دير شبيغل تكشف التفاصيل الكاملة لعملية اغتيال البغدادي بإدلب

دير شبيغل تكشف التفاصيل الكاملة لعملية اغتيال البغدادي بإدلب
قال تقرير لدير شبيغل، إن البغدادي كان في آخر أيامه شديد التوتر، وكان يشعر بالخطر يقترب منه أكثر فأكثر، وأنه توجس في كل مرة يسمع بها صوت الطيران المروحي يقترب من المنطقة التي يقيم فيها.

وكان حدس البغدادي في مكانه، إذ كانت الولايات المتحدة تراقبه عبر أقمار التجسس الاصطناعية والطائرات بدون طيار وتلتقط صور لتحركاته في إدلب، وكانوا قادرين على رسم دوائر حول المناطق التي يتحرك بها، إلى أن وصلت ثماني طائرات مروحية عملاقة في 26 الشهر الماضي لتصفيته في باريشا.

وكانت قوات الدلتا الأمريكية تخشى من وجود فخ في المجمع الذي يقيم فيه البغدادي أو متفجرات خلف الجدران، ولذلك تم اتخاذ قرار بفتح النار على المجمع في الهواء قبل أن تهبط المروحيات على ارتفاع 50 متر.

وذكرت الصحيفة أن الطائرات هبطت بصحبة مترجم، تحدث بلكنه قال البعض إنها سعودية، واشتبه آخرون بأنها أردنية، حيث طالب عبر مكبرات الصوت السكان بالبقاء في منازلهم.

اقترب أربعة جنود أمريكيين من خيمتين كبيرتين أقيمتا بجانب المجمع وقالوا للمقيمين في الخيم، لن تصابوا بأذى إذا ما خلعتم ثيابكم وخرجتم من الخيم، وهذا ما حصل بحسب شهادات شهود عيان.

اختيار إدلب للاختباء

كان البغدادي يعلم بالخطر المحيط به، ولذلك لم يسمح لأي شخص بجانبه بحمل هاتف محمول، وكان يتواصل مع العالم الخارجي عن طريق أشخاص مؤتمنين يقومون بنقل الرسائل الشفهية إلى الجهات التي يرغب بالتواصل معها.

وقال إسماعيل العيثاوي، القيادي في تنظيم داعش، والمحتجز لدى السلطات العراقية، إن الاجتماع مع البغدادي كان يتم بطريقة أمنية مشددة، حيث يضطر هو وقياديون آخرون في التنظيم إلى التخلي عن كل أجهزتهم الإلكترونية بما في ذلك الساعات، ليتم عصب أعينهم ونقلهم في حافلات لعدة ساعات قبل أن يصلوا في النهاية إلى مقر إقامته. وكانت الاجتماعات قصيرة تتراوح مدتها من 15 إلى 30 دقيقة فقط.

أختار البغدادي إدلب لأنها آخر مكان يتوقع أن يتواجد فيه قائد تنظيم داعش الذي عمل منذ بداية تأسيس التنظيم على ضرب فصائل المعارضة وخنقها إلى جانب النظام مع وجود خلاف معروف بين التنظيم وبين جبهة النصرة أدى إلى حرب بين الطرفين أدوت بحياة عدداً من قادة النصرة في 2014.

استغل سلام الحاج ديب هذه النقطة، قرر الرجل الذي في منتصف الأربعينيات من عمره وينتمي إلى حي الشعار في حلب القديمة، استضافة البغدادي في باريشا.

وصوله إلى منزل ديب

أنضم سلام الحاج ديب إلى تنظيم داعش في وقت مبكر، وعمل منذ بداية 2013 لإدخال التنظيم إلى قلب المناطق التي تسيطر عليها الفصائل، ففي 2014، نجحت الفصائل بطرد داعش، وكان من بين أولئك الذين اضطروا إلى الفرار، عاد مرة أخرة بعد ثلاث سنوات متخماً بالمال وبدأ بالعمل على الزيتون والخراف.

اشترى قطعة من الأرض، مكونة من بناء بطابقين محاط به شجر الزيتون. دفع 25 ألف دولار نقداً ثمن للعقار. افتتح لاحقاً متجراً في سرمدا المجاورة، لبيع الحليب والأجبان. بنى سوراً حول الأرض وأكمل بناء المنزل وكساه من الرخام الفخم، كان المنزل كبيراً على الرجل الذي كان يعيش معه ابنه محمد واسرته.

ما بين الرابعة والسادسة مساءا، وصل ضيف إلى المنزل برفقة امرأتين ومجموعة من الرجال والأطفال، لقد كان البغدادي الإرهابي الأول المطلوب في العالم، حينها بدأ العد التنازلي لعملية درستها الاستخبارات الامريكية مطولاً. بعد ست إلى ثماني ساعات تم تصفية البغدادي وجميع من حوله تقريباً.

بدأت قصة تعقب البغدادي منذ أيار، رصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار لمن يخبر عن مكانه. بعد سقوط الباغوز، هرب إلى صحراء الأنبار، لم يمكث طويلاً، أنتقل إلى الدشيشة في دير الزور، ومنها إلى إدلب.

العملية كايلا مولر 

سميت العملية باسم كايلا مولر، تخليداً لذكرى الناشطة الامريكية التي عملت في منظمات الإغاثة الإنسانية قبل احتجازها كرهينة لدى التنظيم، حيث تفيد المعلومات الاستخباراتية بأنها تعرضت للاعتداء الجنسي مراراً من قبل البغدادي قبل أن تقتل في 2015.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحتفل بالذكرى العاشرة لزواج ابنته إيفانكا من جاريد كوشنر ليلة الجمعة في منتجع كامب ديفيد، قبل أن يتوجه إلى فرجينيا لحضور جولة للعلب الغولف يوم السبت فيما كانت التحضيرات العسكرية تجري للعملية.

تم طلب حقوق التنقل من روسيا التي تسيطر على سماء إدلب، فيما تم إبلاغ تركيا في المهمة. عاد ترامب إلى البيت الأبيض في 4:18 مساءاً، حيث دخل في الخامسة إلى غرفة العمليات لمتابعة العملية العسكرية، وقد اقلعت المروحيات من قاعدة في سوريا بحسب شهادات عديدة، بينما قالت الرواية الرسمية إن الهجوم تم من أربيل.

بناء على الطلب الأمريكي، أبلغت تركيا الفصائل في إدلب بضرورة عدم إطلاق النار على المروحيات التي ستقترب من المنطقة، مع ذلك قامت مجموعة قريبة من باب الهوى بفتح النار، وتم اعتقالهم من القيادات فيما بعد.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ديب قد نجا من الهجوم، لكن زوجته وأحد أحفاده على الأقل لقوا حتفهم عندما فر البغدادي إلى الطابق السفلي مع اثنين من أولاده، حيث قتلوا بعدما فجر البغدادي حزام ناسفاً كان يرتديه.

في صباح اليوم التالي، عثر السكان على سبع جثث، من بينهم نساء وأطفال. تم دفن بقايا البغدادي في البحر، بحسب الرواية الأمريكية. وقال ترامب إن البغدادي كان "ينوح ويبكي" وإنه "مات ميتت الكلاب"، بينما رفض القادة العسكريين تأكيد ذلك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات