم مصالح هذه الميليشيات من الطرفين، وهذا ما أكدته بعض اللقاءات والتصريحات الروسية والتي تعهدت بتوحيد جهود تلك الميليشيات وتكفّلت بوضع أسس تصبّ بمصلحة الطرفين وربما الاندماج لاحقاً".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات