"غير مهمة".. الأمريكيون يشككون بنتائج "الدستورية" التي تشارك فيها المعارضة المزورة

"غير مهمة".. الأمريكيون يشككون بنتائج "الدستورية" التي تشارك فيها المعارضة المزورة
قال تقرير لفورن بولسي، إن المسؤولين الأمريكيين لا يعتقدون أن اللجنة الدستورية ستنجح في أعمالها أو ستسفر عن نتائج ملموسة تنعكس على الأرض، بعد أن تحولت محادثات جنيف إلى محادثات باهتة غير مهمة، نتيجة لإعلان بشار الأسد نيته عدم الالتزام بأي اتفاق يصدر عن المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة "اللجنة الدستورية" التي تدعمها موسكو.

وقال مسؤول أمريكي في وزارة الخارجية: "المشكلة في أنه لا يوجد أي طرف يرى جدية في المفاوضات. النظام لن يتغير بسبب الضغط الممارس عليه، ولذلك ستقوم المعارضة بالانتظار، حتى لو كان ذلك يعني سنوات إلى أن يغادر ترامب منصبه".

ومع انتهاء المحادثات، يوم الجمعة الماضي، قال جير بيدرسون، المبعوث الخاص بالأمم المتحدة إلى سوريا، إن المحادثات كانت أفضل من المتوقع، معلناً عن اجتماع مقبل للجنة الدستورية في 25 من هذا الشهر.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن "اللجنة الدستورية ينظر لها على نطاق واسع بأنها خطوة واعدة، ومحدودة للأمام". وأشار آرون لوند، الزميل في مؤسسة القرن الأمريكية إلى أنه "ما يزال البعض يرى أن العملية القائمة ذات قيمة، وذلك فقط لأنها قائمة. والبعض الآخر، يأمل في أن تطلق محركا يكون خلفية للتفاهمات التي ستتم بين الجهات غير السورية".

شكوك حول بيدرسون

وتساءلت، دانا سترول، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن السبب الذي سيدفع النظام للتنازل قائلة: "لا أرى أي سبب يدفع الأسد للتغير من سلوكه المتبع في اجتماعات جنيف السابقة، خصوصاً بعدما انتقل إلى إجزاء من شمال وشرق سوريا بدون إطلاق رصاصة واحدة.. ما الحافز الذي سيدفعه لفعل ذلك؟".

وقال المسؤول الأمريكي الأول من وزارة الخارجية، إنه نتيجة الاختراقات في صفوف المعارضة، فإن "كل ما يفعله النظام، هو الجلوس وقراءة المقالات التي تتحدث عن تغلغل القاعدة، والجماعات الإرهابية الأخرى".

وفيما يأمل الدبلوماسيون الغربيون إخضاع النظام للتغيير عبر الضغط عليه مالياً من خلال ورقة إعادة الإعمار، يقول المطلعون إن موقف النظام لم يتغير منذ بدء المحادثات. وقال المسؤول الأمريكي: "لم تكن هناك جولة جادة من المفاوضات لحل النزاع السوري في جنيف.. النظام ماضي بتدميره البلد بأكمله، سيدمر دمشق وكل شيء آخر ولن يوافق على إجراء أي نوع من الإصلاح".

وكانت بريطانيا قد شككت سراً بجدوى تعيين بيدرسون، معتبرة أن ذلك من الممكن أن يرسل إشارة خاطئة تدل على انفتاح دبلوماسي غير موجود.

قناة التفاوض الأخيرة

ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، إن بيدرسون وفريقه ليسوا ساذجين، ويدركون أن جنيف لن تحقق سوى القليل، وإن نظام أسد لن يقدم تنازلات. وقال بيدرسون، في حديثه للصحفيين في 8 من الشهر الجاري، عقب الجولة الأولى من المحادثات "آمل بأن تكون اجتماعات اللجنة الدستورية بمثابة باب يفتح للعملية السياسية الأوسع في سوريا".

وكان نظام أسد قد تنصل من مندوبيه في اللجنة الدستورية، حيث أعلن في حواره الأخير مع وكالة سانا، أن أعضاء اللجنة ليس لهم السلطة اللازمة لفرض أي تفاهمات يتعهدون بها. وقال "الحكومة السورية ليست جزء من هذه المفاوضات". وأشار إلى أن الوفد الموالي للنظام "يمثل وجهة نظر الحكومة السورية" ولكنه لا يمتلك السلطة لفرض القرارات.

ورفض لوند، الزميل في مؤسسة القرن، ما يطرحه البعض حول نية النظام تقديم بعد التنازلات ليتم قبوله دولياً، قائلاً: "سيكون هذا صعباً تحت أي بند كان. عندما يكون الأسد يربح الحرب يطلب منه الذهاب إلى طاولة المفاوضات للحوار مع المعارضة التي لا تتحكم بأي نقطة أساسية في سوريا.. لماذا عليه فعل ذلك؟".

وقال ريتشارد غوان، مدير الأمم المتحدة للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: "قد تكون اللجنة الدستورية ورقة تين دبلوماسية، لكنها حالياً أفضل ورقة تين متاحة للأمم المتحدة..  ومع تغير الوضع العسكري على الأرض ربما تعتبر آخر طريق محتمل لمناقشة التسوية السياسية في المستقبل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات