وسط انقسام الشارع التركي.. ما أهميّة زيارة الرئيس أردوغان إلى أمريكا؟

وسط انقسام الشارع التركي.. ما أهميّة زيارة الرئيس أردوغان إلى أمريكا؟
انقسم الشارع التركي فيما يخص زيارة الرئيس "رجب طيب أردوغان" إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى رافض يرى في الزيارة إهانة للدولة التركية، وخصوصا بعد الرسالة التي كتبها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى نظيره التركي قبيل عملية نبع السلام، وآخر مؤيّد، يرى بأنّه على تركيا أن تطرح أوراقها العالقة فيما يخص عدد من الملفات مثل الإرهاب والمنطقة الآمنة وغيرهما.

"كمال كليجدار أوغلو" زعيم حزب الشعب الجمهوري، انتقد ورفض الزيارة، موضحا بأنّه على تركيا ألا تذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ردّا على الرسالة التي تمسّ بهيبة الدولة، على حدّ وصفه، مدّعيا بأنّ الرئيس أردوغان لا يدرك أهمية كرسي الرئاسة الذي يجلس عليه، والذي يمثّل من خلاله تركيا بأكملها.

ومن جانب آخر "دولت باهشلي" زعيم حزب الحركة القومية، أعرب عن تأييده للزيارة، واصفا إياها بالتاريخية، مؤكدا على أهميتها، قائلا: "إن اللقاء التاريخي الذي سيجمع السيد رئيس الجمهورية مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب يحمل أهمية كبيرة، وخصوصا في ظل المرحلة الصعبة التي تمرّ بها العلاقات الثنائية بين البلدين".

كيف قرأ الإعلام التركي الزيارة؟

أكّد "عبد القادر سيلفي" الإعلامي والكاتب لدى صحيفة حرييت على أهمية الزيارة، لافتا إلى أنّ الأجندة التي يحملها الرئيس أردوغان -هذه المرّة- إلى أمريكا،  أثقل من الأجندات التي حُملت في السابق، موضحا بأنّه سيتم مناقشة قضايا عدّة انطلاقا من الرسالة التي كتبها ترامب، وصولا إلى دعوة "مظلوم كوباني" إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد سيلفي على ضرورة متابعة سير العلاقات التركية-الأمريكية، وتقييمه بدم بارد، مضيفا: "أتوقع بأنّ الرئيسين سيحققان تقدّما ملحوظا في الاتفاقيات التي تُجرى، وذلك لأنّ الطرفين في كل مرة كانا ينجزان خطوة نحو الأمام في العلاقات، وعدم القيام بمثل هذا اللقاء هو الخطأ الكبير، لا القيام به".

مشاكل ستواجه تركيا

"سيدات أرغين" لفت في مقالة نشرتها صحيفة "حرييت" إلى أنّ عقد اللقاء في اليوم الذي ستبدأ فيه جلسات عزل ترامب المفتوحة، نذير بالمشاكل التي ستواجهها تركيا، وخصوصا أنّ تركيا تعوّل في علاقاتها مع أمريكا على الرئيس ترامب".

وتابع في الإطار نفسه: "نحن أمام ترامب الذي يواجه خطر العزل، وبالتالي تتقلّص قوته شيئا فشيئا، على الرغم من وقوفه خلف الاتفاقيات التي يجريها مع تركيا، إلا أننا لا نعلم فيما إذا كان سيتمكّن من التصدي للعقوبات الاقتصادية التي  قد تصدر عن الكونغرس الأمريكي، والذي ستكشفه لنا الأيام القادمة".

ما الذي ستطلبه أمريكا من تركيا؟

"ناغيهان ألجي" بدورها وصفت الزيارة بـ التاريخية، مشيرة إلى أنّ كلا من تركيا وأمريكا تعيشان أزمات تعدّ هي الأعمق منذ سنوات.

وذهبت الكاتبة إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ما ترغب به هو إبعاد أنقرة عن روسيا، والحيلولة دون شرائها لمنظومة إس-400، مردفة: "في حال اتخذت تركيا خطوة إلى الوراء في هذا الصدد، فإنّ أمريكا ستحل كافة المشاكل العالقة مع تركيا، باستثناء موضوع إعادة (فتح الله غولن)".

وبحسب ألجي فإنّ تركيا لن تتراجع عن شراء المنظومة، موضحة بأنّ الصفقة ستستمر، وأنّ كلّا من أنقرة وموسكو، ستحرصان على استمرارية العلاقات الثنائية بين الطرفين، وخصوصا فيما يتعلق بالملف السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات