هل كشفت الوثائق المسربة أسماء جميع عملاء إيران في العراق؟

ما الذي تنتظرُه إيران لقطع ِعلاقاتِها مع العراق واستدعاءِ سفيرِها ؟ سفارَتُها أُحرقت .. وشعاراتُ المتظاهرين كلُّها شتائمُ و اِهاناتٌ لطهران.. ولعناتُ العراقيين تطالُ خميني و خامنئي و سليماني و أجدادَهم ونسلَهم .. ومع ذلك لم تقطع إيران علاقتَها مع العراق .. أتعرفون لماذا ؟ لأنها تعتبرُ العراق إحدى محميّاتِها .. وليس دولة ًذاتَ سيادة ..

اليوم.. 700 وثيقة ٍإيرانية استخباراتية سرية حصلت عليها نيويورك تايمز و انترسيبت .. تكشف على نحو ٍمفصل مدى السيطرةِ الإيرانية على العراق و دور عملائِها ووكلائِها في الحفاظ عليه كدولةٍ عميلة.. طيّعةٍ لأمرها ..

تُظهرُ الوثائقُ أن دورَ قاسم سليماني في العراق يتجاوزُ ترتيبَ التحالفاتِ بين القوى السياسية .. فقدِ استطاعَ بناءَ شبكةِ عملاءَ و جواسيس زرعَها في جميع المؤسساتِ السياسية و الاقتصادية و حتى الدينية .. ووفقا للتسريبات فإنَّ عملية َجرفِ الصخر وغيرَها من الأعمال ِالدموية كانت بقرار ٍإيراني ..

وما تتحدثُ عنه الوثائق هو ماحصلَ في عامي 2014 و 2015 فقط .. أما الأعوامُ التي تلتها فنستطيعُ أن نؤكدَ أنها كانت حفلة َ ارتماءٍ كبيرة من قياداتٍ و شخصيات سنية في الحضن الإيراني من سليم الجبوري الذي تم رميُه سابقا .. إلى محمد الحلبوسي و إياد السامرائي وقتيبة الجبوري و خميس الخنجر و طلال الزوبعي و جماعةِ الحزبِ الاسلامي و غيرِهم الكثير .. وهذه الشخصياتُ أشدُّ عمالة ًو خيانة من غيرها .. لأنها تريدُ أن تُثبتَ ولاءَها بأي ِشكل .. حتى ولو كان ذلك على حسابِ وطنِها و أبناءِ جلدتها من العربِ السنة .. هؤلاءِ الذين دمرت إيران مدنَهم بكاملها من الموصل الى تكريت و الفلوجة و الأنبار .. كلُّه كان بتواطئ ٍمن هذه الشخصياتِ العميلة و الدنيئة .. التي لم ولن يمرَّ على تاريخ العراق كعمالَتِها و انحطاطِها .. و الخيانة أعلى مراحل ِالفساد ..

متوَقعة ٌهي هذه التسريبات .. وليست مفاجِئة .. و الجديدُ فيها هو فضح ُدورِ كلِ شخص .. و عندما تكون موثّقة ًعلى يدِ طرفٍ ثالث تكونُ مُفرِحة .. كي لايرحمَ العراقيون أحدا من عملائهم .. وكي لايضعوا لهم خطَّ رجعة .. وكي لايعودوا إلى بيوتِهم قبل أن يقتلعوهم عن بكرةِ أبيهم .. ويسحلوهم في شوارع بغداد .. مِنَ القابع ِعلى كرسيه عادل عبد المهدي .. إلى المجرم الطائفي نوري المالكي .. إلى فردتي حذاء قاسم سليماني: فالح الفياض و أبو مهدي المهندس .. إلى الإرهابي هادي العامري ..إلى الإرهابي الآخر قيس الخزعلي وسامحونا على تقصيرنا في تعدادِ باقي العملاءِ و الخونة و المرتزقة فهم كثيرون ولا وقتَ لتعدادِهم كلِهم ..

كل ما نشرته النيويورك تايمز ليس اكثرَ من شهادةٍ متأخرة عما يقولُه العراقيون منذ ُعام 2003 ومنذ أن سُلمَ العراق لحفنةِ اللصوص و الخونة و الجواسيس .. لكنَّ توقيتَ النشرِ ينمُّ عن شيءٍ خفي.. ربما سيظهرُ قريبا ..

- فلماذا يُفرَجُ عن هذه التسريباتِ في هذا الوقت ؟

- وهل ما نشرته سبقٌ صحفي؟ هل هناك أحدٌ في العالم لايعرف أن إيران تهيمِين على العراق بالكامل ؟و أن لارئيسَ حكومة للعراق دون أن توافقَ عليه طهران ؟ و أنّه ما من مسؤول .. شيعي أو سني .. وصلَ إلى السلطة في العراق إلا بموافقةِ طهران ؟

- هل الافراجُ عن هذه المعلوماتِ يعني أن إيران انتهى أمرُها بالعراق؟ و أنَّ صحوة َالشعبِ العراقي لارجعة َعنها ؟

- هل بدأت واشنطن بإضعاف النفوذ ِالايراني عبرَ اِعادةِ تشكيل ِنظام ٍفي العراق ؟

- لماذا لم تتحدث تسريباتُ نيويورك تايمز عن العلاقة الوطيدةِ بين أمريكا و طهران في حكم العراق ؟  لماذا أغفلت التسريباتُ الانتهاكاتِ الأمريكية في العراق و العبثَ بشعبِه و مستقبلِه و تسليمه لطهران ؟ وهل كانت طهران لتتغولَ هكذا في العراق لولا أن تركت لها واشنطن الحبلَ على الغارب؟

- ولكن هل تلامُ إيران وهي الدولة ُالتوسعية ُالساعية الى بسطِ سيطرتِها و هيمنتها و نفوذِها على دول المنطقة ؟ ألا يجبُ أن توجّهَ أصابعَ اللوم إلى الدول العربية المتخاذلة التي سمحت لقاسم سليماني و غيرِه بالتلاعب بمصائرنا ؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات