لماذا تسعى القوى المتصارعة "شرق الفرات" للسيطرة على مدينة عين العرب؟

لماذا تسعى القوى المتصارعة "شرق الفرات" للسيطرة على مدينة عين العرب؟
احتدم الصراع مؤخراً حول مدينة "عين العرب" الواقعة شرق الفرات، وذلك بين القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" السوري من جهة وميليشيا "قسد" وقوات الاحتلال الروسي مع ميليشيا أسد من جهة أخرى، إضافة للجانب الأمريكي الذي انسحب جزئياً من تلك المنطقة، إذ يأتي ذلك بُغية السيطرة عليها وقطع الطريق على الطرف الآخر لما لها من أهمية لدى جميع الأطراف.

وكانت القوات الأمريكية انسحبت من قاعدتيّ مطار "صرين" و"خراب عشق" غربيّ مدينة عين العرب، لتعود وتنتشر بنفس المنطقة، خوفاً من فقدان السيطرة عليها بالكامل، وذلك بعد انتشار القوات الروسية وميليشيا أسد داخل المدينة لساعات ثم انسحابهم لخارجها، بالتزامن مع محاولات القوات التركية و"الجيش الوطني" السوري المتكررة لطرد ميليشيات قسد التي تتخذها معسكراً لها وفيها أغلب قياداتها.

أهمية مدينة عين العرب

وعن أهمية مدينة عين العرب وريفها، يقول الناشط الكردي إبراهيم عثمان لأورينت نت: "تقع مدينة عين العرب شرق نهر الفرات بحوالي 25 كم وبالقرب من الحدود التركية، لذلك جعل موقعها الاستراتيجي كافة الأطراف المتصارعة شرق الفرات تهتم بهذه المدنية مع ريفها كوْنها تربط شرق الفرات مع غربه".

ويضيف عثمان "ضمن تقاسم النفوذ الحالي، الكل يحتاج السيطرة على هذه المنطقة، فالأتراك يريدون وصل المناطق التي سيطروا عليها شرق الفرات مع جرابلس الواقعة غرب الفرات، والروس مع ميليشيا أسد يريدون السيطرة عليها لقطع الطرق الواصلة لمناطق الجيش الوطني بين شرق الفرات وغربه، وأما ميليشيا قسد فتريد المحافظة عليها، لتكون جسراً إلى منبج التي تُسيطر عليها واستكمالاً لمشروعها الانفصالي".

وأشار الناشط الكردي إلى أن الأمريكان هم أقل المهتمين بهذه المنطقة، لعدم وجود النفط فيها، ومع ذلك لم ينسحبوا بشكل كامل منها لتكون ورقةً بيدهم بالضغط على كافة الأطراف، ولتكون قريبة من معسكراتها شرق الفرات وغربه.

تعطيل المشروع الانفصالي

تُعتبر مدينة عين العرب ثاني المدن الكردية من حيث التواجد الكردي فيها بعد القامشلي، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من قياديي ميليشيا حزب PKK ينحدرون من هذه المدينة، وغالبيتهم قاتل الأتراك خلال العقود الأخيرة ولديهم مشروعهم الانفصالي الخاص.

وفي هذا السياق، يرى المقدم أحمد العطار، أن سيطرة تركيا و"الجيش الوطني" على عين العرب سيقطع الطريق أمام الميليشيات الانفصالية من تنفيذ مشروعها الذي يمتد شمال سوريا وتتوسطه منطقة عين العرب.

وتابع العطار خلال حديثه مع الأورينت نت قائلاً: "عين العرب فيها أهم معسكرات ميليشيا قسد، وكذلك فيها أهم القيادات الكردية والتي كانت تُقاتل بجانب، عبد الله أوجلان، المُعتقل لدى تركيا منذ عشرين عاماً، ولذلك السيطرة عليها لها مدلولها عند الأتراك وفصائل الجيش الوطني السوري، لمنع وتعطيل المشروع الانفصالي الذي تتبناه ميليشيا قسد والميليشيات الكردية".

لا منطقة آمنة بدونها!

ويعتبر العطار أن "معركة نبع السلام لن تحقق مبتغاها ما لم تُسيطر على مدينة عين العرب، لأنها تصل ضفتيّ المنطقة الآمنة شرق الفرات مع غربها، وبالتالي فإن السيطرة عليها ستتيح لتركيا قطع الطريق أمام المشروع الانفصالي للميليشيات الكردية، فإن سيطرة ميليشيا أسد أو الوحدات الكردية عليها سيقطع الطريق أمام إنشاء المنطقة الآمنة التي ذكرتها تركيا مراراً".

وبناءً على ذلك، يؤكد العطار، أن "تركيا لن تستغني عن مدينة عين العرب وريفها بسهولة، لأنها تعلم أنه لا فائدة من المنطقة الآمنة دونها، وكذلك القوات الروسية وميليشيا أسد تسعى جاهدة للسيطرة على المدينة بشتى الوسائل لتقطع الطريق أمام تركيا حول المنطقة الآمنة وكذلك وصول هذه الميليشيات للحدود التركية".

أهميتها الاقتصادية

بالمقابل، يذهب الدكتور أحمد الشمسي إلى أن "الأهمية الاقتصادية" و"الموقع الاستراتيجي" جعل من عين العرب وجهةً لكل الأطراف الدولية والمحلية للسيطرة عليها.

وأوضح الشمسي لأورينت نت قائلاً: "تقع عين العرب بالقرب من نهر الفرات وتُعتبر قناةً لجرّ مياه الشرب لشرق الفرات، كما تحوي المنطقة على أهم الجسور التي تربط شرق الفرات بغربه، وبالتالي تُعتبر ممراً تجارياً هاماً، يُضاف إلى ذلك كله أنها الطريق الوحيد لعبور المحروقات من شرق الفرات إلى غربه، ولذلك هي أهم الموارد والمعابر التجارية والاقتصادية والخدمية بالمنطقة".

وعين العرب - وفقاً للشمسي - لها "أهميتها المعنوية" عند التحالف الدولي وكافة الدول المتصارعة في سوريا، وكذلك أهميتها للفصائل والميليشيات الانفصالية كوْن اسم "كوباني" اشتهر أكثر من كل المدن السورية منذ معارك تنظيم داعش بداخلها عام 2014، ولذلك السيطرة عليها سيكون له مدلوله الخاص ألا وهو مكافحة الإرهاب والقضاء على كل المشاريع الخاصة بهذا الإرهاب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات