كيف برّرت "تحرير الشام" محاولة اقتحام كفرتخاريم غرب إدلب؟

كيف برّرت "تحرير الشام" محاولة اقتحام كفرتخاريم غرب إدلب؟
برّرت "هيئة تحرير الشام"، محاولتها اليوم الخميس، اقتحام مدينة كفرتخاريم غرب إدلب، الذي أدى لمقتل وجرح عدد من المدنيين، بأنها تدخلت بسبب رفض من وصفتهم بـ "المفسدين" اتفاقا جرى مؤخراً مع وجهاء من المدينة على حد زعمها.

تبرير "تحرير الشام"

ونقلت وكالة "إباء الإخبارية" التابعة لـ "تحرير الشام" عن القيادي المسؤول الأمني عن المنطقة الغربية في الهيئة، نزار سليمان قوله: "حدثت عدة تعديات وتجاوزات من قبل بعض المفسدين في مدينة كفرتخاريم في الآونة الأخيرة عقدت على إثرها عدة جلسات لبحث الحلول الممكنة، وصلنا من خلالها لاتفاقيات مع الأهالي والأعيان لم يلتزم بها هؤلاء المفسدون وحاولوا بل سعوا لإفشالها بكل ما يستطيعون حيث أوقفوا عناصر من الهيئة على أحد الحواجز منذ فترة وهاجموا مخفر المدينة وأخرجوا العناصر منه بعد أن رموهم بقنبلة متفجرة واعتدوا على الحواجز بعد استلامها باتفاق مع أهل المدينة إضافة إلى المظاهرات المنظمة من قبل بعض المحرشين التي استمرت عدة أيام تنادي بإسقاط الحكومة وإخراجها من المدينة، وأمام كل ذلك لم تقم الجهات المسؤولة بأي تصرف من باب ضبط النفس ومحاولة حل المشكلة بطرق أخرى".

وأضاف سليمان أنه "بعد الاتفاق قبل الأخير الذي عقد ضمن المدينة بحضور أعيان من أهلها -على إثر المشاكل المتجددة-، تعرض القيادي في الهيئة أبو إسلام” ومعه أحد المسؤولين لإطلاق رصاص مباشر أثناء خروجهما من المدينة من قبل المفسدين أنفسهم، إلا أن القياديين خرجا بسلام".

وزعم سليمان، أنه "جرى التوصل لاتفاق مع مجلس أعيان المدينة يفضي بتسليم الحواجز إلى الإدارة العامة للحواجز كما كانت عليه في السابق وإعادة المخفر باستلام وزارة الداخلية ونص الاتفاق كذلك على عدة نقاط نشرت على شبكات التواصل إلا أن الاتفاق قوبل بالرفض من المفسدين وأقدموا على تكسير سيارات الأعيان وسبهم وشتمهم على مدخل المدينة عند عودتهم معلنين بذلك رفضهم الحل للمرة الثالثة أو الرابعة على التوالي".

وتابع المسؤول في "تحرير الشام"، "وأمام كل هذه التجاوزات والتعديات لم يبق لدينا سوى التدخل لحل هذه المشكلة وإنهائها، وإننا ننوه أن مشكلتنا محصورة مع عدد قليل من أبناء المدينة ممن أبوا إلا الرفض والتحريض في كافة الاتفاقات السابقة وندعو أهلنا في مدينة كفرتخاريم إلى لزوم منازلهم وعدم التدخل في هذه القضية التي يرأسها بضعة أشخاص ممن تدثروا بدثار الثورة وحاولوا أن يفشلوا أي طريق للحل طوال الفترة الماضية".

وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر لمراسل أورينت إن مدنيين اثنين قتلا وأصيب آخرون، في المدينة، جراء القصف بالقذائف والرشاشات الثقيلة من قبل "تحرير الشام".

بدورها أوضحت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" وضعت في جميع معاصر الزيتون أشخاصاً من طرفها من أجل أخذ "الزكاة" من الأهالي، الأمر الذي رفضه الأهالي، وأكدوا أنهم سيقومون بتوزيع "الزكاة" على الفقراء في البلدة والنازحين المهجرين، لكن الهيئة رفضت، وهددت باقتحام البلدة وأعطت مهلة 48 ساعة وانتهت مساء الأربعاء.

وأضافت المصادر أن "تحرير الشام"، بدأت بالتحشيد حول البلدة، وخلال الساعة 12 جرى الاتفاق بين الهيئة ووجهاء من المدينة، إلا أن الأهالي لم يعترفوا بهؤلاء الوجهاء واعتبروهم "خونة" ورفضوا الاتفاق الذي ينص على "دخول الهيئة والسيطرة على حواجز البلدة ومعاصر الزيتون وحتى المخفر".

وأكدت المصادر أن "تحرير الشام"، اقتحمت صباح اليوم مدينة كفرتخاريم من خمسة محاور، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وسقط عدد من الجرحى من المدنيين جراء الاشتباكات.

وفي غضون ذلك خرج الأهالي في مظاهرة ليلية ردد فيها المحتجون: "جولاني ولاك ما بدنا إياك".

وخرج المئات من أهالي مدينة إدلب بمظاهرات غاضبة، اليوم الخميس، ضد "هيئة تحرير الشام" وما يسمى "حكومة الإنقاذ" المقربة منها، عقب مقتل مدنيين بحرب شنتها "الهيئة" على بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي الغربي.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط ما يسمى "حكومة الإنقاذ" المقربة من "تحرير الشام" وهتفوا ضد الأخيرة، جراء الانتهاكات التي تقوم بها بحق أهالي المحافظة، لا سيما ما ارتكبته اليوم في بلدة كفر تخاريم.

انتقادات للجولاني

وليست هي المرة الأولى التي ترفض فيها مدينة كفرتخاريم دخول "تحرير الشام" إلى المدينة، والاستيلاء عليها، حيث شهدت مناطق في إدلب منها كفرتخاريم تنديداً بسياسة "هيئة تحرير الشام"، وانتقاد قائدها أبو محمد الجولاني.

وخرجت آنذاك مظاهرة مسائية في مدينتي معرة النعمان وكفر تخاريم، حيث ردد المتظاهرون هتافات: "يلعن روحك جولاني، جولاني ولاك ما بدنا اياك". كما رفع متظاهرو معرة النعمان لافتات كتب عليها: "كنا نظنه جولاني وإذا به طهراني".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات