بالأرقام.. جنون في الأسعار وحلول غائبة مع استمرار انهيار الليرة السورية

بالأرقام.. جنون في الأسعار وحلول غائبة مع استمرار انهيار الليرة السورية
انحدرت الليرة السورية إلى أدنى مستوياتها منذ 70 عاما بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، ووصل سعر الصرف حتى لحظة إعداد هذا التقرير إلى أكثر من 720 ليرة سورية للدولار الواحد، ليكون أدنى سعر للصرف تشهده الليرة السورية عبر تاريخها.

أسباب متعددة 

وأوضح الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية "(عدنان عبد الرزاق) "أن أبرز أسباب تدهور سعر الصرف هو الخلل الكبير في الميزان التجاري السوري لأن قدرة الإنتاج المحلي مدمرة بشكل كبير، فالطلب على الواردات مرتفع جدا بينما الصادرات شبه معدومة".

وقال عبد الرزاق لأورينت نت، إن تخلي البنك المركزي التابع لنظام أسد عن دعم  الليرة سبب أزمة كبيرة، وذلك بسبب شح القطع الأجنبي المتبقي في المصرف المركزي".

و أضاف أن الثورات الشعبية المشتعلة في العراق و لبنان خاصة كان لها دور بارز في تراجع الليرة لأسباب اقتصادية ونفسية، ولا سيما أن الكثير من المستثمرين السوريين لديهم إيداعات دولارية تفوق ال30 مليار دولار في لبنان".  

وبدوره ذكر المحلل الاقتصادي يونس الكريم أن استحواذ روسيا وإيران على قطاعات اقتصادية وسيادية هامة من بينها الموانئ والطرقات والسكك الحديدية أفقد النظام إمكانية التحكم بالقطع الأجنبي وحماية الليرة".

حالة تخبط وذعر

وإثر هذا التدهور الحاد، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية  بشكل هستيري في دمشق وباقي مناطق سيطرة نظام أسد ، تزامن ذلك مع انعدام القدرة الشرائية للناس.

وأوضح "رجل صيرفة وتاجر عملات الدمشقي" طلب عدم ذكر اسمه" جوهر  المشكلة يعود إلى تخلي المصرف المركزي التابع للنظام عن دعم السوق المحلي بالدولار، ما سبب أزمة خانقة وحالة ذعر كبيرة، لأن عدم التدخل يعني أنه عاجز. 

ارتفاع جنوني للأسعار

موجة الغلاء طالت كل شيء، وأتت على الأخضر واليابس حسب "تاجر جملة دمشقي"، "و تحولت سوق الخضروات و الفواكه إلى ما يشبه سوق البورصة، فسجل سعر كيلو البطاطا 520والبندورة 425 و كيلو الفاصوليا 725، وكيلو الرمان 650 و البرتقال فاكهة الشتاء 475".

ويقول أبو معتز موظف متقاعد "أحيانا كثيرة أذهب الى السوق ولا أشتري شيئا، الأسعار بوادي ونحنا بوادي ،إذا كيلو الفروج ب 1600 بروح بقيس الطريق وبرجع" حسب تعبيره.

وأما أم ثائر وهي مدرسة رياضيات تبين أنها أصبحت تشتري المنتجات ذات النوعية السيئة مثل اللبن والجبن والزيت المغشوش، بوصفه أوفر وأرخص بنحو 200 إلى 300 ليرة مقارنة بالنوعيات الأخرى، مع علمها بأضرارها على عائلتها "لكن مافي بالإيد حيلة" بحسب قولها.

ويقول صاحب محل بيع اللحوم وسط دمشق أبو محي الدين "ما عم نعرف لا نبيع ولا نشتري ننام على سعر ونفيق على سعر".

أرقام ودلالات

تبعا "لتقديرات الأمم المتحدة"، فإن"سورية بحاجة إلى أكثر من 250 مليار دولار من أجل إعادة تحريك الاقتصاد"، وهو مبلغ لا تستعد إيران وروسيا، حليفتا نظام أسد إلى تقديمه”.

ووفق مؤشر قاسيون الاقتصادي "فإن تكلفة معيشة أسرة وسطية مكونة من 5 أشخاص وتقطن في دمشق تصل إلى نحو 325 ألف ليرة سورية، في  حين أن الدخل الشهري للموظف لا يتجاوز 40 الف ليرة سورية".

ومعظم من تواصلنا معه من الخبراء والمختصين وغيرهم، رجح استمرار مسلسل هبوط الليرة السورية لأن نظام أسد بات مفلسا ولا يمتلك أياً من مقومات الدعم النقدي، وهو "نظام يحاول عبر الاستدانة وتأجير مقدرات سوريا وسيادتها ليستمر على كرسي أبيه ليس إلا"، كما عبر الصحفي الاقتصادي عدنان عبد الرزاق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات