فورن بولسي: لهذا السبب تريد واشنطن حرمان أسد وروسيا من حقول النفط السورية

فورن بولسي: لهذا السبب تريد واشنطن حرمان أسد وروسيا من حقول النفط السورية
قال تقرير لفورن بولسي، إن المسؤولين في البنتاغون يحاولون الدفاع عن قرارهم بنشر مئات الجنود الأمريكيين بصحبة العربات المدرعة لحراسة حقول النفط شمال شرق سوريا تحت حجة محاربة تنظيم داعش.

ويشكك العديد من الخبراء بشرعية هذا التواجد ومصداقيته؛ إلا أن المسؤولين يقولون إنه استكمال لنجاح مهمة الولايات المتحدة في سوريا عبر حرمان التنظيم من السيطرة على حقول النفط والاستفادة منها.

وقال المسؤولون في مؤتمر صحفي، إن المهمة الأساسية للولايات المتحدة لم تتغير، وذلك على الرغم من إقرار وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، بأن الجيش الأمريكي سيحمي حقول النفط من القوات الروسية وقوات النظام وليس فقط من تنظيم داعش.

ويقول المشككون، إن المهمة الأمريكية قد تغيرت تماماً بعدما أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات من الحدود السورية التركية قبل بدء العملية العسكرية شمال شرق سوريا في 9 تشرين الأول.

وقالت ميليسا دالتون، الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "المهمة الحقيقة والتفويض الذي بموجبه تعمل به قواتنا شمال شرق سوريا يزاد هشاشة مع مرور الوقت.. خصوصاً بعد الانسحاب الأخير، والانتقادات اللاذعة للعودة. ماهي المصداقية التي تخولنا بالاستمرار هناك؟".

إعادة نشر القوات

ويقاتل الجيش الأمريكي في سوريا بناء على التفويض القانوني الصادر عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية ضد الجماعات المسلحة غير الحكومية والمعروف باسم (AUMF). 

وبموجب هذا التفويض يمكن للقوات المسلحة الامريكية أن تحارب تنظيمي داعش والقاعدة؛ ولكن المشكلة ظهرت بعد أن أعلن ترامب هزيمة التنظيم وتعهد بسحب جميع القوات الامريكية في سوريا، مما يعني غياب الغطاء القانوني اللازم لاستمرار المهمة العسكرية الامريكية.

ومن ثم تراجع ترامب مجدداً عن قراره، معلناً توسيع نطاق المهمة، حيث سيبقى مئات الجنود في منطقة فيها العديد من اللاعبين المتنافسين على النفوذ.

وانسحب ما لا يقل عن نصف القوات الأمريكية في سوريا قبل بدء العملية التركية في 9 تشرين الأول، ومن المتوقع أن تستمر عملية الانسحاب هذه ليبقى عدداً لا يزيد عن بضع مئات. كانت هذه هي الخطة على الأقل قبل أن تورد تقارير عديدة نشر 500 جندي إضافي مع عد من العربات المدرعة، حتى أن بعض هذه المدرعات وصلت لحراسة حقول النفط في دير الزور.

وإذا ما تم الجمع بين عدد الجنود الموجودين في حامية التنف على الحدود مع الأردن بالإضافة إلى 500 جندي المتواجدين لحراسة النفط، سيصل عدد القوات الامريكية في سوريا إلى 900 جندي.

تطمينات عسكرية

وقال وليام بايرن، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إن المهمة الرئيسية للجيش الأمريكي في سوريا هي ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش. وأشار إلى أن الجهود المبذولة لحماية حقول النفط تعتبر "مهمة ثانوية" مقارنة مع الأساسية المتمثلة بهزيمة التنظيم.

وكان تنظيم داعش سيطر في ذروته عام 2014، على تلك الحقول التي كانت تنتج 45 ألف برميل من النفط يومياً وتدر ملايين الدولارات على التنظيم كل أسبوع.

وقال جوناثان هوفمان، كبير المتحدثين باسم البنتاغون، إن تدفق العائدات النفطية قد وصل إلى 500 مليون دولار سنوياً، وكان أساسياً لتمويل عمليات التنظيم في العراق وسوريا "وفي جميع أنحاء أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم".

وقلل بايرن من احتمال نشوب نزاع مع مختلف الأطراف، مشيراً إلى وجود "قنوات لفض النزاع" تضمن معرفة جميع اللاعبين مكان وجود القوات الأمريكية لمنع حدوث أي اشتباك. وأشار كذلك إلى وجود قواعد إرشاد لدى القوات الأمريكية "لخفض التصعيد".

وأكد هوفمان "يعلم جميع من في المنطقة أين توجد القوات الأمريكية.. ونعمل لضمان عدم اقتراب أي شخص قد يظهر نوايا عدائية لقواتنا. وإذا ما فعلوا ذلك، فإن القادة العسكريون سيحتفظون بحق الرد".

إمداد لوجستي دائم

ويتساءل الخبراء فيما إذا كان تنظيم داعش بإمكانه فعلاً السيطرة على حقول النفط في الوقت الحالي بعد الهزيمة التي لحقت به، مشيرين إلى أن المهمة الفعلية باتت الآن منع روسيا، وقوات الأسد، والقوات الإيرانية من السيطرة على هذه الحقول وحرمانها من الإيرادات المالية.

وقالت دالتون: "هذه المنطقة غنية بالزراعة والنفط مما يخلق نفوذاً يمارس على بشار الأسد وروسيا.. إذا ما استمرت الجهات الفاعلة على الأرض بالسيطرة على هذه الموارد هذا يعني تعزيز القوة التي يمتلكونها في المفاوضات".

ويعتبر وجود القوات الأمريكية في دير الزور والتنف بمثابة حاجز ضد النفوذ الإيراني، بسبب الجسر البري الذي يمتد من طهران ليصل إلى بيروت.

ويعتبر الوجود الأمريكي الحالي تصعيد في المهمة، حيث يضم عربات برادلي المدرعة والتي تتطلب إمداد لوجستي مستمر ومئات القوات الإضافية في تطور جديد مختلف عن نشر عدد صغير من القوات كما كان الأمر في السابق.

وعلق هوفمان بالقول: "تغيرت الظروف على الأرض. قال القائد إنه يحتاج، لحماية القوات وللتحرك على الأرض، المزيد من الآليات ولذلك سمح الوزير بإرسالها إلى المنطقة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات