صحيفة إسرائيلية تكشف عن الضغوط التي تتعرض لها إيران بسبب مظاهرات العراق

صحيفة إسرائيلية تكشف عن الضغوط التي تتعرض لها إيران بسبب مظاهرات العراق
قالت صحيفة هآرتس إن التحديات الجديدة التي تواجه إيران أدت إلى تراجع المخاطر التي تحدث عنها المسؤولون العسكريون الإسرائيليون عندما توقعوا أن إيران تحضر لمهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية.

ويأتي مصدر التحديات الجديدة من التظاهرات التي بدأت في العراق ولبنان ضد الحكومتين المدعومتين مباشرة من إيران حيث أدت هذه الاحتجاجات إلى رفع مستوى التوتر في الداخل الإيراني وانعكست مباشرة على قائد قوة القدس، قاسم سليماني.

ينشغل سليماني بالتظاهرات اليومية التي تتزايد في بغداد وبيروت مما يترك له مساحة قليلة للتخطيط وإدارة العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا والعراق ودول أخرى، الأمر الذي يدفعه لتأجيل خطته للانتقام من إسرائيل.

ومع التحرك الشعبي في الدول العربية ضد إيران يرى الحرس الثوري نفسه أمام تراجع أمريكي ملحوظ في المنطقة مع انعدام رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ أي إجراءات لمواجهة إيران التي أعلنت عن رقم قياسي جديد في انتهاك الاتفاق النووي.

حملة الضغط القصوى

كان من المفترض، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في أيار 2018، أن يؤدي الضغط الممارس على طهران للإطاحة بالنظام، أو هكذا اعتقدت إدارة ترامب، التي أعلنت على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو خطة من 12 بنداً تتركز على ممارسة أقصى درجات الضغط على طهران والتي من المفترض أن تؤدي بشكل غير مباشر لتفكك النظام الإيراني.

ولكن بعد عام ونصف من الحملة الأمريكية، تشير كل المعطيات إلى فشلها، وهذا سيعود بنتائج سلبية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعتمد بشكل كبير على ترامب.

وبحسب المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية، تمكنت إيران من تقصير الفترة التي بإمكانها تصنيع سلاح نووي إلى اقل من عام وذلك بعد أن فعلت أجهزة الطرد المركزي الجديدة والتي تعد أسرع من نظيرتها القديمة. وقامت كذلك بتجديد تخصيب اليورانيوم عن طريق ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي في باطن الأرض وداخل منشأة موقع فوردو النووية المعروفة بتحصينها القوي.

ورافق التطور النووي، اتجاه معاكس، حيث تتركز الاحتجاجات في العراق ولبنان على الدور الإيراني خصوصاً في العراق حيث قتل أكثر من 250 متظاهراً وجرح الآلاف على أيدي قناصة يعملون لصالح قوات الأمن والميليشيات الشيعية، بتشجيع إيراني.

تراجع التهديدات الإقليمية

ورأى الجنرال المتقاعد، إيهود إيفنتال، الباحث في معهد السياسات والإستراتيجية، إن الاحتجاجات أجبرت قادة المنطقة على مواصلة الدفاع عن أنظمتهم ونتيجة لذلك "من المتوقع أن تركز هذه الأنظمة انتباهها إلى الداخل على حساب الشؤون الخارجية. وأن تقوم بتشديد سيطرتها على وسائل المراقبة والقمع.. لأن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية الأساسية لم تحل بعد".

وبحسب إيفنتال، كانت إيران تستعد للمزيد من النفوذ قبل شهر من الآن، حيث أيدت على سبيل المثال، مطالب الميليشيات الشيعية بإجلاء ما تبقى من القوات الأمريكية من العراق إلا أن الأمور انعكست تماماً.

وقال إن "المصالح الإيرانية، في كل من العراق ولبنان، معرضة للخطر. حيث المطالب في العراق بإلغاء النظام الطائفي، يمثل تهديداً لنفوذ إيران ومصالحها. ويهدد بشكل واضح حزب الله، وسلاح المليشيات الشيعية التي تحولت لمشكلة نزاع داخلي".

وكانت الاستخبارات الإسرائيلية قد أصدرت تحذيراً من أن إيران قد قررت الرد بشكل حازم على أي هجوم إسرائيلي ووضعت خططاً لـ "تغيير المعادلة" وذلك بالاعتماد على هجوم تشنه ضد إسرائيل غرب العراق. 

وعلق إيفنتال بالقول "عندما تتعرض إيران وحلفاؤها في العراق للهجوم، ستواجه صعوبة في تنفيذ أي عملية إنتقامية من هناك" وأشار إلى أن التركيز الحالي يجب أن ينصب على المجال النووي وذلك "على حساب الاستفزازات الإقليمية ".

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات