شركات روسية وصينية تروّج للسياحة بالأماكن المدمرة في سوريا

شركات روسية وصينية تروّج للسياحة بالأماكن المدمرة في سوريا
قالت صحيفة الغارديان إن شركات صينية وروسية تروّج لرحلات داخل الأماكن المدمرة في سوريا فيما بات يعرف باسم السياحة السوداء، حيث تقدم الشركات السياحية عروضاً مالية تتضمن وجهات مدمرة تماماً مثل حلب الشرقية التي سيطر عليها النظام في 2016 بعد معركة استمرت أربع سنوات.

ومن بين هذه الشركات (Young Pioneer Tours)، التي تقع في الصين وتقدم رحلة لحلب الشرقية بتكلفة 1,695 دولار للشخص الواحد، لا تتضمن تذكرة الطيران، ولا رسوم التأشيرة أو تأمين السفر. وتعمل الشركة بالتعاون مع نظام الأسد الذي يقدم الحماية للازمة للسياح القادمين.

وتحاول هذه الشركات التوجه نحو السياح الناطقين بالإنجليزية كما هو مبين من إعلاناتها، مستغلة فضولهم لاستكشاف البلد الذي دخل عامه التاسع في حرب لم تنته بعد.

وكتبت إحدى الشركات "ستختلطون مع السكان المحليين وتزورون كذلك القرى المدمرة" كما جاء في إعلانها لزيارة سوريا على موقعها الإلكتروني.

استغلال دمار الحرب

ولا تنصح معظم الحكومات الغربية مواطنيها  بالسفر إلى سوريا لأسباب أمنية، فيما تستمر المعارك العسكرية في شمال سوريا الذي قتل فيها ما لا يقل عن نصف مليون شخص ونزح أكثر من نصف سكانها البالغ تعدادهم 22 مليون قبل الحرب.

ومع استعادة النظام لمناطق من سوريا عسكرياً، تسعى هذه الشركات لتصوير البلاد على إنها مكان هادئ وآمن ومفتوح مرة أخرى للأعمال التجارية بما في ذلك السياحة.

وتشهد البلاد كذلك غارات جوية إسرائيلية شبه منتظمة، مع الحرب في الشمال. وتنتشر عمليات الاختطاف داخل أماكن سيطرة النظام مع عودة أجهزة الأمن للاعتقال والتعذيب إلا أن هذه الحقائق تبقى على ما يبدو بعيدة عن فضول السياح المغامرين.

وتستغرق هذه الرحلات أسبوعاً في دمشق القديمة، وقلعة الحصن التي تعود للقرن الحادي عشر. وتشمل كذلك زيارة الآثار الرومانية في تدمر التي تتعرض لهجمات مستمرة منذ تنظيم داعش الذي طُرد منها في 2017.

انتقادات بالتطبيع

ويتم تنظيم الرحلة في بيروت قبل الانتقال براً إلى سوريا لاستكشاف مناطقها. وقال جوني وورد، مدون السفر الإيرلندي والذي يقود حالياً مجموعات سياحية صغيرة إن رحلتهم تستغرق 5 أيام فقط.

وقال مبرراً عمله "إذا سافرنا فقط إلى بلدان لديها سجل نظيف في سياساتها الداخلية والخارجية، إلى أين نذهب؟" ومن ثم تساءل "هل يتم انتقاد الرحلات إلى فيغاس؟ أو بكين؟ أو سكة حديد سيبيريا؟ أعتقد أن السياحة في جذورها تغذي بالدورات أولئك المحتاجين".

وينتقد العديد من المراقبين هذه الزيارات لأنها تسعى للتطبيع مع النظام عبر إظهار سوريا على أنها آمنة ومستقرة وعلى أن الحرب فيها قد انتهت.

وبحسب صحيفة التايمز، استقبلت إحدى الشركات الروسية 50 سائحاً هذا العام، حيث تقدم رحلة تستمر لمدة ثمانية أيام. فيما تخطط شركة تدعى (Miracle) لإرسال 15 سائحاً في آذار العام المقبل.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات