وتركزت عمليات الاعتقال المستمرة منذ ما يقارب الشهرين على الميليشيات وقادتها بمختلف مسمياتها وتوجهاتها، فيما كان الحدث الأبرز هو سيطرة ميليشيا آل بري على حلب الشرقية بعلم ودراية من الروس الذين أخذوا وضع المتفرج خلال قيام الميليشيا بالاستيلاء على مقرات الميليشيات الأخرى في المنطقة.
8 ضباط رهن الاعتقال
وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "أمن أسد اعتقل 8 ضباط برتب عالية من أفرعه الأمنية ومن اختصاصات عدة بتهم شتى كان على رأسها اتهامات بالفساد وتوظيف السلطة الممنوحة لارتكاب مخالفات تهدد أمن البلاد، إضافة لتهم أخرى تتعلق بتشكيل ميليشيات خاصة وتسخير مقدرات الدولة العامة للمصلحة الشخصية وغيرها من التهم حيث تم اقتياد الضباط الثمانية من أفرعهم بعد اعتقالهم من قبل دوريات الشرطة العسكرية التي بدورها جردتهم من رتبهم قبل اعتقالهم، مشيرة إلى أن قوة أخرى يعتقد أنها تابعة للوحدات الخاصة كانت برفقة الشرطة العسكرية خلال عملية الاعتقال، في وقت تحدثت فيه مصادر أخرى عن أوامر روسية بإقصاء ضباط بعينهم من تلك الأفرع بل والقضاء على سطوتهم لاسيما وأنه تبين بأن هؤلاء الضباط على صلة وثيقة وكانوا من أبرز المقربين للإيرانيين منذ دخولهم المدينة عام 2012، قبل أن يغير بعضهم (توجهه) ليعمل لصالح الروس لاحقاً.
وأضافت: "عرف من الضباط الذين تم اعتقالهم كلٌ من (اسماعيل كيالي/عقيد وضابط ارتباط في فرع أمن الدولة - منيف الصبوح مقدم في الأمن العسكري ويشغل منصب محقق في الفرع - لؤي خزندار/محقق في أمن الدولة برتبة عقيد - سليمان بركات/مقدم في الأمن الجوي - رضوان توتنجي/ وهو أعلى رتبة تم اعتقالها ويشغل منصب عميد في فرع المداهمة بحلب ورئيس مفرزة التحقيق فيه - نصر عبد العال/رائد في المحكمة العسكرية - 3 ضباط آخرين مجهولي الاسم تتراوح رتبهم بين مقدم ورائد)، حيث تم توجيه ذات التهم للجميع واعتقالهم بعد تجريدهم من رتبهم.
ما علاقة قادة الميلشيات؟
ووفقاً للمصادر فإن عمليات الاعتقال جاءت بعد اعتقال قادة الميليشيات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث ترى المصادر أن عمليات الاعتقال جاءت بعد اعترافات ربما أدلى بها هؤلاء، فيما رجحت مصادر أخرى أن عمليات الاعتقال كانت مبيتة وتنتظر أمراً لتنفيذها بعد جمع المعلومات عن كل ضابط على حده, ورغبة نظام أسد بالتخلص منهم وإنهاء عملهم بعد أن أصبحوا يشكلون خطراً على القوى الرئيسية في المدينة وخاصة الروس الذين بدؤوا يتجهون لمنح ميزان القوى لطرف واحد يخضع لسيطرتهم ومدعوم من قبلهم.
وذكرت المصادر أن "اعترافات القيادي في ميليشيا العساسنة والذي تم اعتقاله قبل شهر تقريباً "حسن حريبل"، هي سبب الاعتقال لاسيما وأنه تبين بأن (حريبل) على علاقة وطيدة مع عدد من هؤلاء وتربطه معهم صداقة وأعمال أخرى على حد تعبيرها".
وقبل أيام هاجمت ميليشيا (آل بري) المدعومة روسياً مقرات لميليشيات أخرى كـ (الباقر وتجمعات العساسنة) في عدد من أحياء حلب الشرقية وسيطرت عليها وسط انتشار مكثف لها في المنطقة، وذلك بعلم وموافقة من الاحتلال الروسي بالدرجة الأولى الذي فيما يبدو بدأ يتجه للإبقاء على قوة واحدة في حلب تضمن له مصالحه وبأقل التكاليف الممكنة.
التعليقات (0)