تعرف إلى معسكرات الاحتلال الروسي "شرق الفرات" ودورها في مستقبل المنطقة

تعرف إلى معسكرات الاحتلال الروسي "شرق الفرات" ودورها في مستقبل المنطقة
عزّزت القوات الروسية من انتشارها في منطقة "شرق الفرات" بعد الاجتماع الثنائي الذي جمع الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي منذ بضعة أسابيع، وأنشأت عدة معسكرات لها بالمنطقة الممتدة من منبج غرباً وحتى القامشلي شرقاً، مزوّدة تلك المعسكرات بعشرات المركبات الثقيلة وبمختلف أنواع الأسلحة.

وأكّدت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، أنها ستًرسل لمنطقة "شرق الفرات"، أكثر من 300 عنصر من الشرطة العسكرية و33 وحدة من المعدّات العسكرية، بالإضافة لكتيبتين من قواتها المتواجدة في سوريا، وتوزعهم على عدة معسكرات ونقاط ضمن المنطقة وبالقرب من الحدود السورية التركية؛ دون تبيان مهام ودور تلك المعسكرات في ظل الوجود العسكري التركي والأمريكي بهذه المنطقة.

مطار القامشلي

ولعلّ أهم المعسكرات الروسية طويلة الأمد في "شرق الفرات" سيكون مطار القامشلي، الذي تسعى روسيا لاستئجاره على غرار مطار دمشق الدولي، وتحويله لقاعدة عسكرية على شاكلة مطار حميميم, حسب كلام الخبير العسكري ،المقدّم حسين العيسى.

وأوضح العيسى في حديثه لأورينت نت، أن "القوات الروسية بدأت بتجهيز ساحة النادي الزراعي المجاور لمطار القامشلي، بالإضافة لتجهيز المطار وبعض الأبنية والساحات بداخله من أجل تموضعها فيه، ويبلغ عدد العناصر أكثر من 200، يُرافقهم ما يُقارب 50 سيارة ومدرعة".

وبحسب الخبير العسكري، فإن "القوات الروسية تعمل على استئجار مطار القامشلي كما فعلت بمطار دمشق وميناء طرطوس، ولهذا سيكون معسكرها في المطار من أكبر المعسكرات ومن أهمها، كوْنه يقع بالقرب من المعسكرات الأمريكية والحدود العراقية، إضافة لموقعه القريب من حقول النفط الهامة المتواجدة بتلك المنطقة، وهذا ما جعل روسيا تُرسل أحدث معداتها العسكرية والاستطلاعية لهذا المعسكر رغم حداثته وعدم استكماله بشكل كامل".

اللواء 93

كما انتشرت قوات روسية بالقرب من بلدة عين عيسى شمالي الرقة، وتحديداً في مقرّ اللواء 93 ، الذي كان يتبع لميليشيا أسد ثم تنقّل من يد تنظيم داعش إلى ميليشيا قسد، ليعود مؤخراً للقوات الروسية.

وحوْل هذا المعسكر, يقول الناشط، إبراهيم المسلم، لأورينت نت: "منطقة عين عيسى هامة جداً للجميع، لوقوعها على الطريق الدولي وعلى عقدة الطرق المؤدية إلى مدن عين العرب وتل أبيض، بالإضافة إلى غرب الفرات، ولذلك سعت روسيا لإنشاء أحد معسكراتها بتلك المنطقة فاختارت مقر اللواء 93 والذي كان معسكرا لميليشيات قسد مؤخراً".

وأضاف "نشرت القوات الروسية داخل معسكر اللواء أكثر من 40 آلية مصفّحة وما يُقارب 150 عنصراً، من بينهم عناصر من الشرطة العسكرية الشيشانية والروسية، وينطلق من هذا المعسكر بعض الدوريات المشتركة مع القوات التركية، وتعمل على تجهيز معسكر تدريبي داخل مقر اللواء".

معسكر "السعيدية"

وذكرت بعض المصادر لأورينت نت، أن قوات روسية تمركزت داخل قاعدة "السعيدية" غربيّ منبج، حيث كانت قاعدة أمريكية قبل الانسحاب منها، وضمّت هذه القاعدة عشرات عناصر الشرطة العسكرية الروسية.

وأكّد المقدم أحمد الحاجي لأورينت نت وصول أكثر من 100 عنصر من القوات الروسية لمحيط مدينة منبج شرقي حلب، وتموضعوا داخل قاعدة "السعيدية"، مشيراً إلى أنه "بعد الانسحاب الأمريكي من ريف منبج انتشرت القوات الروسية وشرطتها العسكرية حول المدينة بالتعاون مع ميليشيا قسد، ولذلك استلمت القاعدة وبعض القواعد والنقاط الأمريكية الأخرى التي كانت منتشرة حول منبج".

وأردف الحاجي "من بين تلك النقاط التي انتشرت فيها القوات الروسية كانت نقطة عون الدادات، والتي سلّمتها ميليشيا قسد لها، وانطلقت من هذه النقطة عدة دوريات لمحيط ريف جرابلس التابع للجيش الوطني السوري".

ما أهميتها؟

وفيما يخصّ دور هذه المعسكرات، يقول الخبير العسكري المقدّم حسين العيسى، إن "المعسكرات الروسية التي أنشأتها في منطقة شرق الفرات لها عدة أدوار، أهمها تطبيق اتفاق سوتشي الأخير من حيث إبعاد ميليشيا قسد عن الحدود التركية حوالي 30 كيلو متراً، وتسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة ضمن عرض 10 كم على طول الحدود السورية بتلك المنطقة".

ومن مهام أيضاً بحسب العيسى "أدوار مستقبلية طويلة الأمد، أبرزها السيطرة على المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا، والتي فيها أهم منابع النفط، وذلك بشرائها عقود مرافق هامة بالإضافة لعقد صفقات دولية مستقبلاً تخوّلها بالبقاء هناك والسيطرة على موارد تلك المنطقة، خاصةً أن المنطقة لم تعد مطمعاً أمريكياً في السنوات القادمة".

وأشار العيسى إلى أن القوات الروسية والقواعد الخاصة بها الواقعة شرق الفرات، وخاصة القريبة من الحدود السورية التركية، ستكون أداةً لتسليم ميليشيا أسد الطائفية آلاف الكيلومترات من مساحة سوريا دون أي خسائر، وهذا أصعب ما يُمكن تخيّله، حسب كلامه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات